وزارة أو دائرة أو وكالة المهم في بيتنا مفاعل نووي نهدد به من نشاء دون حسيب أو رقيب،بالتأكيد لسنا الدولة العربية الأولى لكننا الأذكى فأهداف المشروع صارت واضحة نريد طاقة كهربائية نخفف فيها من تضخم فاتورة الغاز ونهدد ممالك الطيور المقيمة والمهاجرة والعابرة،ولن نسمح للشجر أو العشب أن يصبح أخضر وستكون أمراض البشر وخاصة السرطان واجب على الهيئة القيادية الذرية لنشره أكثر مما هو منتشر وبالمجان للمواطنين أبناء البلد وأيضاً للوافدين والسائحين. الديباجة هي تضارب المشاعر بين الفرح والبكاء والألم والغناء، فأخيراً صار عندنا مفاعل وأخيراً قتلنا سيكون بالمجان وهو عادة بالمجان لكن الآن لن نقف منتظرين في الطابور حتى يأتينا الدور. لم نكن ضد أي انجاز يحقق رفعة للوطن ولكننا ضد الصبيانية في المشاريع التي لا تراعي أي شرط من شروط السلامة العامة ، والمرتهنة لأهواء شخصية الهدف منها غطاء يقدم للآخرين . جاءت فكرة المفاعل النووي كحل بديل من اجل تخفيف تضخم فاتورة الطاقة ومن اجل استخراج المياه من حوض الديسي القديم لإشباع الحاجة المائية في الأردن ، مع أن الكمية المتوقع استخراجها مئة مليون متر مكعب من الاحتياطي الموجود في باطن أرض حوض الديسي القديم والذي يكفي الاحتياج العام في الأردن لعام 2020 علماً أن كل مفاعل يحتاج إلى تقريباً مئة متر مكعب من المياه لتبريد المفاعل. ويراد من المفاعل النووي أيضاً استخدام طاقته في تحلية مياه البحر للاستخدام في الشرب ومع زيادة النقص الشديد في الموارد المائية يصير إلزاما البحث عن بدائل مختلفة لمصادر المياه. المشروع النووي كان موقعه مدينة العقبة لاستخدام مياه البحر الأحمر للتبريد وبعد اعتراض الكيان الصهيوني على الموقع ولعدم ثقتهم كما قيل( بالعقول الإبداعية الأردنية) و سيكون هناك بالتأكيد تسرب من المفاعل والحوادث العالمية كثيرة. ونقل المشروع إلى منطقة( الخربة السمرا) وأراد استخدام مياه التنقية في تبريد المفاعل و على رأي الكثير من الخبراء أن المياه المكررة وحتى في أفضل ظروف والتقنية العالية للتكرير تبقى تحتوي على نسبة من الأملاح فلا تؤدي الدور المطلوب منها في عملية التبريد على أكمل وجه ، وللوصول إلى أعلى درجة في عملية تبريد المفاعل فان أفضل طريقه هي استخدام المياه العذبة. ويقول المبشرون بفوائد المشروع أن هناك 5000 فرصة عمل وخفض التكلفة لفاتورة توليد الكهرباء والاستخدام في عملية تحلية مياه البحر الأحمر لتغطية النقص الشديد في المياه العذبة. ما يجب أن تفهمه الحكومة وصاحب القرار في مؤسسة الحكم أن الشعب عموماً مهمته لا تختصر في التصفيق للقرارات الحكيمة وللسمع والطاعة بل فهم طبيعة المشاريع وخاصة المتعلقة بالأرض والإنسان،ولا ننكر وجود نقص حاد في المياه سببه أولا هدر مياه الأمطار بعدم إنشاء سدود ترابية وخاصة في المناطق الصحراوية والتعدي السافر على المياه الجوفية والتخريب المعتمَد لعيون الماء الطبيعية وإنشاء المفاعل النووي والذي يحتاج لتبريده إلى 100 مليون متر مكعب من المياه والحديث هنا عن مفاعل واحد فقط. المفاعل المنوي إقامته والذي يندرج تحت قائمة الطاقة السلبية لا نفهم الإصرار على إنشائه مع وجود البدائل الكثيرة والمختلفة ومن أهمها أن الأردن يتميز بتوافر الطاقة الطبيعية الايجابية فالأردن يقع بين خطي عرض 29/33 وتعتبر حوالي 70% من مساحته مناطق صحراوية غير جافة وتقريباً عدد الأيام المشمسة في العام بصورة كاملة أو جزئية حوالي 290 يوم ، ومعدل السطوع اليومي للشمس تصل تقريباً إلى سبعة ساعات ، وكما يمكن الاستفادة أيضا من سرعة الرياح والتي يصل متوسط سرعتها إلى 5 م/ بقدرة 150-250واط /متر مربع، إضافة إلى بعض المواقع التي تصل سرعة الرياح فيها إلى 9م/ث. هي معطيات وأرقام وجب الوقوف عندها ونحن نتحدث عن مصدر طاقة نظيف ومتجدد، ولا نتحدث عن مصدر طاقة صناعي لا يمكن التكهن بمدى سلامتها وخاصة أن اكبر الدول صناعياً لم تستطيع الحفاظ على سلامة مفاعلها وحدث التسرب الذي سبب الكوارث المختلفة. وكما أن الأردن به كثافة بشرية تتجمع في مناطق محددة منها محافظة المفرق مكان بناء المفاعل النووي وهو قريب جداً من المواطنين وأماكن سكناهم فالتأثير سيكون سريع وقريب.موقع وكليكس كشف عن أن الكيان الصهيوني عرض مساعداته للأردن لبناء مفاعليه بعد نقله من منطقة البحر الأحمر بحجة أنها منطقة الصدع الزلزالي وجاء تصريح المؤسسة الرسمية وبتصريح رسمي ، أن( إسرائيل) من تعارض قيام المفاعل النووي في المحافل الدولية وتسعى لإلغاء المشروع،لا نعرف من مع من ، وما نفهمه أننا مقتربين من نكبة بيئية تزداد وضوحاً لنا يوماً بعد يوم وما تروج له مؤسسة الحكم أن في حلول عام 2022 لن يبقى ماء للشرب في الأردن وسيكون البديل تحلية مياه البحر فنحن بحاجة للمفاعل لتوليد الطاقة الكهربائية اللازمة للتحلية، هو كلام أجوف لا نفهم منه سوى لغة المصالح الخاصة على حساب الوطن . وليست الحلول التي أوردنا حول أنواع الطاقة وكون الأردن احد مصادرها الطبيعية الوحيدة، بل أن ما أره ويراه معي الكثيرون في الأردن وخارجه واقصد عموم أقطار الوطن العربي هو بناء الدولة العربية الواحدة ، فلا يمكن للدولة القطرية أن تكبر وتقوى أكثر مما هي عليه اليوم ، ولا يمكن لها أن تكون جزء مهم في المعادلة العالمية وهي دائماً مسرح للقوى المستكبرة.فالوطن العربي بوحدته وتماسكه يكون قد سيطر على مصادر المياه والطاقة فجميع المشاكل القطرية الحل الوحيد لها بالعمق العربي، وكل من ينادي بالحل القطري على اعتبار القطر وطن وآمة هو جاهل وأحمق أو خائن مأجور. Etehad_jo@yahoo.com