المقدمة : لقد كان دوما، الفكر الاصيل الجدي هو مفتاح العمل المثمر، ولكن المفتاح الى التفكير هو العودة الى الظاهرة التي يعالجها على اساس مبرراته فيكتشف من جدلها طريقه الى معالجاتها . وعندما يغيب الفكر ولاسباب مختلفه يكون هنالك مأزق ،الامر الذي يؤشر الى وضع لايقترن فيه الفكر بوعي علمي ينطلق من تحديد طريق الانتقال من النكسه الى النهضة وهو امتحان المتفق مع الفكر الذي يمثل عقله المركزي والموقف او الممارسة التي يراد لها ان تكون معيار لبرامجه الانية والمستقبلية. وعي شروط حيوية البعث : حزب البعث العربي الاشتراكي ، عرف نفسه بفكره ونضاله ومواقفه الاستراتيجية وبامتحانات وتجارب عديده.. واجاب على سؤال من نحن؟ وكان خلاقا عبر محطات النضال في طريقه الشاق الصعب المليء بالاشواك.. وكذلك استوعب اطر كيفية التصرف في مجال الفكر والمباديء، والمرونه السياسية المحسوبة، وكيفية تحديد مستويات عمقه في المجتمع بوضع موازين الحقائق بمنتظمات ومقاسات وثوابت الحق بعد ان وضع الحق باعلى منزلة ومكانة في فكره والادلة على ذلك هو استمرار قوة حيويته المجسدة لقوة حجته التي تتفاعل في اطارين عظيمين هما:الالتزام بمبادئه واخلاقه ومواقفه الموحدة للشعب والوطن،والالتزام بالحق ومقاومة كائن من يكون من الاعداء مها بلغ الامر شدته. لذلك : كانت مبرراته ,وسماته واخلاقه الثورية في سبيل اهدافه ، مسؤوليات تاريخية يجسدها رفاق البعث في النضالين الايجابي والسري جيل بعد جيل ومناضل بعد مناضل في اطار فكره القومي التقدمي ومنهجه العلمي العملي ويعطي الاجابات على الظواهر الاجتماعية في حركة المجتمع بمدركات تستوعبها استراتيجيتة المرحلية في تشخيص الحاضر ورؤية المستقبل. وحتى يضطلع بمهامه يدرك تماما الاهمية على اساس الظرف والمرحلة من خلال : الوعي النضالي في حياته الداخلية وتماسكة الفكري التنظيمي وصلادته.والوعي النضالي الجماهيري السياسي في محيطه وقدرته على التاثير.لادامة زخم الحيوية والاستمرار والتطور الايجابي وتعميق العلاقة مع الاثر الناجح بين وعي الذات والموضوع في مرحلة صعبه فيها الموازنات قلقله. لذلك راى البعث وعبر تاريخه النضالي ان عمقه الجماهيري والتفاف الجماهير حوله هو دليل لحيوته لما يتمثل فيه من تحمل مفهوم وتجسيد صفة الطليعة الثورية التي تتصدر قيادة الجماهير ، وقد تجلت كتابات وخطابات ومقالات ودراسات ومحاضرات قادته ورفاقه في صفة متقدمة في الوعي الثوري ، صفة علاقة الفكر بالموقف، وماذا تنتج وفق حساب دقة الفكر كونه قوة تاريخة لاتقدر ومدى تاثيرها في وحدة الشعب وتعبئته باتجاه الهدف والمهمة التي يعبأ الشعب من اجلها باتجاه اهدافه النبيله الشريفه في مواجهة عدو متعدد المنافذ. لقد كانت افكار ومواقف البعث مفتاح العرب وبوصلة الاتجاه الصحيح . من هنا نرى ان الحزب عبر مسارات نضاله يوثق عرى العلاقة مع جمهوره فكريا وسياسيا واجتماعيا ويضعها في الحسبان ، لانه يعي شروط حيويته النابعه من حيوية الشعب في وحدته مع فكره وخطابه السياسي ، ويدرك مناضلوه: ان الله سبحانه وتعالى هو ((الحي)) المطلق الذي يستحيل معه ان يتسرب اليه جمود وموت، وان الله سبحانه وتعالى اعطى الانسان جانب نسبي في الحيوية بمقدار ما يدرك ويفعل . فعندما ندرك ونفعل فاننا بلاشك ننتج حقائق نضالية. والحزب عندما يستذكر ويراجع ويستخلص ويحتفل بالذكرى ال (65) على تاسيسه في ظروف بالغة الخطورة والانحسارات بعد احتلال العراق العربي ، وبعد مرور تسعة سنوات من الجهاد والنضال والمقاومة فمن