العدو الفارسي الصفوي اليوم يقف اليوم على أغلب أبواب أقطار الأمة : استخدم الفرس عرقهم لتشكيل العصبية الفارسية، وسخروا من أجل ذلك قدرات اقتصادية بهدف حماية هذا التعصب وتسخيره لمعاداة العرب، على اعتبار ان المصلحة العليا تتطلب ان يكون الصفوي هو الحاكم، وبالتالي التغلغل والتحكم بمقدرات البلدان شيئا فشيئا، وفق مشروع معد ومرسوم يستخدم الحيل الشرعية والخبث السياسي، لينفذ اجندته في المناطق الرخوة ومن ثم التمدد مستغلا ضعف الأمم وهوانها، وقد أوضح القائد في خطاب نيسان المشروع الصفوي ومنهجه بالقول " هذا هو المشروع الصفوي في العراق اليوم، وهذا هو منهجه وهذه هي أهدافه تجرد الأمة من كل عوامل وحدتها ونهوضها وسحق إرادتها ومسخ قيمها ومثلها وتشويه عقيدتها ومبادئها بنسف تاريخها وحضارتها وقتل أي نزوع وتطلع لاستعادة دورها التاريخي الرائد المبدع بين الأمم " . من بين هذا الخبث والصلف الصفوي ما بدئنا نسمعه من نغمة جديدة هذه الايام، حيث برز الى الساحة العراقية وأمتد الى الساحة العربية مصطلح التشيع، دون ان يبينوا الحقيقة في ان هنالك تشيع صفوي لا يمت للعروبة بصلة، وجعلوه معاديا للعروبة بينما الحقيقة تشير الى وجود تشيع علوي يأخذ بالاعتبار ان الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عربي من قريش، ولم يكن يوماً فارسياً. التشيع الصفوي هو تشيع للشرك والتفرقة، بينما التشيع العلوي هو تشيع للوحدة الاسلامية، والتشيع الصفوي تشيع طائفي مناوئ للمجتمع المسلم، بينما التشيع العلوي هو تشيع لبث التوافق والوحدة الاسلامية وأساسه تعضيد الجسد الاسلامي، بينما فلسفة التشيع الصفوي تعتمد في اساس وجودها على بث الفتنة، لذا نرى ان كل الافعال الصفوية تجري وفق أهواء سياسية وبحيل شرعية ملتوية، والسبب في ذلك هو الافتقار الى الحجج الشرعية التي تدعم المنطق، وتعويضا عن ذلك ركب الفرس موجة التعصب الأعمى، كي يبدو الخلاف مذهبي بين الشيعة والسنة، وهذا أمر يجافي المنطق، فالحقيقة التي يؤمن بها الشيعي العلوي ان جميع المسلمين هم شيعة لأنهم جميعا يحبون أهل بيت النبي الأكرم ( صلى الله عليه وسلم ) وهم أيضا سنة لأنهم جميعا يؤمنون ويعتقدون بوجوب العمل بكل ما ثبت من طريق موثوق انه صادر عن النبي الأكرم ( صلى الله عليه وسلم ) وبالنتيجة نحن جميعا سنة وشيعة . إن الحقيقة التي لا يمكن انكارها، تتمثل بحقد وثأر دفين يمتد الى وقت الغاء الامبراطورية الفارسية، ونشر الاسلام الحنيف في عهد الخليفة العادل عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) في معركة القادسية، وبلغت ذروة الحقد بتسخير المجوسي أبو لؤلؤة لاغتيال الخليفة العادل انتقاما للمجوس بعد زوال امبراطوريتهم، فلا غرابة ان نجد اليوم العملاء والأذناب والخونة وهم يحتفون بالفاجر أبو لؤلؤة ويقيموا له مرقدا، ويؤدون له مراسيم الزيارة، هذا برهان جلي للحقد الصفوي الدفين وبهذا الصدد يقول القائد " صار بعض أبنائها اليوم من عملاء وأذناب وخونة يحتفل بيوم ولادة أبو لؤلؤة المجوسي لأنه ارتكب جريمة قتل عملاق العروبة والإسلام فاروق الأمة رضي الله عنه وأرضاه، ويقيمون لهذا الفاجر المجوسي ضريحاً يزورونه، ويتبركون به، وصار من أبنائها من العملاء والخونة والمأجورين من يلعن الأمة ويلعن عصر الرسالة برمته ويلعن رموزه وأبطاله وأفذاذه الذين رضى الله عنهم ورضوا عنه، أولئك الذين ملئوا الدنيا عدلاً وسلاماً وأمناً وتحرراً وحرية " حين نرى وعلى مدار التاريخ والى اليوم الفعل الحاقد نفهم مغزى وفلسفة دعاء الخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه )، وعلى الشعوب العربية وفي مقدمتهم الحكام التمعن لمعرفة الأسباب التي جعلت الخليفة العادل يقول ( يا ليت بيني وبين فارس جبل من نار )، والسبب هو لإبعاد شرور الفرس، فالجبال التي تتكون من الرمال والحجر على ما يبدو لم تكن كافية لتقي المسلمين من شرور جيرانهم الايرانيين، لذا تمنى تحولها لجبل من نار لتحول بينه وبين تدخل الايرانيين في شؤون العرب . واليوم التاريخ يعيد نفسه، فالتدخل الصفوي بالعراق على أشده، ولن يقف عند هذا الحد ولاشيء تغير منـذ عهـد النظام الصفوي وحتى يومنا هذا، حيث بقيت الروح العدائية التوسعية بحالها، تتوارث على النظم الحاكمة في إيران، وهذا كلّه ليس غريبـا على من يقرأ التاريخ، غير أن الغريب هو التجاهل والصمت العربي تجاه الخطر الصفوي الذي يخطّط لتدمير أمتنا، والعبث بثقافتها، واغتيال هويّتها. ناقوس الخطر يدق على أرض العراق بوابة الأمة الشرقية الصامدة على امتداد تاريخها الطويل : إنـّه لمن الواجب اليوم تبصير العرب حكاما وشعوبا بهذا الحقد الدفين والخطر الداهم، وهو ما فعله القائد حين قال " أقول مفترضاً لئن انتصر المشروع الفارسي الصفوي في العراق لا سمح الله فلا أحد في الكون سيقف أمام المد الصفوي ومشروعهم البغيض، لا أمريكا ولا سواها، وسيجتاح الأمة من أقصى مشرقها إلى أقصى مغربها، وأنتم ترون بأعينكم يا جماهير الأمة ويا حكامها المتواطئين، وتسمعون يومياً ناقوس الخطر يدق على أرض العراق بوابة الأمة الشرقية الصامدة على امتداد تاريخها الطويل " هذه هي الحقيقة التي أنبرى لها أبن العروبة قائد البعث والجهاد عزة ابراهيم، ليفضح حقيقة التآمر ويبصر بالحجة الدامغة ان الطمع والصلف الصفوي لن يقف عند حدود العراق، بل سيصل الى كل أرض العرب فهو قد وصل تأثيره فعلا لدول بعينها ومنها ( البحرين، اليمن، السعودية، لبنان، مصر ) ويقف على أبواب دول أخرى يتحين الفرص ليطل برأسه ولن يسلم من هذا الشر أحد . هذا حال أمتنا اليوم ممثلة بنظامها الرسمي : كل متابع منصف يتذكر بألم كيف تعامل النظام العربي الرسمي مع أدوات الاحتلال وعملاء ايران، فبدلا من أن تسارع الجامعة العربية لتضمد جراح الشعب العراقي بعد ما حصل من ظلم وعدوان، يتم اصدار قرار سلبي جارح ومؤلم لمشاعر الشعب العراقي، تمثل ذلك بقرار الاعتراف بمجلس الحكم الذي شرعه المحتل بالتنسيق مع جارة السوء ايران، أصطف في حينها العملاء المزدوجين مع أولياء نعمتهم، ووصلت الوقاحة مؤخرا الى احياء الدعوة للوحدة بين ايران والعراق، بدلا من الدعوة لإحياء الوحدة العربية، هذه الوحدة المزعومة يراد منها جعل العراق ساحة تجسس وغرفة عمليات متقدمة، تدير منها إيران صراعاتها الخارجية وأطماعها الإقليمية ومشاريعها التوسعية، أي استهانة وصلف صفوي هذا؟ وأي حال عربي بائس هذا؟ وأين الشعوب صانعة الامجاد؟ لا نستغرب موقف العملاء حين يزوقوا موضوع وحدة ايران والعراق، فلكل منهم دور مرسوم، لذا هم يبررون لأسيادهم الايرانيين ذلك، ويكفينا في هذا المجال ما قاله المبدع شاعر أم المعارك رعد بندر في مثل هؤلاء ومنه تأتي الاجابة حين يقول : ومَنْ يَرَى الفُرْسَ آبَاءاً يُمَجِّـدُهُمْ لا بُدَّ كانَ لهُ مِن هَؤلاءِ أبُ نعم انها الحقيقة، ولكننا بالمقابل نستغرب الصمت العربي تجاه كل ما يحصل، وكنا نرى في وقتها ان الكثير فقدوا توازنهم تحت تأثير الصدمة والخوف، فلم يكن في وقتها ما يرتجى بعد كل الذي حصل من النظام العربي الرسمي شيئا أو وموقفا مبدئيا قوميا فتوالى الخنوع والذل، وبعد ان ادرك نشامى العراق السعي الاقليمي