ما أن دخل العالم بالعام الميلادي الجديد، ولم تمضي غير ليلتين أثنتين هجع فيها القادة الأمريكان وإمعاتهم في المنطقة الخضراء، حتى أمطرتهم المقاومة العراقية بوابل من صواريخ الكاتيوشيا؛ فجر هذا اليوم الثلاثاء الموافق 3-1-2012. وبما ردة الفعل الميداني جرت وفق الشكل التالي : أ- إنتشار القوات الأمريكية بكثافة داخل المنطقة وخارجها. ب- شوهدت المروحيات تُحلق على مستوة منخفض بحثاً عن مصدر الإطلاق.ت- تصاعد أعمدة الدخان وألسنة اللهب.ث- سمع دوي صافرات الإنذار. إذاً فأن الإصابة كانت مباشرة، وهذا ما أوضحه "أحد فصائل المقاومة العراقية" إلى وكالة يقين للأنباء. ولكن السؤال الذي نود طرحه هنا لا يتعلق بالزمنية والمكانية التي تنفرد فيها فصائل المقاومة المسلحة بتحديد التوقيت والتنفيذ وفقاً لحساباتها الميدانية والأمنية والإعلامية، بقدر ما نستشف السببية من هذا الزخ الصاروخي. خصوصاً وأن قوات الاحتلال الأمريكي قد نالت هزيمتها التي تستحقها على أيدي أبطال المقاومة الأشاوس. وحسب تصورنا أن المقاومة العراقية أرادت أن توضح للجميع ما يلي: أولاً: التأكيد على أن هزيمة الدور العسكري الأمريكي في العراق لا يعني إنتفاء هذه القوة كلياً. وأن المقاومة عبر أستخباراتها مستمرة بالرصد الميداني لبقايا قوات الاحتلال الأمريكي. ومثلما أوجعتها ودوختها وحطمت معنوياتها على مدى تسع سنين تقريباً وفق مبدأ: أضرب وأهرب، فأن قادم الأيام سيكون كماضيه، وأن نتائجه معلومة مسبقاً. ثانياً: فضح وتعرية الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال الخامسة عما تروج بوسائل الإعلام حول جلاء القوات الأمريكية وفق الجدول الرسمي للإنسحاب قبل صبيحة الأول من كانون الثاني/يناير 2012. ثالثاً: أن مرحلة حسم الدور العسكري قد أنتصرت فيه المقاومة العراقية، وجرّت قوات الجيش الأمريكي أرتال أندحارها وإنكسارها. وأن مرحلة حسم الدور السياسي سوف لن تكون أقسى وأطول وأصعب من الفترة السابقة، ومستهل هذه العملية الصاروخية المباركة خير دالة واضحة. رابعاً: أن بقاء بعض القواعد العسكرية الأمريكية داخل العراق بغية توفير الحماية الواجبة لحكومات الاحتلال. فأن الدكات الصاروخية للمقاومة العراقية ستجعل من تلك القواعد مقابر جماعية مقتوحة للجيش الأمريكي. وأن مستقبلية هكذا مواجهة سوف تُحسَم لصالح المقاومة التي بيدها قرارات التخطيط والتنفيذ وإختيارات الأهداف والأزمنة والأمكنة. خامساً: إرسال إشارة أولية إلى المتبارين في حملة الرئاسة الأمريكية القادمة. فالمقاومة العراقية التي أسقطت مشروع الشرق الأوسط الكبير، وأفشلت فرض الحل العسكري، لقادرة على أستمرار مشروعها الجهادي التحرري. وبذا يتوجب على الرئيس القادم أن لا يكرر أخطاء سابقيه.