نحن على يقين أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست فخورة بالديمقراطية التي أنتجها سلاحها وتفوقها التقني الأسطوري في العراق، بل نحن على يقين إن أميركا برغم كل ما تحمله من ضغينة وحقد أسوَد على العراق وعلى حزب البعث العربي الاشتراكي تشعر بالعار لهذه الديمقراطية البائسة المشوهة الجوفاء التي أنتجها غزوها واحتلالها للعراق. ونحت على ثقة مطلقة إن صقور وحمائم و زرازير أميركا كلهم لا يجدون لأنفسهم مخرجا مناسبا للورطة السوداء التي اسقطوا أمتهم فيها بغزو واحتلال العراق من جهة، وباعتماد أحزاب الطوائف والأعراق المجرمة من جهة أخرى. يقيننا لا يؤسس على حسن نوايا بأهداف أميركا التي دفعتها للغزو والاحتلال وفي مقدمة تلك الأهداف القذرة اجتثاث حزب البعث العربي الاشتراكي ومحاولة ذبح دوره المناهض للامبريالية والصهيونية ونظامه الوطني والقومي الدافع للعرب نحو استنهاض قدراتهم وتوحيد خططهم وخطاهم لتحرير فلسطين وتوحيد الأمة، بل لأن أميركا قد خُذلت تماما بمن اعتمدتهم كواجهات لتنفيذ أجنداتها لأنهم وبدل أن يعاونوها في استخدام قدرات إدارية ومهنية وسياسية سحبوها إلى جهلهم وفسادهم وبلادتهم وممارسات طائفية تطلق عليها أميركا مسمى الجنون الجمعي COLLECTIVE MADNESS فصار عار أميركا عارين. نعرف إن الاميركان يغضون الطرف عن ممارسات حكومة المالكي وحزبه العميل وشركاءه المجرمين في القتل والتصفيات والاعتقالات التي تنفذ لصالح نظام ولاية الفقيه وتغض الطرف أيضا عن أنواع مشينه من الفساد المالي والإداري لعملائها مادامت حكومة المالكي وأربابها ينهجون الخط العام المتوافق مع أهداف الاحتلال المجرمة، لكننا نعرف أيضا إن الذاكرة الأمريكية تختزن وثائق كاملة ستستخدمها عندما تقرر الانتهاء من هؤلاء الذين حملوها عارا مضافا لعارها الناتج عن قرار الغزو والاحتلال. لو قبلنا جدلا إن في العراق المحتل ديمقراطية أنتجها الاحتلال ولعب في ساحاتها ومروجها حزب الدعوة الإيراني والمجلس الطبطبائي وأقزام الحزب الإسلامي والشوارب العفنة لأدعياء الليبرالية والعلمانية ووطنيوا دهاليز لندن المظلمة وعبيد الحقائب السعودية ورواد التمرد المسلح المدعوم من الكيان الصهيوني من أحزاب العمالة والخيانة الكردية.. لو قبلنا هذا الادعاء المضحك المبكي فإننا سنكون أمام حقيقة صاعقة صافعة هي إن الديمقراطية تحميها الديمقراطية كقانون عام مرتبط بكل تجارب العالم الديمقراطية ولا تحميها الاعتقالات والملاحقات الوحشية والتصفيات الجسدية لأبناء البلد من المنتمين إلى قوى سياسية تعارض العملية السياسية والاحتلال ولأبناء الجيش الوطني البطل الذي حله قرار سخيف وأرعن للحاكم المدني الأمريكي بول بريمر يستند إلى قرارات مؤتمرات الخيانة والعمالة التي يحتقرها بريمر وبوش واوباما قبل أن يحتقرها العراقي والعربي والإنسان الحر النجيب المؤمن بأدنى قدر من الوطنية وأخلاق الانتماء إلى الهوية الوطنية. الديمقراطية التي تحميها المليشيات وأحزاب الطوائف والأعراق اللاهثة بلا أخلاق ولا قيم ولا مبادئ نحو مكاسب السلطة المادية الحرام والمعنوية الكسيحة بالقتل والاعتقال والمداهمة والتهجير وملاحقة المعارضين في الداخل والخارج هي ليست ديمقراطية، بل نظام مسخ نازي الهوى والتطبيق فاسد الذات ومصاب بعوق العقل وجفاف الإنسانية.. انه نظام دكتاتوري من طراز خاص لأنه فضلا عن دكتاتوريته البغيضة فهو عميل وخائن ومجرم وفاسد لأن بعض الدكتاتوريات وطنية على الأقل. وعلى هذا .. فان ادعاء المالكي المجرم بأنه يحمي الديمقراطية باعتقال رجال البعث الوطنيين القوميين الأحرار وضباط جيش العراق الباسل هو ادعاء بائس يثير السخرية ويحرج أسياده الديمقراطيين في البيت الأبيض والبنتاغون ويضيف سمة أخرى لسمات هذا السفاح الطاغية وحزبه العميل وشركاءه الجبناء والأدعياء والمنتفعين بالسحت الحرام ألا وهي انه لا يعرف معنى الديمقراطية ويستخدمها استخداما وسخا وبذيئا يجعل منها ومنه محط سخرية واحتقار ويزيد من بشاعة شخصه وسياساته قبحا ووضاعة. الديمقراطية التي تعتقل الناس وتعذبهم وتصفيهم جسديا وهم شيوخ وكهول يتراوح معدل أعمارهم ستون عاما لا تجلب لأمريكا أي وسام اعتزاز ولا فخر وتجعل من أزلامها سببا مضافا لسقوطها أخلاقيا أمام كل العالم. الديمقراطية التي تطارد الآلاف من أبناء الشعب في كل محافظات العراق بحجة سخيفة واهية لا يليق برجل شارع بسيط أن يدّعيها فكيف بمن يدّعي انه رجل دولة وزعيم حزب ألا وهي حجة التخطيط لانقلاب عسكري هي ليست ديمقراطية، بل رصاص وقبضات حديد ونصل خناجر مسمومة يمسكها سفاح جلاد مجرم لا تعرف الإنسانية مسلكا إلى خلية واحدة من جسده العفن. الديمقراطية تنشأ في وطن حر مستقل مستقر كونها نظام شامل للحياة وليست انتخابات صورية تحركها ماكنة الطوائف والأعراق وهي ليست صناديق انتخاب نصف أوراقها تأتي من أميين لا يعرفون كتابة أسماء المرشحين ولا مَن رشحهم ولا لماذا ترشحوا ونصفها الآخر من مرتزقة ومنتفعين وأدعياء ومهرجي زفة يرقصون على كل الحلبات ويهزجون لكل عنوان يدفع. والديمقراطية التي تولد ولادة طبيعية ليست منغولية في بلد معافى وتعبر عن نمو وازدهار لصيرورة الحياة بكل روافدها يحميها الشعب وهي تولد مقومات حصانتها. لأميركا وعميلها المهووس الأرعن نوري جواد العلي المالكي الذي يظن مخطئا ويعتقد واهما إن البعث قد حكم العراق لخمس وثلاثين عام بطولها وعرضها بالنار والحديد والاعتقال نقول: إن البعث قد ظل في الحكم كل تلك المدة لأنه خلق اجواءا للحياة والنماء والتطور والحريات الخاصة والعامة ولم يُطارد إلا الخونة والعملاء عبيد الأجندات الطائفية والعرقية التابعة لإيران والكيان الصهيوني والجواسيس والزناة وسراق المال العام.. ونصرخ بوجه أميركا والمالكي العميل: إن الحرية تولد وتنبثق وتنتصر من بين ثنايا حديد الأغلال .. والله اكبر.