معد فياض / جريدة الشرق الاوسط استنكر قيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» معه في دمشق حملة الاعتقالات التي تنفذها السلطات العراقية «ضد مواطنين عراقيين أبرياء مقيمين في بلدهم»، واصفا هذه الحملة بـ«الإجرامية والقاسية والظالمة». وقال الدكتور خضير المرشدي الممثل الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي ، إن «الهدف واضح من هذه الحملة الإجرامية التي تروع العوائل العراقية في جنح الظلام لاعتقال أبنائهم وآبائهم، والتي تم تنفيذها في عموم العراق، وهي تدل على أن هناك خوفا من البعثيين وأن حزبنا صاحب دور قوي ومؤثر بين جماهير شعبنا»، مشيرا إلى أن «هناك مئات الآلاف من البعثيين اليوم في العراق». ويرى المرشدي أن الدافع وراء الحملة هو «إخلاء الساحة العراقية من الأصوات الوطنية المناهضة للوجود الإيراني في العراق، خاصة بعد انسحاب القوات الأميركية، ولإخلاء الساحة للميليشيات الإيرانية المسلحة كي تسيطر على الأوضاع الأمنية في البلد»، موضحا أن «الحكومة العراقية تريد إفراغ العراق من كفاءاته وضباطه ومن العراقيين المخلصين، وأن يبقى البلد للإيرانيين والطائفيين، وهذا ما تؤكده حملة الاعتقالات وإجراءات ما يسمى بوزير التعليم العالي، علي الأديب، بطرد أكثر من 700 أستاذ جامعي غالبيتهم من العلماء، والتعاقد مع ألفي أستاذ جامعي إيراني، حسب وثائق مؤكدة لغرض (تفريس) التعليم وكل الحياة». وقال المرشدي إنه « بغض النظر عن أسماء من تم اعتقالهم، فإن هناك غالبية كبيرة من العراقيين هم قيادات متوسطة ومتقدمة في البعث؛ بل إن غالبية شيوخ العشائر وابناء عشائرهم هم من البعثيين؛ فعمر الحزب يقرب من 70 سنة وله أنصاره وأعضاؤه في نسيج المجتمع العراقي، فهل سيعتقلون معظم العراقيين من شيوخ عشائر والبيوتات العراقية ومئات الآلاف من العراقيين أو يجتثونهم ؟؟ »، مشيرا إلى أن «هذه الإجراءات التعسفية والاعتقالات والاجتثاث، لن تثني حزبنا عن النضال والمقاومة حتى تحرير العراق من المحتلين ومن الوجود الإيراني وطرد عملاءه ، وأن يعود العراق عروبيا وإسلاميا». واضاف: « ليس هدفنا أن نعود إلى السلطة بل تحرير العراق من الاحتلال وعملائه وانهاء مشروعه الذي تقوده ايران من خلال ادواتها ، وأن تقرر صناديق الاقتراع من يحكم العراق بعد التحرير ، وأن يكون العراق ديمقراطيا تعدديا حرا ومستقلا ». وعما إذا كانوا سيقبلون بالمشاركة في العملية السياسية إذا تمت دعوتهم، قال المرشدي: « لن نشارك في هذه العملية السياسية في ظل الاحتلال، وإذا خرجت قوات الاحتلال الأميركي وتأكدنا من التحرير الكامل لأراضي العراق، فسيكون لكل حادث حديث». وحول أوضاعهم في سوريا وما إذا كانت هناك مضايقات، خاصة بعد ورود أنباء عن دعم نوري المالكي، رئيس مجلس وزراء العراق، لنظام الرئيس بشار الأسد، أكد المرشدي أنه « سواء وقف المالكي مع سوريا أم لا، فإن أوضاعنا هنا في دمشق طبيعية، ولم تتم مضايقتنا أو التضييق علينا، ولم نتعرض لأية ضغوط ».