إستضافت الفضائية الفرنسية فرانس 24 القسم العربي في نشرة الأخبار الرئيسية مساء يوم الأربعاء 29 شباط/فبراير 2012,الأستاذ علي نافذ المرعبي للتعليق على ما يثار من تباين أعداد الضحايا العراقيين منذ الاحتلال عام 2003 وحتى اليوم, فقال: في الحقيقة, إن بيان حكومة الاحتلال حول أعداد الضحايا العراقيين منذ الاحتلال عام 2003, مثير للسخرية لأنه يجافي الحقيقة, وسأتحدث أولاً بلغة الأرقام وإستناداً على مصادر دولية ـ منظمة الصحة العالمية في تقرير مستقل تقول ان عدد الضحايا المدنيين يقاربوا 230 ألف مدني حتى عام 2007ـ المجلة العلمية البريطانية ذي لانسيت تقول في تقرير لها عام 2006 ان ما لايقل عن 600 ألف عراقي مدني قتلوا, وهو رقم كارثي يمثل 2,6 بالمئة من عدد سكان العراق ـ معهد الاستطلاعات البريطاني "او ار ب" يقول في دراسة صيف 2007 ان حصيلة القتلى العراقيين ضخم للغاية وهو أعلى بكثير من كل مايقال, وحسب الدراسة فإن ما لايقل عن مليون شخص سقطوا خلال السنوات الأربع الاولى من الاحتلال ـ صحيفة لوموند الفرنسية تشير ان عدد قتلى وضحايا العراق المدنيين منذ الاحتلال قد يقترب من مليون و200ألف ضحيةـ أجمعت عديد المنظمات الدولية على رقم 867 ألف قتيل مدني من 15 آذار مارس 2003 وحتى حزيران ـ يونيو 2009 وأضاف الأستاذ المرعبي: في كل التقارير الدولية المستقلة, والدراسات للمصادر الاعلامية, نلاحظ أمراً بارزاً وخطيراً لايتم التطرق إليه أبداً. وهو عدد شهداء الجيش العراقي خلال الحرب والمعارك التي جرت عام 2003, وأيضاً التصفيات المريعة التي تعرض لها ضباط الجيش في كل صنوف الأسلحة, وخاصة الطيارين الذين شاركوا بالدفاع عن العراق خلال ثماني سنوات من الحرب مع ايران. وتساءل المرعبي: أليسوا هؤلاء أيضاً عراقيين !؟ ورداً على سؤال آخر, قال الأستاذ المرعبي: أود أن أوضح للمشاهدين أيضاً, حسب مفهوم العدالة الدولية والجانب الإنساني أيضاً, ليس كل من يموت وحسب, هو ضحية. وأشير إلى الضحايا الآخرينـ الجرحى والذين إصيبوا بإعاقات دائمة يقارب مليون ونصف على الأقل ـ الأرامل : مليون أرملة على الأقلـ الأيتام : خمسة ملايين يتيم على الأقلـ الأسرى والمعتقلين , والذين تعرضوا لجرائم التعذيب: يقاربوا 150 ألفـ المهجرين داخل العراق وخارجه: خمسة ملايين على الأقل جميع هؤلاء, يجب أن يوصفوا, ضمن حالات الضحايا العراقيين وأجاب عن سؤال حول عمليات التفجيرات الكثيفة وأعمال العنف التي كانت سبباً في ارتفاع أعداد الضحايا, قائلاً : هناك تقرير اي بي سي يؤكد ان الامريكيين قتلوا من المدنيين العراقيين أربعة أضعاف ماقتله المسلحون .. وحتى نتصارح أكثر : توصيف "أعمال العنف" يندرج فيها جهتين : المقاومة الوطنية العراقية المعروفة بعملياتها التي تستهدف قوات الاحتلال أمريكية وغيرها ولاعلاقة لها بأي تفجيرات تستهدف المدنيين والمرافق العامة. والمجموعات المسلحة المرتبطة بمحاور أقليمية ودولية, وخاصة ايران, هي المسؤولة عن كل "أعمال العنف" التي طالت المدنيين والأسواق الشعبية والمرافق العامة. وأدت أضافة لعمليات الجيش الامريكي إلى الأعداد المذهلة للضحايا العراقيين .. وختم الأستاذ المرعبي حديثه : إن محاولة التعتيم على أعداد الضحايا , يندرج في سياسة التضليل الذي مارسه الاحتلال وعملائه, للأيحاء ان الأمور مستقرة وللتأكيد ان مايسمى العملية السياسية تسير بشكل طبيعي وهذا مجافي للحقيقة وللواقع أيضاً .