هي طفلة ذاك الماضي القريب البعيد المتسلسل من بين أصابعها كحبات مطر..هي ماجده تكاد ان تعبد العراق ..هي إنسانة حالمة وواقعية تعمل وتعيش الحلم والأمل والمقاومةبتحرير وطنها من الظلم الذي وقع عليه من الطغاة .. شامخة وصابرة رغم قساوة الواقع المعاش،وهي اُستاذة ودكتورة وشاعرة مبدعة..و حين تكتب تغمس أصابعها المتوهجة بحب وبجمر وبدم وبماء وبنخيل وبوجع العراق وفلسطين والوطن العربي معبرة عن شعورها بشفافية وصدق دون قيود أو مجاملة، معلنةعن أحاسيسها بجرأةو ببساطة بعنفوان وكأني بها ملكة تجلس على عرش الشعر والكرامة والكبرياءوحنين الى معانقة الأحباء ووجه الوطن ونخيله وترابه وجبا أبطالهه المقاومين للإحتلال ... هي بشرى البستاني التي تكتب الشعر لجروح العراق ولمواجعه وتنثره كأوراق ورد على دروب العش..اق ..وتنقشة في قصائدها حكايات مغموسة بدماء الشهداء ..بعذابات السجناءبرايات النصر الذي بات على الأبواب..بالصناديد الذين يتصدون . لبطائرات وبدبابات وصواريخ وجنود الغزاة بشجاعة اذهلت الأعداء .أني لست بناقدة لأكتب عن شعرها أو عن إنجازاتها الأدبية المتعدد .. لكنني و. من ديوانها (،أندلسيات لجروح العراق ) أقتبس تلك الأبيات : دبابات الغزو تدورالليلة أكتب حزنيفوق جذوع الجوزوأ بصرُ صخر القدسيتدحرج فوق مآذن بغداداُخبئ جرحي في قلب ضمير الخيمةدمع التفاح دم يتخثر في كأس عطشىنهران يدوران في جيد البستانيصلان...بغداد بعكاواقول:أجل يا بشرى صخر القدس دحرجه الغزاة فوق مآذن بغداد وهدمها ..لكن النهران سيظلان يدوران وسيوحدان بغداد مع عكا ...وبصخر القدس سنبنياُمتنا...! بشرى، في دواوينها العشر يعبق برائحة الوطن،وكأني أسمعها في قصائدها تستغيث صارخة..واعرباه..يا الله استجير بك ان تفرجها على أهلى ووطنيوأن يرحل الغزاة والعملأ عن بلدي ..بشرى تتنفس هواء العراق وتروي من رافديه وتتفيئ تحت نخيله ..ألتقيتها في بغدادعدة مرات ..ولست أدري كيف أصبحتبالنسبة لي صديقة و اُختاً لم تلدها اُمي ..وبعد ان إحتل الغزاة العراق لم أجرؤ على مهاتفتها وكنت أسأل ألأستاذ حميد سعيد عن أخبارها وكان يطمئنني عنها إلى أن هاتفتني قبل أيام من عمان يئن متوجعاً لكنه شامخاً بالمقاومة ألاُسطورية المدافعه عن عروبته واستقلاله،قالت:المقاومة مستمرة بكل الوسائل حتى التحرير وفجر العراق بالبوزغ!..تركتهاى وأنا اقول:لا للوداع يا صديقتي لأننا سنلتقي قريباً في بغداد..!