الاعتقالات الظالمة التي طالت مئات العراقيين الشرفاء في كل أنحاء العراق ليست وليدة قرار آني كما تحاول حكومة الاحتلال إقناع العالم و لا هي نتيجة اكتشاف ابن لحظته عن وجود مؤامرة لقلب (نظام الحكم) كما تروج حكومة المالكي العميلة. إنها وليدة عمل خطط له بتعاون مخابراتي أمريكي _ إيراني لفترة قد تمتد لسنة قبل اليوم. لو جمعنا بعض الخيوط الظاهرة والبارزة والتي لا تحتاج إلى عقلية أمنية استخبارية أو مخابراتية بقدر ما تحتاج إلى فطنة متواضعة ناتجة عن متابعة أحداث معلنة سنصل إلى حقيقة راسخة هي إن حكومة الاحتلال ومعها كل أطراف العملية السياسية المخابراتية الأمريكية دونما استثناء تبحث عن تأجيج امني وفبركة مخابراتية تعاون على تسويق وتسويغ فكرة التمديد لبقاء قوات الاحتلال من جهة ولمنح بعض الأطراف السابحة باتجاهين متعاكسين لخلق التعتيم والتشويش على حقيقة ارتماءها الكامل في أحضان العملية الاحتلالية الأمريكية الإيرانية المجرمة وتغطية الأدوار الخبيثة التي تديرها وتتصدى لها على عكس ما تقدم نفسها ظاهريا لشعبنا ومنها أطراف في القائمة العراقية وأخرى اشرنا إلى ازدواجها مرارا وتكرارا وبالذات تيار مقتدى الصدر. فالإعلان عن مؤامرة للانقلاب على ( الحكم ) تمنح هذه الأطراف فرص الانقلاب الصريح والواضح على موقفها التجاري المعلن لتؤازر الحكومة المالكية العميلة في سعيها المحموم للتمديد لقوات الحماية . هذا الترويج يسير قدما أيضا ويتماها مع نزعة الإجرام المتأصلة في بناء حزب الدعوة العميل لإيجاد مبررات لممارسة عدوانيته وحقده الأسود وثأره العقيم ضد كل عراقي حر شريف انتمى إلى العراق عبر البعث وعبر جيش القادسية الثانية وعبر نظام العراق الوطني والقومي. إذن الإعلان عن وهم الانقلاب والمؤامرة يحقق أكثر من غرض من أغراض الديمقراطية الأمريكية المبتكرة في العراق وهي ديمقراطية الاعتقالات ومطاردة الأحرار ومداهمة البيوت الامنه. المالكي وحزبه وكل القوى المتصافحة معه من عملاء ومأجورين ومرتزقة وتجار فرص رخيصة يعلمون علم اليقين أن البعث يقاتل الاحتلال بجيوش أسماءها معلنه وعملياتها معلنه وبرجال يقاتلون العملية السياسية المخابراتية وكل منتجات الغزو باسماءهم الصريحة ومواقع تواجدهم الجغرافية داخل وخارج العراق وإعلاميين معروفين أيضا منذ يوم الاحتلال الأول ومازالوا. وهم يدركون أيضا إن البعثيين أباة ضيم وشجعان وشرفاء ولن يقلبوا نظام حكم في انقلاب من النوع الذي يعلنون عليه بل هم وكجزء فاعل من مقاومة العراق للغزو والاحتلال يمارسون ثورة شعبية اصيلة عبر مقاومتهم المسلحة البطلة وعبر كل ممارسات المعارضة والمقاومة المدنية الأخرى لن تخمد ولن تتوقف إلا بتحرير العراق من الاحتلال ومن المتعاقدين معه أحزابا وميليشيات . إن حداء الليل للخائف من ظلامه لن يزيل الخوف بقدر ما يوهم المغني بأمان وهمي مخادع وهكذا فالاعتقالات ضد رجال العراق الغيارى مدنيين وعسكريين لن يوقف ثورة العراق ضد إذناب الرذيلة وعبيد الارتزاق وخدم بساطيل المارينز. إن الظلم والقهر والجور والاضطهاد هو غذاء الثورة ونسغها الذي يبعث فيها عوامل الديمومة والتجذر على عكس ما يرتجي الطغاة. كما إن اضطهاد العراقيين واستفزازهم وترويع أمنهم وامن غوائلهم بهذه الوسائل الفارسية الخبيثة لن يكون مبررا مقنعا ولا كافيا لانطلاق مؤامرة تقسيم العراق بنظام الأقاليم والفيدراليات البائسة فالعراق عصي على القسمة وشعبه شعب مقاتل ويملك إرثا قتاليا جهاديا ونضاليا لا يمكن الاستهانة به ولا تغييبه . إن رجال البعث النشامى سواءا من طالتهم يد الغدر والخسة والنذالة المالكية أو سواهم ممن يشكلون الأغلبية الساحقة من رجال العراق عربا وأكرادا وتركمان وغيرهم هم من طراز يعرفه المالكي وحزبه المرتجف ويعرفهم أيضا تجار السياسة في قوائم العار الانتخابي كلهم دون استثناء , طراز لا يثنيه عن عزمه هول ولا مصاعب بل تزيده الكوارث همة وغيرة وترتقي بمعنوياته التحديات والأحداث الجسام فالذهب يلمع في مناطق انعدام النور والحسام الترف الجسور يبان في ساعات الوقائع وخاصة تلك التي تحرر الوطن وتقض مضاجع القردة الخاسئين . الأمريكان سينسحبون مرغمين وبغض النظر عن مناورات تطول أو تقصر لإيجاد منافذ تحفظ لهم ماء الوجه غير أنهم مهزومون في سياق المعركة التاريخي ولم يعد أمام العراقيين اسود المقاومة إلا مهمات ستنجز بالإقدام والهمة وتنويع الضربات القاتلة ومنع النوم ليلا وإسقاط الأمان كليا وسد المنافذ أمام أي احتمال لنجاح سياسي عبر عملية سياسية هي عند العراقيين الدم الذي يجري في جسد الاحتلال وتتكامل عضويا مع وجوده وبالتالي فان تقويضها واجب وطني مقدس. وعلى المرتمين في أحضان هذه العملية أن لا تأخذهم العزة بالإثم بل عليهم أما الانسحاب فورا والالتحاق بقافلة الوطن عله يغفر ذنوبهم أو الالتحاق فورا بكتائب تحرير العراق عسكريا وسياسيا بالمقاومة وبركل العملية السياسية المحتضرة. وليتيقن المالكي وحزبه وشركاءه بغض النظر عن تسمياتهم الرديئة إن يوم الحساب قادم واقرب بكثير مما يتوهمون فالأجنبي لن يحمي إلى ما لانهاية وصبر الأمريكان قد نفذ مع نزف دماءهم ونزف اقتصادهم ومع بروز حقائق لن يتمكنوا من إخفاءها عن جسامة خسائرهم المادية والمعنوية.