شبكة ذي قار
عاجل










" الغائبون دائما على خطأ " مثل فرنسي   عندما يغفل الحكام القضايا الأساسية والمصيرية للدولة والأمة من المفروض أن توخزهم شعوبهم وخزة موجعة توقظهم من سباتهمم قبل فوات الأوان ليتفادوا مافاتهم او يتداركوا بعض مما يمكن إنقاذه. والوخزة نقصد بها التظاهرات والاحتجاجات والتعبئة الجماهيرية وتحفيز وسائل الإعلام لتأخذ دورها في توعية الرأي العام المحلي. وإذا غفل الشعب أو تغافل عما يخص قضاياه المصيرية تحولت المسئولية على وسائل الاعلام بإعتبارها السلطة الرابعة والمعبر الحقيقي عن تطلعات وآمال الشعوب.   وإذا كان الإعلام بوقا من أبواق الحكومة ومصلحته فوق كل شيء، ولا يجرؤ على إيقاظ الحاكم من سباته، أو توعية الشعب بحقوقه وهذا من صلب واجباته، تحولت المسئولية تلقائيا إلى النخب المثقفة والطليعية في المجتمع. وإذا تعطلت كل هذه الوسائل فحضر الكفن وإقرأ الفاتحة على مصير الوطن و الأمة.   ومن المؤسف أن تمر بعض الأحداث على الوطن العربي مر السحاب دون أن تأخذ إستحقاقها من الإهتمام، ومن الأمثلة المريرة على هذه الغفلة التي تحز في قلب كل مواطن عربي شريف له غيرة على وطنه وشعبه، بعد أن أعفينا الأنظمة المريضة من المسئولية بسبب ثقل حاسة السمع أو الطرش.   فقد أجرت شبكة ( غوغول ) إستفتاءا شعبيا خلال الأشهر الماضية حول نيتها بإستخدام مصطلح ( الخليج العربي ) أو ( الخليج الفارسي ) وستلتزم بأصوات الأكثرية في تحديد التسمية القادمة. وهذه ممارسة ديمقراطية لاشائبة عليها مطلقا. ولأيام مضت كانت النتيجة لصالح تسمية ( الخليج الفارسي ).   لاشك إن هذه النتيجة مذهلة ومحبطة للعزائم فعدد العرب من المحيط إلى الخليج هو أضعاف أضعاف الشعب الإيراني! وإذا حذفنا أشقائنا العرب في الأهواز من التصويت للتسمية الفارسية كونهم عرب أصلاء إقحاح متشبثين بعروبتهم، وكذلك الأكراد بإعتبار إن هذا الأمر ليس له علاقة بقضيتهم الرئيسية، ولو كان الخليج كرديا لأقاموا الدنيا وما أقعدوها، كذلك البلوش واقليات أخرى. أي حسبنا فقط العنصر الفارسي وهم لا يشكلون أكثر من 40% من الشعب الإيراني لكانت المفاجأة أشد وقعا, وبتنا نتساءل أين العرب مما يجري سواء كانوا حكاما أو شعوبا وأين الإعلام العربي المخزي دائما وأبدا؟   وإذ تركنا الشعب العربي الغاطس في مستنقع المعاناة لحد الرقاب. فأين شعوب الخليج العربي؟ صحيح إن الموضوع ذو طابع قومي شمولي لكنه أيضا ذي طابع خليجي بالدرجة الأولى. وقد يبرر المواطن العربي تردده أو إمتناعه بأن القضية منوطة بدول الخليج قبل غيرهم! وهم من أغنى دول وشعوب العالم، فلم لا يتحملوا مسئوليتهم إتجاه قضاياهم. رغم صحة الكلام لكننا نرفضه لدواعي قومية ودينية فمن يفرط في قضاياه سواء عن جهل أوتخلف أو تبعية لا نتفرج عليه, فالقضايا المصيرية للأمة العربية هي مسئولية مشتركة بين الجميع مهما بعدت المسافات واختلفت الرؤى.   بمقارنة بسيطة بين التصويت على عروبة الخليج والتصويت على نجوم برنامج ( ستار أكاديمي ) سندرك حجم مأساتنا ! حيث يصوت الملايين من العرب لنصرة مرشحيهم في البرنامج الترفيهي وبعض شركات الهاتف الدولية تسارع إلى تخفيض تسعيرة المكالمات الهاتفية لنصرة مواطنيها. لكن التصويت على عروبة الخليج لا يعني شيئا لهم؟ هكذا نحن العرب ما أغفلنا ! وكيف يهون علينا ضياع حقوقنا؟   لماذا يتسارع الفرس لدعم التسمية الفارسية ونتماهل نحن؟ هل هم أثقف وأكثر وعيا ومواطنة من العرب؟ وهل هناك تفسير آخر نبرر به تقاعسنا. ومن يتحمل ضياع حقوقنا؟ هل الجامعة العربية التي لا تقدم ولا تؤخر؟ أم الأنظمة العربية؟ أم الشعوب العربية؟   الطامة الكبرى إنه خلال محاولاتنا المستمرة في التحرك على أشقائنا العرب وتحفيزهم للمشاركة في التصويت قبل ضياع الفرصة. إذهلنا بعض العرب المتفرسين الذين صوتوا لصالح التسمية الفارسية، بتبريرات ما أنزل الله بها من سلطان. ولكنك تحس من خلالها بقوة عوامل الجهل والغباء والتخلف، والطائفية التي يعلو موجها على المواطنة والعروبة. ومن المؤسف حقا إننا معشر الكتاب ما أن ننتقد النظام الحاكم في طهران حتى يفيض بريدنا بالسباب والشتائم ونشهد تعليقات مسيئة وبذاءة لسان لا تدل على أدنى خلق. والمؤلم إنها صادرة من أشقاء عرب وليس فرس!   فأحد العراقيين كنموذج متفرس إنبرى لنا بالقول إن العراق كله أرضا فارسية في الأصل ومزيدا عن زعمه بأنه لا يجوز حتى الصلاة فيه! لأنه أرض مغتصبة من الفرس. والأدهى منه إن أغلق أبواب فهمه وفتح أبواب جهله برفضه كل الشواهد التأريخية التي فندنا بها زعمه ولكن بلا فائدة. فتذكرنا قول أحد الشعراء:    لو نارا نفخت بها أضاءت ***  ولكن أنت تنفخ في رماد    وتمنينا أن لا يكون عندنا المزيد من المتفرسين، لأنهم أشد عنصرية من الفرس أنفسهم، وأشد عارا على هذه الأمة. تذكرت قول المفكر الشهيد علي شريعتي" لم تعد هيئة العدو الحالي كالسابق فهو لا يأتينا بعدة الحرب المألوفة كالدرع والسيف، يقتل ويذبح ثم يعود من حيث أتى، فتعرف إنه عدوك. إنه يظهر هذه المرة من أكمام ثيابنا ". بربًي إنها الحقيقة إيها الشهيد.




الاحد٢٤ Ðæ ÇáÍÌÉ ١٤٣٢ ۞۞۞ ٢٠ / ÊÔÑíä ÇáËÇäí / ٢٠١١


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق ضحى عبد الرحمن طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان