الجزء الثالث : ( الرياضة في العراق في ظل الاحتلال ) يفهم كثيرٌ من الناس الرياضة فهماً خاطئاً وهي في حقيقتها تعتبر تربية عامة تتجه نحو إعداد الأفراد إعداداً شاملاً هادفا لتنمية الفرد وتكييفه مجتمعيا وهذا يستوجب ممارستها تحت إشراف قيادة صالحة لتحقيق أسمى القيم الإنسانية كما وأنها تربية متزنة للفرد في جميع الجوانب البدنية والنفسية والحركية والاجتماعية لكونها تساعد على الارتقاء بالمستوى المعرفي والثقافي . وفي الجزء الثالث من مقالنا المخصص للرياضة نذكر بعض من الأدلة والشواهد التي تؤكد ان ثقافة الاحتلال قد أثرت بشكل سلبي بهذا القطاع الحيوي وسنشير لها بشكل مختصر لكونها بالعشرات ان لم تكن أكثر. الحدث الأول : شارك المنتخب الوطني العراقي في تصفيات أسيا بكرة القدم وفي مباراة الدور نصف النهائي تقابل منتخبنا الوطني ومنتخب استراليا وأدار اللقاء الحكم العربي ( عبد الرحمن عبدو ) وحصل ان خرج المنتخب الوطني خاسرا بهدف واحد وحينها دست بأنفها الجهات الحاقدة على كل من له صلة بالعروبة وانشغلت القنوات الفضائية الرسمية والطائفية وصحف الأحزاب العميلة بهذا الحدث معتبرة ان الحكم العربي هو من أقصى العراق!! ومازالت تداعيات ذلك مستمرة إلى اليوم ففي كل واقعة يكون فيها طرف عربي تتم الإشارة إلى ذلك اللقاء!! الحدث الثاني : في اللقاء الأخير الذي جمع منتخبنا الوطني ومنتخب الأردن الشقيق ضمن تصفيات كأس العالم نسب الاتحاد الدولي الإيراني ( مسعود عناياتي ) كمراقب مشرف معتمد للمباراة التي جرت على ملعب فرانسوا حريري في محافظة اربيل والتي أقيمت في الثاني من أيلول الماضي وبعد انتهاء المباراة كتب تقريرا مسموما حاقدا عن منتخب العراق الوطني إلى الاتحاد الدولي ( الفيفا ) مما استدعى ان يقرر الاتحاد الدولي معاقبة جميع المنتخبات الوطنية من اللعب داخل العراق والى فترة غير محددة ولكن هل سمعنا تلك القنوات الفضائية والصحف الطائفية وكذلك الاتحاد المختص تحدثت عن ذلك؟ خاصة وان الأمر لن يتوقف عند هذا الحد بل سيمتد إلى حرمان العراق من تنظيم بطولة الخليج العربي القادمة لهذا السبب. حين أخرست تلك الأبواق والقنوات والصحف كانت بدافع رد الجميل فمن يجرأ ليمس هذا الصفوي ويزعج أسياده!! بينما نجد تداعيات الحكم العربي مازالت مستمرة وفريقنا خسر مباراة واحدة ولنفترض جدلا انه هو السبب في ذلك بينما المبجل الصفوي لم يتطرق إليه احد وعقوبتنا ستستمر لسنوات وتشمل جميع المباريات فلماذا هذه ولماذا تلك؟؟ الحدث الثالث : من المتعارف عليه في الوسط الرياضي وبشكل خاص في ملف كرة القدم ان الاتحاد الدولي ( الفيفا ) يصدر بشكل شهري تصنيفا للمنتخبات المنضوية تحت راية الاتحاد ولن نتطرق إلى الفترة الذهبية ما قبل الاحتلال حين صعد العراق الى نهائيات كأس العالم في المكسيك ليكون الأفضل من بين 24 منتخب على مستوى العالم وكيف تربع المنتخب العراقي الترتيب العالمي ليطرز تصنيفه بمواقع متقدمة ولسنوات طويلة ولكن سنتطرق إلى فترة العمل ما بعد الاحتلال ففي التصنيف للأعوام 2006 و2007 و2008 كان تصنيف