في هذا المثل الشائع جدا في وسط وجنوب العراق لا أقصد بطبيعة الحال الرئيس السوري بشار الأسد, فهذا موضوع أو صخلة من نوع لآخر, وإنما أقصد صحابنا أسمراني اللون باراك أوباما, الذي أثبت في دفاعه المستميت وتملّقه الفاضح للكيان الصهيوني أنه أكثر صهيونية من هرتزل نفسه, حسب ما نُشر في الصحف الصادرة في الكيان اللقيط. وشأن جميع رؤساء أمريكا دون تمييز بين حزب أو لون أو إنحدار طبقي أو إجتماعي, والذين عادة ما يصلون الى البيت الأسود في واشنطن عبر طقوس سرّية يجريها أبالسة/ حاخامات اللوبي اليهودي ويقومون بتعميدهم, سعى باراك أوباما للمزايدة على سلفه مجرم الحرب بوش الصغير في ما يخص القضية الفلسطينية ومسألة "الدولة" التي طالب بها محمود عباس. إن رئيس الدولة الأعظم في الغطرسة والهيمنة والارهاب والجشع وصاحبة التاريخ المكلل بالعار والخزي في كل أرض دخلت فيها, شهر سيف "الفيتو "الذي لا يُستخدم أبدا الاّ في وجه العرب والمسلمين, ضد أية محاولة لأصدار قرار أممي لصالح الدولة الفلسطينية. مع انه يعرف أكثر من غيره, أن لا تأثير ولا تغيير سيحصل على أرض الواقع, إن لم يكن طفيفا جدا, بوجود "دولة" فلسطين الى جانب كيان غاصب, مدجج باحدث وأخطر أنواع الأسلحة بما فيها المحرّة دوليا, ويتصرّف كمجرم خارج عن القانون, بدعم ومباركة وصمت بل ومشاركة أمريكا نفسها ومعظم دول الغرب. لا يمكن بطبيعة الحال أن يشذّ باراك أوباما عن من سبقوه من الرؤساء الأمريكان, بل الممكن والمطلوب والمرتجى منه, هو أن ينافسهم سرّا وعلانية لا في إخلاصه المطلق لآلهة بنسي صهيون فقط, والتي تتجوّل أشباحها في ردهات وغرف البيت الأبيض, بل في حجم ومقدار الخدمات التي ينبغي عليه تقديمها كأي عبد مخلص. والاّ فان يوم الحساب, الذي عادة ما يحلّ في عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية, سوف يكون عسيرا ومرّا على باراك أوباما وحزبه اللا ديمقراطي. وكأي رئيس أمريكي منحاز بشكل مطلق للكيان الصهيوني يشدّد ويؤكد باراك أوباما على ضرورة العودة الى المفاوضات المباشرة بين الطرفين, الفلسطيني والاسرائيلي. ولم يسأل نفسه, لأن الانحياز المطلق يصيب صاحبه بعمى البصر والبصيرة, عن النتائج الملموسة التي تحقّقت خلال عشرين عام من المفاوضات الماراثونية, مع حكومات صهيونية مختلفة ومبادرات وخطط لا تعدّ ولا تُحصى, منذ يوم "أوسلو" المشؤوم ولحدّ الآن. مع التذكير إن الكيان الصهيوني, والسيد أوباما على علم بذلك, كان وما زال المستفيد الأول والأخير من عبث المفاوضات ولا جدواها. فأمريكا, داعية الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان لجميع البشر, باسنثناء العرب والمسلمين, منحت الكيان الصهيوني الغاصب كامل الحرية والحقوق والمباركة اللامشروطة في الاستمرار لا في إحتلاله اللاشرعي لفلسطين فقط, بل لتكريس هذا الاحتلال وتوسيع نطاقه بالمستوطنات بعمليات إغتصاب حقيقي لأراضي الفلسطينيين, إضافةالى سلسلة طويلة جدا من جرائم وإنتهاكات وتجاوزات على أبسط حقوق المواطن الفلسطيني. مع العلم أن الطرف الفلسطيني, ممثلا بسلطة محمود عباس, لم يتوقّف يوما واحدا عن تلبية جميع شروط الكيان الصهيوني وتقديم الخدمات الأمنية والمخابراتية له على حساب قوى وتنظيمات فلسطينية أخرى. كان يُفترض بالمستر باراك أوباما, الذي أدرك أن الضحك على ذقون الحكام العرب يزيد من شعبيته ويقوّي حظوظه في الانتخابات المقبلة, كان يُفترض به أن يقدّم للعالم وليس للعرب فقط, تفسيرا مقنعا لوجود أطول وآخر إحتلال عنصري في الكون. وإن أي شعب في العالم لا يمكن أن يستمر الى ما لا نهاية تحت هيمنة وسيطرة كيان لا يتمتع باية شرعية أخلاقية أو سياسية وفُرض بالقوة الغاشمة على الجميع. لكن يبدو إن باراك أوباما, كما هي عادة رؤساء أمريكا قبل موعد الانتخابات الرئاسية, فضّل الانحناء, حتى لامست جبهته الأرض, تحت أقدام آلهة بني إسرائيل, خشية من لعناتها القاتلة. ( الصخلة , تعني العنزة باللهجة العراقية ) mkhalaf@alice.it