تخرج علينا وسائل اعلام ذات توجهات مريبة, مستندة على تصريحات سياسية لها مقاصد وأهداف لم تعد تخفى على أحد, أو تنطلي على الناس, تتحدث عن قرب "الضربة الموعودة" للمواقع النووية الايرانية. ويتناوب مثلث الشر الامريكي ـ الصهيوني ـ الفارسي. المعادي لأمتنا العربية, بإطلاق البيانات, والمعلومات, والمعلومات المضادة أيضاً, عن التحضير لهذه الضربة الموعودة في الأيام الأخيرة, إزدادت حمى الأخبار, التي يكون أكثرها يستند على الأضاليل تحت مسميات: "مصادر عليمة"و "معلومات خاصة"و"جهات مطلعة". دون أن نحظى بأي مصداقية لهذه "المصادر أو المعلومات" أو من هي هذه "الجهات". أخبار, تحاكي في سينورهاتها المملة, أسوأ من أنتجته أفلام الترسو من المعروف عسكرياً, حسب ما أطلعنا عليه, في كل الحروب التي جرت, ان التحضيرات تجري بعيداً عن الإعلام, بل التعتيم على كل ذلك إعلامياً, لتوفير عنصري المباغتة والمفاجأة. بل كثيراً ما تلجأ الدول للتمويه على تحضيراتها, لتحقيق هذين العنصرين المهمين فهل تندرج ما تتناقله وسائل الإعلام الآنفة الذكر هذه الأيام, مع منطق الأعراف العسكرية!!؟ تتحدث وسائل الاعلام بالجانب العسكري, بالاستناد على "مصادرها المطلعة"ان الكيان الصهيوني أجرى تجربة ناجحة لاطلاق صاروخ أريحاالذي يصل مداه إلى 6000 كلم. وان الطيران الحربي الصهيوني أجرى مناورات مشتركة مع مالطا. التي وفرت له فرصة الطيران البعيد المدى!؟ هكذا.... أما سياسياً, فتختلق هذه الوسائل الاعلامية مواقف وتصريحات لقادة الاجرام الصهاينة, تصب كلها في اطار الحديث عن "الضربة". بل ان بعض الجهات الاعلامية روجت ان سحب القوات الامريكية من العراق (الاحتلال مازال قائم حتى بعسكرييه) يأتي في سياق هذه الضربة, وحتى لاتصبح القوات الامريكية عرضة للإنتقام في حال تنفيذ هذه الضربة في المقابل, تنهال التصريحات الايرانية من كل حدب وصوب, بأن توجيه أي ضربة لمنشاءاتها النووية لن تؤثر على برنامجها, وانها ستحيل المنطقة إلى ساحة حرب مفتوحةبعيداً عن ضجة الإعلام, وضجيج التصريحات السياسية, يحق لنا أن نتساءل بهدؤ و موضوعية حول مجمل هذا الأمر ـ هل سمعنا عن تدريبات عسكرية, أو تصريحات إعلامية, أو مواقف سياسية, سبقت أو ترافقت مع عملية الهجوم الصهيوني على المفاعل النووي العراقي؟!كالتي تصدع رؤوسنا هذه الأيام!؟ ـ جهدت بالبحث عن أي تحضيرات, في جميع وسائل الاعلام أوالمواقف السياسية, سبقت أو ترافقت مع الغارة الصهيونية على المنشأة السورية في دير الزور, التي قيل بعد الغارة أنها منشأة نووية في طور الإنشاء..ولم أجد شيئاَ بالمقابل , يحق لنا نتساءل, ما الهدف من كل هذا الضجيج الاعلامي والسياسي الذي نراه ونسمع به هذه الأيام حول هذه المسألة؟!هل هناك معطيات تشير بشكل مباشر"عن أي نوايا حقيقية لإستهداف ايران؟! وما الهدف من وراء "إبراز ايران وكأنها على نقيض للمشاريع التي تستهدف أمتنا العربية!؟ يمكنني القول, ان حلف الشر الامريكي ـ الصهيونية ـ الفارسي, لهم أهداف واحدة مشتركة للسيطرة على الأمة العربية, من خلال توزيع الأدوار بينهم, لخلق تناقضات وصراعات طائفية ومذهبية وعرقية, تمهيداً لتطبيق رؤية بريجنسكي الذي قال ان اتفاقية سايكس- بيكو "الذي شرذمت الوطن العربي إلى الدول الحالية" قد تجاوزها الزمن ويجب إعادة رسم الخارطة على أسس طائفية ومذهبية وعرقية..الخ .. أي الشرق الأوسط الجديد العلاقات الامريكية ـ الصهيونية من جهة وايران من جهة ثانية, سواء السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية, ما تزال قائمة, رغم زوال نظام الشاه, و وصول الملالي إلى السلطة. كل مافي الأمر ان هذه العلاقات إنتقلت من حالتها العلنية أيام الشاه إلى خلف الكواليس زمن "الثورة الاسلامية"؟؟؟؟!بل شهدت تنامياً وتطوراً بارزين في السنوات الأخيرةأقول لجميع الواهمين, والذين في حالة الشك والتساؤل.ان هذه الضربة لن تحدث ... والأيام بيننا