قد يستغرب البعض من هذا التساؤل كون المتعارف عليه في جميع الاحزاب والحركات السياسية هو أن تكون القواعد الحزبية هي المسؤولة عن الكسب لاحزابها وتنظيماتها فكيف يمكن لقائد كصدام حسين أن يقوم بمثل هذا العمل سيما وهو الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ورئيساً لمجلس قيادة الثورة ورئيساً للجمهورية وقائداً عاما للقوات المسلحة وهذه المسؤوليات الجسام لا تسمح له بالبحث عن شخص لضمه الى صفوف الحزب .. فما هي واجبات الاعضاء في القاعدة والقيادات الوسطى أذن ؟ والجواب هو نعم لقد كان قائدنا مسؤولا عن الكسب الحزبي وهو من يهيئ الناس للأنظام الى صفوف البعث ولكن علينا أن ندرك الوسائل التي أعتمدها وسهلت لتنظيمات الحزب كافة أضافة الدماء الجديدة الى صفوفه بسهولة ويسر وهي غير مسبوقة من قبل وأنا شخصياً لم الحظها لا في العهد الملكي ولا بعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958 حتى قيام ثورة البعث في السابع عشر الثلاثين من تموز 1968 ولم أسمع يوماً بأن ملكاً او رئيساً لدولة العراق قد أعتمد مثل هذه الاساليب من قبل وبما أنها كثيرة فسأحاول ابراز أهمها وهي :- 1/ الزيارات الميدانية المتكررة لمدن العراق المختلفة واللقاء المباشر مع جماهير تلك المدن والدخول الى دور المواطنين والتعرف عن قرب على أحوالهم المعيشية والاستفسار منهم عن كل صغيرة وكبيرة ومشاركتهم همومهم والايعاز بحل مشاكلهم ، يصاحبها زيارات مفاجئة الى الوزارات والمؤسسات الحكومية والوحدات العسكرية على أمتداد الوطن واللقاء بمنتسبيها والاستماع لهم عن سير العمل فيها والمعوقات التي تعترض عملهم وتذليلها مما تطلب في أكثر من مرة تعديل القوانين بما يضمن تقديم أفضل الخدمات للموطنين والمنتسبين على حد سواء . 2/ المقابلات التي كان يجريها للمواطنين من كافة الشرائح الاجتماعية في مكتبه الرسمي والاستماع لمشاكلهم والايعاز بمعالجتها وفق القانون وكان يضيفهم قبل ذلك وتطمينهم كي يتحدثوا براحة تامة ولا يسألهم عن ما يريدون الا بعد أن يتأكد من ذلك حيث يبدأ حديثه معهم عن مدنهم التي قدموا منها وأحوال الجماهير فيها ومن ثم عن أوضاعهم الأجتماعية حتى يصل الى ما جاءوا من أجله ويتخذ القرار المناسب بشأنه ، يضاف الى هذا اللقاءات المباشرة مع أعضاء المنظمات المهنية والجماهيرية وأبناء قواتنا المسلحة وقوى الامن الداخلي . 3/ كان سيادته يستقبل الاتصالات الهاتفية من عموم المواطنين ويتحدث معهم طويلا رغم مشاغله حيث كان رقم هاتفه الخاص معلوماً لدى جميع المواطنين في العراق تقريباً ويلجأ له كل من يرى أنه مظلوماً او لديه طلباً لا تستطيع الجهات الرسمية تلبيته أما بفعل القانون أو لتقاعس المسؤولين عن أداء واجباتهم الوظيفية . أن تلك الاجراءات وغيرها كما قلنا سابقاً جعلت من كانوا مترددين في موضوعة الانتماء للحزب أكثر أستعداداً لقبول ذلك وكان البعض منهم يطلبون الانتماء بأنفسهم دون أن يفاتحهم أحداً بذلك وهم قد تولدت لديهم القناعة الكاملة بالانتماء ، أما المنظمات الحزبية في عموم القطر فكانت تستعين بما يقدمه القائد للجماهير كمنطلق لمحاورة من يتم التحرك عليه لكسبه لصفوف الحزب أضافة الى تاريخ الحزب ونظريته القومية الاشتراكية ، هذا على مستوى القطر العراقي أما على مستوى الامة فأن تعلق الشباب بشخصية القائد قد ساهم هو الاخر في سعة التنظيم في العديد من أقطار الامة .. أذن فللقائد الحصة الاكبر في الكسب الحزبي الذي تحقق بالفترة الممتدة من قيام الثورة عام 1968 وحتى الغزو والاحتلال في العام 2003 . أما بعد الاحتلال وموقف القائد من جميع الاملاءات ورفضه لها وقيادته لشعبه وجيشه في عملية التصدي لقوى الشر والعدوان ومن ثم قيادته للمقاومة الباسلة فقد كان له الاثر الكبير على مواطنين عراقيين وعرب لم يكونوا بعثيين فأصبحوا يناصرون القائد والمقاومة أنطلاقاً من عمق أيمانهم بأنه كان على حق هو وحزبه ، وما زاد في التفاف من هم خيرون حول البعث ومقاومته البطلة أكثر من ذي قبل هي جريمة الاغتيال التي نفذها الصهاينة والامريكان والصفويين بحق القائد في أول يوم لعيد الاضحى وها نحن نرى جيلاً من الشباب العراقي والعربي يتباهى بأن يسمي نفسه صدامياً ، ومستعداً للتضحية من أجل الانتقام من الغزاة وعملائهم الذين جاءوا على ظهر دباباتهم وكل من تعاون معهم في غزو العراق وأغتيال قائد البعث . وعليه فأن قائدنا الشهيد له الفضل الكبير في حياته وبعد أستشهادة في أتساع قاعدة الحزب التنظيمية وسيبقى كذلك نستعين بتراثه الفكري وقيادته الفذة للحزب والدولة في أي تحرك في مجال الكسب الحزبي .المجد والخلود لشهيدنا الغالي ونعاهده في ذكرى أستشهاده الخامسة على ان نكون أمناء للمبادئ التي ضحى من أجلها وسنواصل طريق الجهاد الذي رسمه لنا ، وسنبقى أوفياء لقيادة البعث العظيم ولن نتقاعس عن أداء دورنا في مناصرة مقاومتنا العراقية البطلة كل من موقعه حتى تحقيق النصر المؤزر على الغزاة ومن والاهم ، ولن نتخلى عن دورنا الريادي على مستوى الامة والتصدي بكل صلابة لمن يريد النيل منها . ويا محلى النصر بعون الله خالد الحسنمنتديات كتاب المقاومة العراقيةhttp://kutab-iraq.com/vb/