في مطلع العام الحالي 2012 أجرت ايران مناورات بحرية في منطقة الخليج العربي بالقرب من مضيق هرمز، وكان هدف هذه المناورات العسكرية التي انتهت في 4/ 1/ 2012 ـ حسب الايرانيين ـ اختبار القدرات العسكرية الايرانية في السيطرة على الملاحة في مضيق هرمز ، وامكانية اغلاقه بوجه تدفق النفط في حال تعرض صادراتها النفطية الى العقوبات ، وقد اختلفت مناورات " الولاية 90" هكذا سميت نسبة لـ " الولي الفقيه "عن سابقاتها .. في توقيتها وطول فترتها الزمنية وسعة نطاقها (من شرق مضيق هرمز الى خليج عدن) واستهدافها هذا الممـر المائي الاهم الذي يؤمن تدفق اكثر من 40 %من صادرات النفط الخليجي الى العالم الخارجي. وقد اعطت هذه المناورات التهديد بغلق مضيق هرمز.. بعداً من الجدية والتحدي مما اثار المخاوف والقلق لدى الكثيرين وبالاخص دول المنطقة لاسيما وانها لم تكن مناورات شكلية وانما جربت فيها لاول مرة صواريخ بمديات 200 كم مثل منظومة صواريخ " قادر" و" نور " ونصر" المطورة عن صواريخ صينية ، فضلاً عن الاعلان ، اثناء المناورات، عن تأكيد العلماء الايرانيين على اجراء تجربة ناجحة على اول قضيب وقود نووي تم تصنيعه وانتاجه محلياً من مخزون اليورانيوم الخام الموجود في ايران .. في اشارة صريحة الى ان ايران ماضية في برنامجها النووي مستغلة الظروف الاقليمية والدولية الراهنة .. فالانسحاب الاميركي من العراق وتركه تحت نفوذ ايران واتباعها والضعف العربي وما يشهده العالم العربي من عدم استقرار بفعل " ثورات الربيع العربي " وانشغال ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما بانتخابات الولاية الثانية والازمة الاقتصادية الداخلية فضلا عن الازمة المالية العالمية والليونة الاميركية والدولية في التعامل مع الملف النووي الايراني .. كلها عوامل جعلت حكام ايران يستخفون بالتهديدات ويستهينون بالعقوبات مراهنين على الوقت بممارسة سياسة المراوغة والمماطلة لامتلاك السلاح النووي كرادع اساسي لتحقيق احلامهم التوسعية على حساب شعوب المنطقة ، وهذا ما يعكسه تصرفهم بتحد وعنجهية وصلف وغرور وكأن منطقة الخليج العربي ضيعة من ضياعهم؟ . مضيق هرمز. . ورقة تهديدية ان التهديد باغلاق مضيق هرمز لم يكن جديداً وانما كان ، ومنذ بدء النزاع الدولي حول الملف النووي ، احد اهم اوراق طهران التي تهدد بها كل من يعارض برنامجها النووي او يلوح لها بضربة عسكرية تستهدف منشآتها النووية لاسيما وانه قد تأكد من اخر اعلان للوكالة الدولية للطاقة عن وجود مخاوف حقيقية من " الطابع العسكري للبرنامج النووي الايراني " والذي صاحبه تهديد اميركي واوربي من فرض عقوبات مشددة حول صادرات النفط الايراني، اذ ان اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوربي الذي عقد اواخر شهر كانون الثاني ـ يناير الماضي والذي كرس لبحث هذه العقوبات والتي ستشمل الشركات الاجنبية التي تتعامل مع البنك المركزي الايراني ، علما ان 80 %من عائدات ايران بالعملة الاجنبية هي من صادرات النفط . فالتهديد بغلق هذا الشريان الحيوي من خلال عرض للقوى وابراز للعضلات .. هو خطوة استباقية تهديدية لاي اجراء اوربي عقابي متوقع لتقييد مصادر الطاقة النفطية الايرانية وهذاما يوضحه تصريح "محمد رضا رحيمي" النائب الاول للرئيس الايراني في 27 / 12/ 2011 مهدداً ومحذراً ((من ان ايران ستمنع مرور ولو قطرة واحدة من