الطبيعي ان يدرك ويفعل باتجاه اهدافه من خلال تعميق خياره الاستراتيجي المتمثل بالمقاومة، وان يدرك مناضلوه ان البعث ومقاومته الوطنية عندما تصدى للمحتل وعملاؤه وأحال مشروعه الى الانكفاء والتراجع والفشل واجباره على سحب اغلب قطعاته المسلحة بعد ان مني بالخسائر الكبيرة في الجنود والمعدات وخسائره على مستوى القانون الدولي الانساني. كان بفعل قوتين متلازمتين جسدهما البعث : الاولى : قوة البعث في تماسكه وقدرته على اعادة التنظيم كمثابات ثم الانتشار مع التكيف الايجابي الذي تطلبته ظروف النضال والمقاومة في قطر محتل بعد امتلاكه لصفاته المتمثلة في القدرة على الاستيعاب والتطور والقدرة على تجاوز النكسات في اطار تنظيمي له عقل مركزي منير يتمثل في الفكر والتقاليد والممارسات الثورية من خلال نظريته التنظيمية بروح رفاقية عالية الهمة والتضحية.والمثال الحي على ذلك: ان المحتل وعملاؤه منذ عام 2003 ولغاية الان لن يستطيعوااجتثاث البعث الذي جاء به قانون بريمر الشهير في اجرامه الغادر: كان بسبب قوة فكر البعث ونظريته التنظمية والشعبية ولانه يحمل من صفات النضال في الفكر والموقف والممارسة بما يعزز دوره وشعبيته التي ينمو من خلالها بالرغم من المحنة الكبرى باحتلال العراق وامكانيات الاحتلال وحلفاءه وعملاؤه في القتل والمطارده والموت الدمار.وامثلة اخرى تؤكد وتعمق حيوية حزبنا العظيم تمثلت في النمو ومنح شرف العضوية والكفاءة في ارتقاء تنظيماته في العراق وفي اغلب اقطار العروبة بمستويات التمكين والمواقف النضالية الجماهيرية . الثانية : قوة الشعب ,وقواته المسلحه وطليعته البعث ومقاومتة : المقاومه التي اظهرت عمقها السوقي في كل مكان وبمختلف العمليات وبخط متصاعد ،وهي الاخرى كانت وستستمر نتيجة لدور البعث ونضاله الفكري والثقافي والاجتماعي خلال تجربة سنوات نضال غرس فيها البعث فكره وتقاليدة وممارساته الثورية التي وحدت الشعب العراقي ودربت شبابه على فنون القتال في مواجهة العدو والافكار الهدامة خلال الحكم الوطني ، حيث اصبح العراق في حينه قاعدة متحرره من الوطن العربي بعد ان نال العراق استقلاله السياسي الكامل عندما نال استقلالة الاقتصادي عام 1972 بتأميم النفط وتحريره من الاستعمار الاجنبي المتمثل بالشركات الاحتكارية، وشروعه بالتنمية وامتلاكه حلقات علمية متقدمة، وبناء قواته المسلحة الباسلة بمستوى راق ،وحل المسألة الكردية حلا سلميا ديمقراطيا، وارتقاءه الى المكانة العربية والدولية بمستوى مؤثر ومرموق ، ولغرسه الطيب في وحدة الشعب تمكن ان يفشل مشروع الاحتلال وعملاؤه المتمثل بتقسيم العراق الى دويلات عنصرية وطائفية ، وهو بلاشك امتداد لذلك التحصين الوطني الانساني المماسك لشعب العراق بقوة وحدته . الخلاصة : ان ما جسده البعث في البناء الفكري والاجتماعي الوحدوي لشعب العراق وفي تمتين وحدة الشعب في الاخوة والتاخي والموقف الموحد البارز في الدفاع عن الوطن في حروب عدة خلال تجاربه بالامس، مكنت الشعب وطليعته البعث في مواجهة المحتل وعملاؤه اليوم . وهذه القوة لايراها العميان .وان البعث في هذه الظروف الصعبه التي المت بالعراق وما تشهده المنطقة من تداعيات وتداخلات ومضاربات المصالح السياسية ، تتطلب الارتقاء لما هو جديد وواع و أن يعي رفاقنا شروط حيوية حزبنا من خلال عقله المركزي الفكر ومواقفه السياسية المنسجمه ذات المردود العالي في تحقيق جدواها في تعميق وحدة الشعب وطليعته حزب البعث العربي الاشتراكي في مواجهة التحديات وحتى بلوغ الاهداف.