خيانة النُخب وفسادهمخطواتنا ، أحلامنا ، طموحاتنا ، مستقبلنا يخطه الأن متعهدي الفشل ومسوقيه ومروجي فساد الذهن والعقل والفتن ، هم مهزومون من الداخل لا يرون إلا الصورة التي رسمها الأعداء لهذه الأمة ويحكمون على رجالها وأبطالها من خلال نفس القتلة التأريخين والجدد . تلك هي الحال مع استمرار المذبحة للجسد والعقل والمستقبل وامتداد الحرائق من المحيط إلى الداخل وحتى غرف النوم، ولا تبدو الحقيقة تحمل في طياتها أي أملاً مع تراخي حتى في الخوف الذي في حقيقته يجمع الخلايا لمواجهة الدخيل الغازي للجسد لا ليفتتها. الحشد اغلبه بكل فروعه فرح يرقص على أنغام إيقاع الموت تحت حوافر خيول المغول وحلفائهم وهو يساق للذبح حتى ان الهدهد جزع من نقل رسائل الثغور لأنه أحس بجهده الضائع مع فاقدي البصر والبصيرة وفضل آن يلتحق بفيلق هولاكو ثأراً لكل خبر حمله لأربابه وتطوع مجاناً ، وسيكون حاضراً على المشهد الأخير. الغرب يتباهى حتى بعاهراتهم ونحن نقتل ابطالنا !النُخب في كل مكان هم مقدمة الأمم ومحققي طموحاتها هم من يضعون خطط المستقبل ويفتحون أبوابه لشعوبهم ويدفعونها الى الأمام ، ويفرحون للنجاحات التي صنعتها خططهم وأطلقت المتفوقين نحو المجد. هم يتألمون لكل جرح وألم وعثرة ونكوص تصيب أحلامهم . تلك احلام النُخب عند الأعداء والبعض من نسميّهم أصدقاء فما حال نُخبنا طليعة الأمة ، والجواب لا يحتاج لجهد شاق يكفي ان ترى الخارطة من المشرق حتى المغرب لتعلم حجم الترف في الكوارث المركبة وكيف تتمدد وتتوغل وتطيح بكل منجزات السابقين واللاحقين . الأن الصورة واضحة هؤلاء هم طليعة النكوص و الإنكسار والتخاذل وسحب الأمة للدرك الأسفل والتجارة الرخيصة مع هذا وذاك من حاملي حقداً سابق وأخر لاحق . وتصل الوقاحة بهم والخيانة إنهم جعلوا أنفسهم شهود على الحدث التأريخي بل ويعطوا دروس في جعله حاضراً متى شاءت عقولهم المنحرفة والمسخرة بهذه الكيّفية والمجردة من الشعور بالخجل مع إصرار يلتقي مع رغبات اشد الناس عداوة للاُمة. لن تكتفي النُخب بتدمير التأريخ بل انخرطت بفسادها لتمحق الحاضر فتارة تندفع بالمال و اُخرى بعقد مريضة وفساد عقيدتها ومنهم باطنييون جُدد ، والتحق بهم نفر من المغييبين بفعل فقدان الرشد والبوصلة، والحقائق على الأرض خير شاهد لا تحتاج الى دليل . هل كنا شهود على الأحداث قبل ألف و أربعمائة سنة وهل كنا وسطاء في الخلاف او حتى ضيوف على طرفي النزاع ؟هل تم استدعاء احد من هذه الأمة المنكوبة من قبل علي ومعاوية ؟ مَنْ وثّق منا الحدث ؟ ومن منا ساهم بصنعه ؟ هل يوجد بعد ذلك ما هو أمرّ من ترويج هذه البضاعة المسمومة لولا فساد النُخب و أنحدارها . طالعوا معي المشاهد التي تنقلها المرئيات ، هذا يبطش بهذا البلد والزعيم لأنه قبض من فلان وهذا يطبل لفلان واخر يفضح علان بالأجرة وأخر دليل يعطي الإحداثيات للعدو على الهواء مباشر دون خوف او خجل وهم على عجل يتدفقون نحو عاصمة تدفع لهم اُجرة الطائرة والفندق وتُحمّلهم اطباق السم الزعاف لينقلوها معهم ويتذوقها من تحطمت لديه خطوط المناعة ، و أخر بعمامة بكل أحجامها و ألوانها ، وبعضهم يقف مع معارض خائن لبلده لأنه صديقه وأخر يفتي بالقتل على مزاج وليّه واخر يطلب العون من الشيطان واخر يستأنس بالحديث على الهواء عن رئيس اغتصب على يد مجموعة من السفلة وخلفه تكبيرات الله اكبر ، واسلامي يترنح بين مدن الدولار والتومان ، والبعض يُسوق لرئيس مجرم تافه فيه كل عقد الطائفية لأن صديقه المجرم الأخر وضعه حرج والأخير له بطانته الصدئه تقاتل من اجله وهو ملاذهم وغطاء لصوصيتهم وعهرهم وانحطاطهم ، هذه هي معاركهم ( الشريفة ) من اجل الأمة ، اليس هذا كابوساً حاضراً كل يوم على مدار السنة . اتركوا علي ومعاوية دعوهم ، ومن يستطع تقديم 5% مما قدموه للاُمة فليتقدم .