النفط عبر مضيق هرمز اذا ما فرضت عقوبات على صادراتها النفطية))، وقد عبر عن ذلك بلغة تهديدية اشد " رستم سنجري " وزير الدفاع الايراني بقوله ((اذا اراد العالم ان يجعل المنطقة غير امنة فسنجعل العالم غير امن)) ، فالتحدي الايراني بالغلق وسط هذه المناورات الكبيرة يشير صراحة الى ان خيار غلق المضيق وارد، وان الجانب الايراني جاد في تحديه ، وواثق بترسانته وقدراته العسكرية على غلق المضيق الذي يفصل بين مياه الخليج العربي من جهة ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة اخرى .. واغلاقه ممكن من قبل ايران.. باغراق سفينة تجارية او اكثرفي الزاوية الضيقة من الممر الذي يبلغ عرضه 6.4 كم وبعمق 60 متراً، لاسيما وان ايران تطل عليه من ناحية الشمال " محافظة بندر عباس " فيما تطل عليه من ناحية الجنوب سلطنة عمان "محافظة مسندم" ، كما تستطيع ايران ردع وضرب اي محاولة لفتحه بما تمتلكه من زوارق سريعة ومن خلال قواتها والحرس الثوري المتواجدة في جزر المضيق غير المأ هولة واكبرها جزيرة " قشم" و"اراك وهرمز "في الجانب الايراني اضافة الى الجزر الاماراتية " طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى " التي تحتلها ايران ! الاهداف : ايران ومن خلال المناورات المصاحبة للتهديد باغلاق مضيق هرمز في حال فرض عقوبات جديدةعلى القطاع النفطي واحتمال استهداف البرنامج النووي بضربة عسكرية .. هدفت الى الاتي: 1ـ محاولة لتخفيف الضغط الغربي وايقاف المزيد من العقوبات المؤذية المفروضة على ايران، وهي خطوة استبا قية للعقوبات الاوربية التي تستهدف قطاع الطاقة الايراني . 3ـ استعراض للقوى وابراز للعضلات بترسانة الاسلحة والقدرات العسكرية والجاهزية للمواجهة والرد على اي عدوان محتمل ،مع دعاية واختبار للابتكارات والتطويرات في مجال الصناعات العسكرية في اشارة ايحائية مقصودة الى الاستهانة بالعقوبات ؟. 5 ـ الهاء ومشاغلة الايرانيين والتغطية على الاوضاع الداخلية المنذرة بالانفجار لتفاقم الخلافات بين المرشد الاعلى والرئيس نجاد والتهديد بألغاء منصب رئيس الجمهورية في ظل استمرار عمليات التصفيات الجسدية فضلاً عن الخلافات بين المحافظين والمعتدلين وبين هؤلاء والمعارضين الاصلاحيين، واستشراء الفساد والفوضى والقمع على يد الحرس الثوري . 6 ـ محاولة لكسب المزيد من الوقت لانجاز ما تبقى من خطوات على طريق امتلاك وتصنيع السلاح النووي. خط احمر..ايران تدرك.. انه لن يسمح لها بالاقدام على فعل متهور بأغلاق المنفذ الرئيسي بتدفق نفط الخليج الى العالم الخارجي , فأغلاق المضيق ليس مستحيلا ولكنه خط احمر بالنسبة للعديد من الدول وبالذات القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية التي شنت الحروب واحتلت ودمرت واسقطت حكومات لتتمركز بقواعدها العسكرية قرب منابع النفط وطرق تصديره في اكثر بلدان المنطقة ومايحيط بها، ان المسا س بحرية الملاحة في هذا الممرالمائي خط احمرللاسباب التالية : 1 ـ غلق مضيق هرمز ومنع تدفق النفط يعني قطع شريان الحياة للعالم الصناعي الغربي . 2ـ انه عمل متهور وخارج المنطق القانوني الدولي وقد اكدت الناطقة بلسان الاسطول الاميركي الخامس في منطقة الخليج العربي في 28/12/2011 من "ان من يهدد بتعطيل حرية الملاحة فيه كمضيق دولي يقف خارج المجتمع الدولي ولن يتم التسامح مع اي تعطيل " مهددة بالوجود العسكري والقواعد الامريكية والبوارج البحرية الامريكية العملاقة المتأهبة للتعامل بعنف مع اي اجراء يزعزع استقرار المنطقة ولا يجوز المساس بالمضيق لاهميته . 