من كان يصدق أن البعث والمقاومة العراقية بكل فصائلها يحطمان أكبر إمبراطورية استعمارية متوحشة في العصر الحديث ممثلة في أمريكا التي لم تكتفي بقوتها التدميرية في احتلال العراق بل جلبت معها كل قوى الشر في العالم ووظفت كل الخونة في تنفيذ مشروعها السياسي الذي يستهدف تمزيق العراق والمنطقة إلى كيانات طائفية وعزل العراق عن محيطيه العربي . كم كان حجم التدمير الذي طال الإنسان والحيوان والأرض وكل ما تم بنائه منذ أن تم وضع الحجر الأساس لأقدم حضارة على وجه الأرض. فعظمة الهجمة على البعث وشعب العراق ما كانت لتتحطم لولا وجود حزب عظيم ورجال عظماء قاوموا وحققوا المعجزة بفضل الله وإرادة الحق والنصر. فالبعث الذي قاد العراق لأكثر من ثلاثة عقود وبني تجربة رائدة في الوطن العربي تحققت بفضل عظمة البعث كفكر وعظمة الشعب العراقي الذي وهب للبعث رجالا صنعوا مجدا للأمة العربية وفي مقدمة هؤلاء الرجال الشهيد صدام حسين رئيس جمهورية العراق الأمين العام للقيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي أميس سر قيادة قطر العراق ، ونحن على مشارف ذكرى استشهاده علينا أن نستحضر نحن كبعثيين أولا خصاله النضالية كنموذج وقدوة لنرتقي إلى مصاف المناضلين الصابرين الشجعان والواعين لدورنا الرسالي لتحقيق أهداف البعث والأمة . فشخصية صدام حسين بالنسبة لنا قوة معنوية لشحذ الهمم وتصليب للمواقف ورمز نعتز به ونتباهى به أمام الأمم الأخرى ونقول لهم هذا نتاج أمة وحزب عربيان . صدام حسن هو ضمن قوافل من الأبطال والعلماء والمجاهدين الذين صنعوا للأمة العربية تاريخا مشرقا يعزز مكانة الأمة العربية بين الأمم الأخرى.فعلى العرب اليوم أن يقفوا وقفة تأمل في ذكرى استشهاد صدام حسين ليقارنوا بينه وبين الحكام الذين ساندوا احتلال العراق وساهموا في اغتياله فهم باعوا أمتهم للأعداء وخانوا الأمانة وسرقوا ثروة الشعب واغتصبوا حريته ونشروا في الأمة الفساد والتخلف وكانت نهايتهم أن أذلهم الشعب وثار ضدهم ووضعهم في مزبلة التاريخ وتم فضح كل عيوبهم . أما صدام حسين فقد وهبه الله الشهادة أمام العالم في ليلة الحج الأكبر واجه القدر بشموخ وعزة وكبرياء الملايين من العرب والإنسانية بكوا وذرفوا الدموع ورفعوا صوره في كل مدينة وقرية وبيت. دافع عن فلسطين وكان دائما يردد مقولته الشهير عاشت فلسطين حرة عربية قالها ولم يمساها حتى أثناء الشهادة. خدم العراق وشعب العراق ورفع من مستواه المعيشي والعلمي والصناعي إلى مصاف الأمم المتحضرة. لم يترك وراءه ثروة ولا مال ولا قصور في الخارج بل قدم أبناءه كشهداء للعراق دفاعا عن شرف وكرامة العراقيين. ففي هذه الصعبة التي تعيشها الأمة العربية علينا كعرب أن نعي أن استهداف البعث وصدام حسين من قبل قوى الشر هو استهداف للأمة العربية عندما نقول البعث نعنى مبادئ البعث فالوحدة العربية التي يناضل البعث من أجل تحقيقها هو خطر يهدد مصالح الاستعمار والحكام الخونة من ملوك وأمراء فالوحدة العربية هو مكسب عظيم للأغلبية الشعب العربي المحروم من ثروته وعلمه وتطوره وكرامته وبالتالي فالبعث يستهدف ويبقى سيستهدف طالما هو موجود ويناضل وعل العرب أن يعملوا ويناضلوا لتحقيق الوحدة العربية كهدف استراتيجيي . كما إن استهداف صدام حسين وهو صمن مسلسل استهداف كل رموز الأمة العربية عبر التاريخ فهاهم اليوم يستهدفون حتى الرسول صلى الله عليه وسلم وكما تستهدف كل رموز الأمة العربية في كل قطر من أقطاره فهم يشككون حتى في تاريخنا المجيد ننسى ونبقى فقط نهتم بما يروجونه لنا من قيم وأشخاص لا تربطنا بهم ولا رابطة حضارية .