العراق يتراوح بين 64 والموقع 88 وهذا في نظر أصحاب الشأن الرياضي مقبول نسبيا، ومن المعروف ان الإتحاد العراقي كان يرأسه الكابتن حسين سعيد ورغم ما تحقق من منجزات رياضية ومنها الحصول على كأس بطولة أمم أسيا والمركز الرابع في اولمبياد أثينا إلا ان ذلك لم يشفع للكابتن حسين سعيد صاحب الهدف الحاسم في بطولة كاس أسيا للشباب التي أقيمت في طهران حين أبكى ابن الشاه في مشهد ما زال عالقا في أذهان العراقيين ، هذا السبب هو الذي دفع الأبواق الحاقدة في القنوات الفضائية الطائفية والصحف الصفراء إلى الاقتصاص منه ولو بعد حين ومحاولة الانتقاص من تلك المنجزات والى ان حصل التغيير وأجراء انتخابات جديدة لن نتطرق إلى تشكيلتها إكراما لذوق القارئ ولكن هذه التشكيلة وبسبب المساومات والتكتلات الطائفية المقيتة والتدخل السياسي في الشأن الرياضي قادت إلى تراجع تصنيف العراق إلى المركز 109 عالميا وتراجع 45 مركزا عما كان عليه في العام 2007 ، ولكن الغريب ان من كان يتحدث بالسوء عن الاتحاد السابق صمت ولم يتطرق لذلك وسؤالنا هو نفسه لماذا هذه ولماذا تلك؟؟ للاطلاع على تصنيف العراق وموقعه عالميا يمكن مشاهدة الرابط التالي : http://www.alsumarianews.com/mobile/ar/iraq-sports-news/details-26912 الحدث الرابع : ضمن التصفيات الاولمبية استضاف العراق المنتخب الاولمبي الإيراني في المباراة الأولى وكما هو معتاد بالشعب العراقي الكريم المضياف فقد أدى واجب الضيافة ولم تحدث أي إساءة للجانب الإيراني وفي المقابل غادر المنتخب الاولمبي العراقي للقاء الثاني الذي أقيم في طهران وكما هو حاصل في كل بقاع العالم وبعد ان حقق العراق الفوز فقد احتفل الغيارى بهذا الفوز رافعين راية الله أكبر وحينها ثارت ثائرة الجانب الايراني وانزلوا العلم العراقي ومزقوه وكلنا شاهدنا من خلال شاشات التلفاز اعتراض الكابتن ناظم شاكر على هذا التصرف فماذا كان الرد الحكومي أو الوزاري وكلنا كنا نتوقع احتجاجات رسمية على التصرف الإيراني وإشادة بالموقف الوطني للكابتن ناظم شاكر ولكن حصل العكس حيث تمت معاقبة الكابتن ناظم شاكر وإعفائه من مهمة تدريب المنتخب بسبب احتجاجه ورفضه تمزيق راية الله أكبر لما تمثله من رمزية إرضاء لجارة السوء إيران. من يعتقد ان ذلك غير مهم يعيش في وهم فشعب العراق ونخص بالذكر منهم الجمهور الرياضي شعب حضاري واعي يقدر ويوزن ويقيم لذا كانت له ومازالت وقفات مشهودة قبل الاحتلال حين واصل الهتاف للعراق في ملعب الشعب بينما كانت طائرات العدوان تقصف بغداد الحبيبة وهو نفس الجمهور الذي يواجه جنود الاحتلال وعملائه ويهتف بسقوط أميركا وكيانها المسخ في ملعب الشعب وهو نفس الجمهور الذي حيا النظام الشرعي ورفع صورة القائد الشهيد الخالد صدام حسين في ملعب اليمن وهو نفس الجمهور الذي يهتف يوميا ضد حكومة العملاء في المغتصبة الخضراء وسيأتي بمشيئة الله يوم كشف كل ذلك وفضح من يتاجر لمصالح خارجية على حساب كرامة الشعب الذي لن يرضى إلا بعد ان يعيد للرياضة وجهها الوطني.. يتبع .. ( الجزء الرابع ) msm_ata@yahoo.com