يقول الجواهريلم يبقى لدي ما يبتزه الألم .... حسبي من الموحشات الهم والهرملم يبقى لدي كفاء الحادثات اسىً .... ولا كفاء جراحات تضج دم هذا حالي و حال كل عراقي أصيل شاهد احتلال بغداد على شاشات الجزيرة بيد اشد الامبراطوريات إجراما. بعد حصارٍ جوع الجنين ببطن امه وقصفً دمر وحرق حتى النمل في أوكارها والعالم يتفرج والشتاء العربي في أوجه. وخفت على ابي و عمي عبد الجبار ومن كان العراق بقلبه حاضرا، لأني لم اعتقد انهم يتخطون هذا الموقف الرهيب. الا أني اكتشفت ان العراقي رجل قبل ان تلده امه . والوطن بالنسبة له لا يبكى وانما يحمى. يحمى بالرصاصة والقلم ويفدى بالمال والنفس والولد. العمر ايام تحرق من اجل الوطن. هكذا علمنا عمي أبا احمد. كان الراحل الحي يقول من يريد الوطن كفندق خمس نجوم فلا حاجة للوطن به. لا تتشرط على الوطن يكفيك فخرآ انك عراقي. لقد عاش وما له بالدنيا قبل الاحتلال شيىء سوا امل ان يرى العراق احسن بلد. لقد عاش وما له بالدنيا بعد الاحتلال شيء سوى حلم ٍ انه يوما يكون جندي في معركة تحريره. واليوم كما شهدت هذه المعركة على وحشية هؤلاء المغول الجدد من مجزرة العامرية الى اخر فضائح الديمقرطة الجديدة، مجزرة الحديثة.ها هي تشهد انه رمز من رموزها وقائد من قادتها وفارس من فرسانها وشاهد على شرعيتها . كان عمي الغالي يقيس العمر بما يقدمه المرء لوطنه ولذلك قد عاش ملايين السنين وكان ان نسى العراقي انه عراقي والعربي انه عربي فما له الا ان يسمعه او يقرأ كتاباته فيتذكر فيرفع راسه. كان يمازح الناس وعيناه تفضح حزنه على حال العراق. من لا يحب العراق كان يخافه . كم كان حنين ولكن ان استشعر انك تنازلت ولو لجزاً بالمليون عن عراقيتك كان يتحول الى اسد عيناه شرار وصوته زئير. يخافه كل خائن ويحبه كل وطني. لا تساومه على حب العراق فيقلع عينك ويقطع لسانك. لا تقايضه على ثوابته، فمهما تكن انت فانك لست نصف الرجل الذي هو. ديسمبرعلى ما يبدو شهر تترجل فيه الفرسان فقد كان الرئيس صدام اول المترجلين وها انت يا عمي أبا احمد تترجل . كم احب لو اني الاقيكما في هذا الشهر يوما وقد تحرر العراق فأقول: أنعما بجنان الخلد حبكما اليوم حر. الى ذالك اليوم لكم منا وعد. على الدرب سائرون مهما كانت خطانا صغيرة مقارنة بخطاكم ومهما يسخف ما نقدم مقارنة بما قدمتم. على الدرب سأربي ابني الذي أرسلت له يا عمي ابا احمد وانت على فراش الموت هدية ولادته. بكيتك في الغربة والعراق عليك تملأه البواكي فزادوا واحد . بكيتك ولم ابكي قبلك الا رئيسنا أبا عداي فاليوم نقص عدد الشرفاء والوطنيين واحد. الى جنان الخلد عمي أبا احمد وكفا بالله واحد.