مرت قبل ايام الذكرى الاولى لرحيل اخ وصديق ورفيق ورجل لا يكاد يمر يوم الا وذكراه خالدة في قلوبنا ، ذلك هو الرفيق الاستاذ الدكتور محسن خليل رحمه الله ، لقد كان مثلا في الاخلاق الفاضلة ، والثبات على المبادئ، والقيم الانسانية النبيلة ، كان رحمه كقطرات الندى النقية في خلقة الدمث ، وسيفا صارما حين يتطلب الموقف ذلك. لقد كان حب العراق وشعبه يجريان في عروقه ، ولم يهادن على مبادئه وانتمائه الوطني ووقف صلبا ضد الاحتلال وعملائه ، وكان رحمه الله شعلة من النشاط والحيوية رغم المرض العضال الذي يعاني منه . كان من اوائل من تصدى للاحتلال ومشروعه البغيض حيث دوره المتميز في الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية منذ انطلاق لجنتها السياسية والاعلامية وكان حريصا على حضور كافة فعالياتها ونشاطاتها رغم بعد المسافات حيث يتجشم عناء السفر مع مايتطلبه من تكاليف ليكون اول الحاضرين ، وفي مكتب العلاقات الخارجية لحزب البعث العربي الاشتراكي كان رحمه الله صاحب الرأي الثاقب والرؤية الواضحة ، والعمل الدؤوب والحضور الدائم . رحم الله ابا بسام واسكنه فسيح جنانه ، لقد خلد لنفسه ذكرا طيبا بين كل رفاقه واصدقائه وكل من عرفه عن قرب ، صدق احمد شوقي حين قال : خلد لنفسك بعد موتك ذكرها ....... فالذكر للإنسان عمر ثاني وعزاؤنا انه مع الذكر الطيب الذي زرعه في قلوبنا وعقولنا ترك لنا ما نفخر به من سفر من الكتابات والمواقف الوطنية التي يعتز بها كل عراقي غيور تمثل عطاءه طيلة فترة عمله قبل الاحتلال وبعده مفكرا وسياسيا وقائدا وانسانا ، اضافة الى ابناء بررة سائرين على نهج الراحل وقيمه واخلاقه .