في صباحات مشرقة بالأمل والأصرارعلى مواصلة حياتنا الطبيعيه في الغربة رغم جراحاتها المؤلمة وأجوائها الموحشة وعمق شوقنا وفيض حنينا الموجع لذكرياتنا ونسائمنا وأهلينا أذهب في كل يوم الى المدرسة التي أتعلم فيها اللغة النرويجيه ( بعدما شاب ودوه على الكتاب ) ولا شائبة في ذلك لأن الأنسان يقتضي ان يكون عالما ومتعلما ما دامت حياته وان واقع الحياة وضروراتها يفرض علينا ان نتعلم لغة البلد الذي نقيم فيه لأن اللغه هي مفتاح الحياة وبدونها تصعب استقامتها .دخلت معلمتنا يوم أمس وسألتنا سؤال: لماذا يتظاهر الأفغان على اقدام الجنود الأمريكان على احراق القرآن وقبلها عندما رسم صحفي دانماركي رسوم مسيئه هدده المسلمون بالقتل ؟وهذه حرية صحفيه يتمتع بها الصحفيون في الدول الأوربية .بالطبع هي سألت وهي على علم ان 90% من طلبة الصف هم مسلمون .صحيح اننا تعلمنا منذ طفولتنا على احترام المعلم وكثيرا ما نهرب من مواجهته في شارع أو متجر أو اي مكان تشاء الصدف ان نواجهه فيه وهذا ما تفتقر اليه المجتمعات الأوربيه التي لا تجد فيها طالبا يحترم معلمه كما نحن .لكن عندما يتعلق الأمر بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم او بالكتاب الذي أنزل عليه فالواجب علينا ان ندافع ونصد ونجابه ونناصر قدر استطاعتنا . لقد أثارني سؤالها فلم اتمالك نفسي الا بالوقوف والرد وبقوة على اسئلتها فقلت لها : 1. محمد صلى الله عليه وسلم ليس كبقية البشر انه رسول الله ارسله رحمة لكل العالمين دون تمييز وختم برسالته كل الأديان التي سبقته وواجب كل انسان في الوجود اتباع سنته وهديه ودينه لا ان يسيء اليه باي صورة كانت لأن الاساءه التي تلحق به تمس كل الأنبياء والرسل والبشر جميعا لأنه هو رسول الانسانيه جمعاء وخاتم أنبيائهم ورسلهم والمسلمون اليوم يؤلفون بفضله هو شخصيا اكثر من خمس العالم. ان احترام الخصوصيه الدينيه للناس تنص عليها كل الأعراف والقوانين الدوليه بما فيها القوانين الأوربية وان انتهاك هذه الخصوصيه تمثل وصمة عار في التاريخ الأنساني .ان الأدوار التي لعبها الرسول الكريم تؤهله ان يكون الأروع والأجل والأسمى في حياة البشرية وأن دروبها المفعمة بالعطاء تؤهله لأن يكون الرمز الخالد والبطولة المقتدره على مرالأيام واذا كانت العبقرية تقاس بالغايات والنتائج فأن محمد لا يجاريه أحد منذ آدم الى يومنا هذا . ثم أنتم تحتفون وتحتفلون وتثنون وتعتزون بمشاهيروفنانين وعلماء وادباء وتقيمون لهم التماثيل والصروح والكرنفالات السنوية وهؤلاء لا يرتقون الى قدرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم كقطرة من بحر أو ذرة من جبل وقياسا الى الحكمة والموعظة الحسنة والأخلاق الفاضلة التي يتحلى بها الرسول والمنقذ وبالنظر الى مقاييس النجاح والعظمة فهو قائدا سياسيا أقام أفضل دولة مدنيه عرفها التاريخ الأنساني وبأقتدار مثالي وهو الرؤوف الرحيم حتى مع أعداءه وهذا سلوك انساني فريد لم تعرفه امبراطورياتكم . 2. ان اقدام الجنود الأمريكان على احراق نسخ من القرآن الكريم يمثل همجية هؤلاء وقياداتهم وعدم احترامهم لذاتهم اولا وللذات الأنسانية وخصوصياتها وهم يدعون انهم ينتمون الى مجتمعات متطورة ومتمدنة تؤمن بالتلاقي والتعاون بين الشعوب وعدم المساس بأديانهم وثقافاتهم ورموزهم التي تمثل لديهم أعلى درجات السمو والتقديس والأحترام .الا تقود هذه الأفعال الى التصارع والتضاد بين الأديان والى الصراعات بين الشعوب وأنتم تدعون انكم تسعون الى الحوار والتلاقي والتحالك بين الحضارات . 3. ان اساءاتكم تكررت في عدة وسائل اعلام برسوم او مقالات او صور لعدد من الصحفيين والكتاب وفي اكثر من بلد أوربي تحت عنوان حرية التعبير وحرية الرآي دون مراعات لخصوصيات الأخرين وعندما نعبر عن استنكارنا وغضبنا من هذه المواقف تتهموننا بالتخلف والتعصب والتطرف . 4. لقد سألتِ واجبتك بكل رحابة صدر ولدي سؤال قالت تفضل قلت لها.هل قرأتي او سمعتي في وسائل اعلامكم ان مسلما واحدا على وجه الأرض أساء يوما الى السيد المسيح عليه السلام وبالمناسبة عليه السلام هذه يقولها المسلم دائما عندما يذكر اسم السيد المسيح لأننا كمسلمون نؤمن بكافة الأنبياء ونقدس دياناتهم ؟ أجابت: كلا لم اسمع أو اقرا ذلك .سألتها هل سمعت يوما ان أحد من المسلمين أحرق انجيلا او اساء اليه بأي صوره من صور الأساءة ؟ قالت : لا . قلت لها طيب . اذا لماذا تسيئون لقرآننا ولرسولنا ولمقدساتنا ؟ سكتت معلمتي ولم تجب ولا ادري سكوتها عن رضا وقناعة لما قلته ام سكوتها ينم عن دوافع اخرى . الله أعلم