عدي صدام حسين, شاب عراقي عاش حياته بطولها وعرضها وليس بوسع أحد, كائن مَن يكون, أن يدّعي انه ملاك أو انه كامل لأن الكمال لله وحده مثلما لا يستطيع كائن مَن يكون أن يضعه في وصف الشيطان أو أن ينكر انه ابن العراق الذي اجتهد في الدراسة والبحث والرياضة والإعلام معبرا عن شخصيته الطبيعية بشكل يقترب كثيرا من العفوية ويتسم بالصدق والمباشرة. ومَن يأخذ عليه بعض ما مطروح من معلومات يوصف اغلبها بالكذب والتلفيق يتناسى انه شاب مثله مثل غيره من الشباب يُخطئ ويُصيب ويندفع جاحدا في خط شيطنة وتبشيع سياسية لا أخلاقية اتسمت بها بجدارة مرحلة ما بعد غزو العراق واحتلاله. كان الشهيد عدي رحمه الله يتواجد في الكلية التي درس فيها البكالوريوس ويبحث عن أساتذة يعاونوه على توسيع دائرة علمه وكذا في مرحلة الدراسات العليا وكل مَن عاصر فترات دراسته يشهد له بذلك. وكان يتواجد في أماكن عامة بشكل دوري أو شبه يومي مع اصدقاءه وزملاءه مثل فندق الرشيد واللجنة الاولمبية وحي المنصور ببغداد. كان يتواجد في هذه الأماكن وسواها ويلتقي بالناس وجها لوجه ويستلم منهم أوراق تحمل طلبات وشكاوى ويعاونهم في إيصالها إلى الجهات المسؤولة أو يعاونهم هو بنفسه في تحقيق مطالبهم إن كان بوسعه أن يفعل. تواجد الشهيد عدي في هذه الأماكن سهل استهدافه من قبل أعداء العراق مثل حزب الدعوة العميل، وتعرض لعدة محاولات اغتيال كادت آخرها أن تودي بحياته كما هو معروف لكل الناس ونجا منها بأعجوبة فاقدا لبعض فعالياته الجسدية. هذا الوصف الموجز يسقط احد أركان الفيلم القذر الذي أنتج مؤخرا وبدا عرضه في بريطانيا ويحمل عنوان بديل الشيطان. الركن الأهم في هذا الفيلم مبني على إن الشهيد عدي قد اعتمد في الظهور على شخصية شاب عراقي يحمل قدرا من الشبه بشخص عدي رحمه الله واسمه لطيف يحيى. ونحن نعرف والعالم كله يعرف إن عدي لم يكن تنقصه سمة حب الظهور والاختلاط بالناس لكي يعتمد على هذا الصعلوك الأخرق ولم تكن تعوزه الجرأة أو الشجاعة ليعبر عن ذاته وشخصيته في أي مكان يشاء لا في حي المنصور البهيج ولا في واجبات دينية كان يتفرد باداءها لزوار مدينة كربلاء مثلا. مشكلة الشهيد عدي مع غير اللطيف الخائن المرتزق هذا هي عكس ما بُني عليه الفيلم تماما. فلقد كان لطيف يستخدم وجه الشبيه المظهري بالشهيد عدي ليمارس فجوره وفسقه وجرائمه غير الأخلاقية مع طالبات جامعيات وفي نوادي الليل وغيرها من أماكن أنشطته الوقحة ونزواته الشيطانية ملحقا الأذى بالباطل وبالتزوير وانتحال الشخصية بالشهيد عدي وكلها أفعال يحاسب عليها القانون. والرعب الذي يتحدث عنه هذا القرد الخاسئ هو خوفه الدائم من رد فعل الشهيد عدي الذي تعرف على أنشطة لطيف غير الأخلاقية وإيهامه للناس بأنه عدي صدام حسين، وصارت المواجهة شخصية بين أسد جامح اسمه عدي صدام حسين وصعلوك تافه ينتحل اسمه وشخصيته. تمكن لطيف من استخدام حكاية الخوف والرعب هذه ليحصل أولا على اللجوء السياسي في أوربا ثم تمادى في جرائمه ليكون محور حكايات وقصص كاذبة في كتاب صدر ليبشع صورة الشهيد عدي ويلطخ سمعته وهو الكتاب الذي استند إليه الفيلم الذي يحمل اسم بديل الشيطان، والواضح تماما إن لطيف قد استثمر ارتزاقا مزدوجا الأول للحصول على لجوء سياسي وهو لا يستحق هذا اللجوء لأنه لم يهدَد يوما في حياته قط تهديدا سياسيا، وحصل على أموال حرام ونجسه لأنه استند بالحصول عليها على كذب مفضوح و نفاق لئيم وجرائم أخلاقية مركبة. ما حققه لطيف هذا ومَن التقطه من قمامة الخيانة من أعداء العراق والبعث والأمة وقيادتها التاريخية الفذة سوف يخسره لأن ما يأتي من الحرام والتلفيق لا يمكن أن يدوم وأول فاجعة سيواجهها هو يوم ينجز أقرباء الشهيد عدي رحمه الله مستلزمات الدعوة القضائية التي سيتقدمون بها ضده وهم يمتلكون وثائق تثبت انه كذاب ومزور ومصممون على تقديمها في وقت قريب كما فهمنا ذلك من مصادر مقربة من عائلة الشهيد. وسيزهق الباطل وينفق الضفدع حين يجد إن البركة العفنة التي خلقها لنفسه قد جفت والله يمهل ولا يهمل. عدي صدام حسين سجل ملحمة بطولية مع أخيه البطل قصي وابن أخيه الطفل البطل مصطفى حين قاتلوا قوات الغزو الأمريكية وأدلاء الخيانة لساعات طويلة قبل أن يسقطوا شهداء خالدين في تاريخ العراق والأمة ونجوما تتألق على المدى مادام في الكون حرف ينطق بالحق ومخافة الله سبحانه ومادام سفر العراق يسجّل بمداد من ذهب مواقف التضحية الإنسانية الخالدة. وستدور عجلة الزمن الردئ وعندها ستنتج أفلام تمجد بطولة عدي ووالده وأخوه وابن أخيه وتلك الأيام نداولها بين الناس والله هو الحق المطلق.