وضع الرئيس الامريكي باراك اوباما حداً للجدل الذي تواصل على مدى الاشهر الماضية بشأن مصير قوات بلاده بالأعلان عن انتهاء العمليات العسكرية والانسحاب من العراق نهاية العام الجاري. وطبقا للراشح فأن الادارة الامريكية اخفقت في الحصول على ضمانات للقوات الامريكية التي كان من المقرر ان تبقى بعد تأريخ الانسحاب.وأن هذا الاخفاق دفع الرئيس الامريكي للأعلان عن سحب قوات بلاده من العراق ودعا جنوده ان يحتفلوا بأعياد الميلاد بين عوائلهم. ونحن بدورنا سنحتفل برحيل اخر جندي محتل لان هذا اليوم اذا صدقت الحكومة العراقية والادارة الامريكية في اعلانهما عن جلاء قوات الاحتلال من العراق سيكون يوماً تأريخياً في حياة العراقيين وأنعطافة في مسار نيل الأستقلال وتحقيق السيادة الكاملة. بعد فشل المشروع الامريكي ومبرراته وستختفي أثار الأحتلال من حياتنا بعد ان حولها الى جحيم بفعل جرائمهم التي طالت الانسان والطبيعة. وتحول العراق جراء احتلالهم الى بلد قاصر وغير قادر على النهوض بسبب تشجيع النعرات الطائفية والعرقية التي كادت ان تدخل العراق في اتون التقسيم والتشظي لولا وعي ويقظة العراقيين الذي انتبهوا لمقاصد الاحتلال الرامية الى اضعافهم لتسهيل السيطرة على مقدراتهم. ان رحيل الاحتلال بالموعد الذي حدده اوباما لايعفي الولايات المتحدة من دفع فاتورة الاحتلال وفي المقدمة التعويضات لضحايا الاحتلال والاقرار بحق العراقيين القانوني والاخلاقي بمطالبهم المشروعة في اعادة بناء بلدهم وأعمارها ورغم ان الرئيس الامريكي السابق بوش الأبن كان اعلن مطلع ايار 2003 انتهاء العمليات العسكرية وتحقيق النصر في حرب العراق الا ان هذا النصر المزعوم تحول الى كابوس لقوات بلاده بفعل الرفض الشعبي للأحتلال ومسوغات وجوده على ارض العراق مادفع الرئيس اوباما الى اتخاذ قرار الأنسحاب من العراق. ان العراقيين الذين اكتووا بنيران الأحتلال لن يصفحوا ابداً عن من ارتكب الجرائم بحقهم وبأموالهم ولن يتنازلوا عن حقهم بملاحقة الذين انتهكوا حقوقهم وأمنهم فالعراق بعد رحيل الاحتلال سيكون افضل رغم دعوات التخويف والابتزاز لان مشاكل العراق ومعاناته كانت بسبب الاحتلال وممارساته التي زرعت الفرقة بين العراقيين .