3 انه عمل انتحاري خطير.. للوجود الامريكي المكثف في المنطقة والقيام بهذا العمل الكبيروالخطير يتطلب قدرات عسكرية ايرانية قادرة على مواجهة الرد الدولي الواسع والعنيف ، وهذا ما لا تمتلكه ايران اذ يؤكد العارفون بواقع القدرات العسكرية الايرانية..على تواضعها رغم ادخال بعض التطويرات والحصول على بعض الاسلحة الحديثة فهناك بون شاسع بين قدرات ايران العسكرية وقدرات الاطراف الدولية الاخرى . 4ـ رد الفعل البليغ الذي قوبلت به التهديدات الايرانية بأغلاق مضيق هرمز..قيام حاملة الطائرات الامريكية " يو اس اس جون ستبنس " والبارجة " يو اس اس موبايل باي " اللتين زارتا ميناء جبل علي في دبي من عبور مضيق هرمز اثناء المناورات العسكرية الايرانية وهذا ما اعترف به الاميرال" محمود موسوي" الناطق بأسم المناورات مؤكدا .".انه تم رصد وتصوير حاملة الطائرات الامريكية قرب منطقة اجراء المناورات "؟ وبرغم ان هذا العمل روتيني الا انه يعد تحدياً لايران ورداً على تهديدات كبار مسؤوليها من ان ايران ستتصدى لحركة قطعا ت البحرية الامريكية وحاملة الطائرات في الخليج . ايران في المنظور الامريكي رغم اهمية ايران للمصالح الامريكية لموقعها الجغرافي المتميز حيث تمتد على الضفة الغربية للخليج العربي بمسافة 1200كم ، فضلآ عن اهميتها الاقليمية عبر حدودها الشمالية وخاصة في اسيا الوسطى وبحر قزوين وافغانستان فهي افضل معبر لانابيب غاز القوقاز قد اوجد نوعا من التحالف والتفاهم الايراني ـ الاميركي في سنوات ماقبل مجئ نظام خميني الى السلطة عام 1979 ,ولكن هذا التفاهم شهد تصادما في المصالح بعد الاسفار عن حقيقة السياسة الايرانية التوسعية في هذه المناطق الحيوية وذات الثروات النفطية الهائلة كمنطقة الخليج العربي حيث التمدد الايراني وبسط النفوذ في اكثرمن بلد عربي وخصوصا في الخليج العربي وصولا الى افغانستان وحتى باكستان لاقامة مايسمى بـ (الهلال الشيعي الصفوي)!، ومثالها الصارخ العراق حيث الوجود والتدخل الايراني بسبب سيا سة واشنطن التي اشركت ايران في تدمير واحتلال العراق عام 2003، فضلآ عن امساك طهران بالعديد من اوراق الضغط وتهديد الوجود والمصالح الامريكية والغربية في المنطقة العربية ، وكذا الحال بالنسبة لاسيا الوسطى وبحر قزوين والقوقاز حيث الاحتياطي الهائل للنفط والغاز، وهي مناطق لم تغفلها السياسة التوسعية الايرانية للجوار وا لتقا رب مع هذه البلدان المترشحة من الاتحاد السوفيتي السابق بعد تفتته حيث الاشتراك باللغة والدين والمذهب والعنصر, وبما ان نفط وغاز القوقا زيشكل الاحتياطي العالمي للطاقة في المستقبل فان هذه المنطقة هي من مناطق صراع النفوذ ليس فقط اقليميا بين ايران وتركيا كما يجري اليوم وانما دوليا بين امريكا والغرب من جهة وروسيا ومن معها من جهة اخرى، ولابد لهذه القوى ان تجد نوعا من التفاهم والتحالف مع دول الجوار الاقليمي التي ستكون معبرا لنفط وغاز القوقاز الى العالم اضافة الى دول المنطقة نفسها ، وبما ان الولايات المتحدة تطبق طوقهاعلى عموم المنطقة النفطية في الخليج العربي وحتى اواسط اسيا وقزوين ، هذا الطوق يمتد من ناحية الشمال فهناك تركيا الحليفة وعضوة الحلف الاطلسي واهميتها انها المعبر المناسب لنقل الغاز والنفط من اواسط اسيا عبر المتوسط الى اوربا ، وفي الجنوب المحيط الهندي وبحر العرب حيث الهيمنة الامريكية ، ومن الغرب البحر المتوسط والاساطيل والقواعد الاميركية اضافة الى اسرائيل، واما من ناحية الشرق ساحة التواجد والتأثير الايراني وافضل معبر لانابيب غاز القوقاز فستؤمن واشنطن سبل منع ايران من الوقوف بوجه مصالحهاهناك اذ لايمكن ان تسمح بأي اعاقة لاكمال طوقها..؟ (اعتقد ان لهذا السبب تأثيره في التعامل الامريكي ازاء الملف النووي بالتفاوض والعقوبات والنفس الطويل ولحين استنفاذ كل الوسائل السلمية). العراق وحكام ايران التعامل الاميركي مع ايران يكشف ازدواجية المعايير في تعامل واشنطن مقارنة بما حصل للعراق من دمار واحتلال لمجرد اكذوبة حيازته على اسلحة دمار شامل، مع سياسة الحوارالعاجزة - لحد الآن- عن ردع ايران التي تعلن يوميا عن انجاز يقربها من امتلاك سلاح نووي. كلها عوامل كانت وراء التهديد بغلق اهم ممر مائي تمر عبره صادرات نفط ابرز الدول العربية النفطية في المنطقة وهي (العراق والسعودية والكويت والامارات الى جانب الغاز القطري) وهذه الدول وبالذات دول الخليج العربي، هي من ستدفع ثمن هذا التهور الايراني سياسيا واقتصاديا وبيئيا لانها ستكون ساحة حرب وهي في موقف لا تحسد عليه سواء نجحت ايران في امتلاك السلاح النووي ام اجهضت مساعيها بضربة عسكرية او بدونها، فأن الخاسرين هم العرب عموما اذ ستتأثر العلاقات مع كل اطراف النزاع وستجبر دول المنطقة العربية وبالذات الخليجية، تحت ضغط وتأثير القوى الكبرى بذريعة حمايتها مما يعني زيادة التواجد العسكري الامريكي في المنطقة. فعراق ما قبل الاحتلال عام 2003 كان محق في رؤيته وتقييمه لنظام الملالي في ايران, وفضحه لسياستهم التوسعية بإحياء حلم (الامبراطورية الفارسية) الذي يفسره قول "خميني" وهو في طريقه من باريس الى طهران عام 1979 ((آن للفرس ان يحكموا المنطقة لقرون طويلة مقبلة)) وادعاؤه في لقاء له مع احد المسؤولين الكويتيين انذاك من..(( ان لايران الحق في الهيمنة على منطقة الخليج بضفتيها الشرقية والغربية)) فتصدي العراق لحكام ايران أبعد المنطقة عن شرور ومخاطرسياستهم التوسعية العدوانية التي جسدتها عمليا سياسة طهران اليوم حيث التمدد الايراني في المنطقة والتدخل السافر في شؤون بلدانها والتهديد بسلاح الطائفية المقيت ومن خلال أتباعها في بعض دول الخليج العربي بزعزعة امن واستقرار المنطقة وفي تحديها للمجتمع الدولي بأمتلاك السلاح النووي والتهديد بقطع تدفق نفط الخليج العربي الى العالم الخارجي مما سيضع المنطقة والعالم على شفير نار حرب قادمة. نخلص الى ان النظام الايراني في تصعيده الاخيربغلق مضيق هرمز بهذه الطريقة الاستفزازية .. يؤكد الاتي :ـ 1ـ ان العقوبات الاقتصادية ضد ايران مؤثرة وليست فاشلة حسب ادعاء طهران التي تحاول الخروج من عزلتها السياسية والاقتصادية الخانقة والتي زادت من مخاوفها الحقيقية التهديدات الجادة بعقوبات اشد على القطاع النفطي كالحظر على واردات النفط الايرانية ومعاقبة الشركات الاجنبية المتعاملة مع البنك المركزي الايراني والذي ستشمل امواله بالتجميد.. مما سيفاقم الوضع الداخلي المتردي وبما سيؤدي الى انفجار الشارع الايراني المحتقن وتصاعد حدة الخلافات بين المتربعين على قمة هرم السلطة وزيادة فعالية قوى المعارضة وبما يتهدد النظام برمته . 