والدولي لجعل العراق ساحة لصراعاتهم الدولية و"اطماعهم الاقليمية كان لا بد لرجال العراق الغيارى من موقف مقابل ورأي اخر، حين شمروا عن سواعدهم واعتمدوا على الله العلي القدير، وعلى إمكانياتهم الذاتية وبقيادة استثنائية في حدث استثنائي تمثلت بالقائد عزة ابراهيم حين أنبرى لحمل راية الجهاد والمقاومة، والى ان مكن الله المقاومة الاسطورة من طرد المحتل الى غير رجعة، فكانت البارقة والرسالة التي يجب ان يفهمها النظام الرسمي العربي ليتحرر من الضغوط ويعيد الحسابات، لا ان يضيف الى أخطائه السابقة أخطاء أخرى ستبقيه خانعا ذليلا كما كان حانيا ظهره والحكمة تقول : (لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كنت مُنحنياً ) السؤال اذن لماذا هذا الانحناء المذل الذي سيوصم الجبين بالعار، وإلا كيف يتم تفسير الهرولة بلا حياء للمشاركة بمؤتمر التآمر ورغم هذا وذاك يضع القائد هذا الامر بعهدة شعب الأمة، حين يقول " نضع هذه الحقائق أمام جماهير الأمة اليوم وطلائعها الثورية الثائرة المقاتلة كي تعي هذه الجماهير بالخطر الداهم الذي يهدد الأمة بالفناء والدمار، ولكي تتداعى جماهير الأمة من خلال قواها الوطنية والقومية والإسلامية إلى وحدة الصف ووحدة الموقف ووحدة الكلمة ووحدة المسيرة الجهادية الكفاحية ووحدة القتال " . كلف القائد الحزب الرسالي بتولي مهمة التصدي لحال الأمة المزري، وذلك من خلال الانفتاح الرفاقي الحميم على كل قوى الأمة الخيرة المجاهدة والمناضلة من المحيط إلى الخليج، وأكد أيضا بعدم قدرة أي حزب كان أو تيار أو تجمع أو زعيم أو مدعي لوحده لكي ينهض بالمهمة، أذن هي دعوة للتعبئة من أجل أكمال مستلزمات النصر لدرجة الحاجة الى الرضيع فكل عليه واجب يؤديه لذا يتوجه القائد بالنداء لمن في رأسه نخوة وحمية، وكل ذي رأي وحكمة وموقف من خلال القول " فإن ضمير الأمة اليوم أيها الأخوة والرفاق يستصرخ كل أصحاب الضمائر الحية من أبنائها وهم الملايين الذين روضهم النظام العربي الفاسد وغيبهم عن ميادين الجهاد " كل هؤلاء مدعوين لإصلاح حال الامة وصولا الى الانعتاق والتحرير، لا ان تصل حالة الهوان العربي لدرجة تمرير زيارة أحمدي نجاد الى الجزر الاماراتية العربية المحتلة، ومقابلتها بصمت عربي مطبق، وهو بزيارته يحاول ان يضفي طابع جديد، ويحاول ان يقول هذه الجزر ضيعة صفوية، وهي زيارة تعبر عن أطماع وطموحات توسعية، فلو كان العراق بعافيته هل كان هذا الصفوي يتجرأ على مثل هذا الفعل ؟ انها قضية شعب وأمة وقضية حق لابد لها أن تنتصر بعون الله، وبهمة الرجال الغيارى من ابناء الوطن، تلك هي قضية الجزر الإماراتية المحتلة من قبل النظام الصفوي الغاصب وهي قضية عربية تعيش في وجدان كل أبناء الأمة، تلك الافعال والأطماع في الأرض العربية لا تحتاج الى مجاملة، وإنما موقف جمعي لمواجهة إيران وحلفائها في الارض العربية، ولمن لم يفهم ويعي فهذا كلام وتنبيه القائد بحكم درايته وتجربته الطويلة يوضح المشروع الصفوي وأبعاده حين يقول" هذا هو المشروع الصفوي في العراق اليوم، وهذا هو منهجه وهذه هي أهدافه تجرد الأمة من كل عوامل وحدتها ونهوضها وسحق إرادتها ومسخ قيمها ومثلها وتشويه عقيدتها ومبادئها بنسف تاريخها وحضارتها وقتل أي نزوع وتطلع لاستعادة دورها التاريخي الرائد المبدع بين الأمم " فليتحرك العرب لتشذيب النفس وتنقية الوجدان ونبذ العجز واليأس والروح الانهزامية، ومواجهة الحدث بما يتناسب والتحديات والمتطلبات من أجل صيانة الحقوق .. فهل من متعض ! يتبع الجزء الرابع بإذن الله .. mmsskk_msk@yahoo.com