2ـ مازالت ايران بحاجة الى وقت اطول لانجاز تصنيع السلاح النووي رغم اعلانها بين فترة واخرى عن تحقيق نجاحات في بعض الخطوات الاولية في تخصيب اليورانيوم او ما يخص الوقود النووي والتي تسوقها بقصد للايحاء با لاقتراب من النهاية لدخول النادي النووي ؟ 3ـ التكاليف الباهضة لامتلاك التكنلوجيا النووية يتطلب استمرار تدفق عائدات النفط ، والتهديد بمنع تدفق النفط الخليجي الى الاسواق العالمية محاولة ايرانية للدفع باتجاه رفع اسعاره من ناحية، ومن ناحية اخرى اجبار الاطراف الاخرى " الولايات المتحدة والاوربين ومجموعة 5+1 " على العودة الى طاولة التفاوض، وهذا ما يدعمه الطلب الايراني من [ كاترين اشتون ] وزيرة خارجية الاتحاد الاوربي تحديد موعد جديد للمفاوضات في محاولة من طهران لتأ خير فرض العقوبات الجديدة ؟ اذ سيعقد الاجتماع المقبل في بغداد بناء على اقتراح طهران ..؟؟؟. 4ـ الملف النووي ـ حسب ظن الايرانيين ـ لم يكن من الاولويات في اجندة عمل الاطراف المعترضة وبالذات الولايات المتحدة ، وذلك لانشغال ادارة الرئيس" باراك اوباما" بالتحضيرات لانتخابات التجديد لولاية رئاسية ثانية ، وحل المشاكل الداخلية وعلى رأسها الوضع الاقتصادي ، اي ان امام ايرا ن عاماً اخراي مع مجىء ادارة جديدة؟ ويبدوهنا قصور الرؤية الايرانية التي تنظر من زاوية واحدة تنسجم ورؤيتها، فلماذا لاتكون هذه التحديات الايرانية دافعاً لردعها بضربة عسكرية توقف نشاطها النووي وربما يزيد باحتلال مدينة" بندرعباس" واتخاذها قاعدة عسكرية لحماية مضيق هرمز وضمان تدفق النفط وحرية الملاحة وبما ينسجم مع متطلبات الامن القومي الاميركي..؟ وهذا سيزيد من حظوظ الرئيس اوباما بالفوز بولاية ثانية بضمان دعم اللوبي الصهيوني وكل الناقمين على نظام الملالي داخل اميركا ؟ ..لاسيما وان منافسيه الجمهوريين في دعايتهم الانتخابية يتهمونه بالفشل في ردع الايرانيين وايقاف برنامجهم النووي ، علما ان انهاء الملف النووي الايراني في مقدمة دعايتهم الانتخابية ؟؟ 5ـ ايران ، في الحرب الكلامية، بررت ان الهدف من قيامها بهذه المناورات البحرية والتهديد باغلاق مضيق هرمز.. هو للرد على التهديدات بفرض عقوبات مشددة على القطاع النفطي الايراني ، وهو هدف ظاهره هكذا ، ولكن مارمت اليه طهران ابعد من ذلك..انها رسالة ايرانية الى العا لم عامة والى دول الخليج العربي خاصة.."من ان ايران قادرة عسكريا على حماية ممر نقل النفط الخليجي وضمان سلامة وحرية الملاحة فيه ولاحاجة للوجود العسكري الاجنبي في هذه المنطقة الحيوية"، لاسيما وانها تتطلع للعب دور " الدولة المركز "في الشرق الاوسط كواحدة من دول الاقليم البارزة بعد ان ترك العرب، بخروج العراق ومصر، فراغًا واضحاً في صراع التنافس الاقليمي على هذه المنطقة ؟ وهذا ما يتضح من التحذير الذي وجهه" احمد وحيدي" وزير الدفاع الايراني بقوله " قلنا دائما ان وجود قوات من خارج المنطقة في الخليج الفارسي مضر، لذلك طلبنا الا تكون موجودة في هذا المجرى المائي " وفي نفس اليوم رد عليه " جورج ليتل "الناطق بلسان البنتاغون قائلا : " ان الوجود العسكري سيستمر كما هو الحال.." ولكن فات حكام ايران انهم غير مقبولين من دول المنطقة وخاصة دول الخليج العربي لافتضاح نواياهم واطماعهم في المنطقة وتطلعاتهم لاحياء" امبراطورية فارس"بممارسة سيا سة عنصرية وطائفية مقيتة ؟ { يتبع }