شهرة بريطانيا بحكمها البوليسي معروفة لدى الجميع , لا بل انها تتفاخر بانها اكبر بلد بالعالم يمتلك كاميرات مراقبة بالشوارع تستطيع من خلالها حفظ النظام وانهاء اي فتنة قد تحدث .. لكن عاصمة الضباب التي استعمرت بلاد الدنيا من اقصاها الى اقصاها شرقها وغربها وانها تنظر للعرب باستعلاء وتضع نفسها دائما بموقع الناصح الفهيم وانها تطلق الاقواويل على الحكام الذين غسلوا ايديهم منهم بعدما اعطوهم والمستعمرين الجدد كل ما يملكون اخذه من ملك الشعب العربي وهي تنصح فلان و تهدد فلان و تدعي احقية فلان بالسلطة او عليه ان يرحل .. نست هذه العاصمة الشمطاء ان الدنيا دولاب وان الساعة اتية لا ريب وانها اصبحت تعيش وكانها احدى العواصم العربية الثائرة ضد حكامها الخونة والدكتاتوريين , طلع الفجر على بريطانيا وشعبها يصيح : كلنا روبن هود , ولندن لنا ستعود ! .. ولم تنفعها كاميراتها ولم تنفعها كلابها البوليسية ولا قمع شرطتها ولا قتل المتظاهرين ولا التهديد باستعمال الجيش وكل ذلك تعدى تبجحهم بالديمقراطية وحقوق الانسان فرأينا جميع ما رأيناه يحدث في الاقطار العربية يتكرر على ارض الديمقراطية العفنة التي صدئت مثلما صدئت بناياتها العتيقة وتاكلت فخرج الشعب يهتف : يا وليام مانك منا .. خذ هاري وارحل عنا !, والغريب ان حادث انتحار التونسي بسبب ضرب شرطية تونسية له يكاد يعيد نفس المشهد في بريطانيا حين قتل رجل اعزل على يد الشرطة البريطانيا وكما اشتعلت الاحتجاجات في تونس ثم تلتها المظاهرات حتى حدث نفس الشيء في بريطانيا وخرج الشعب يصيح : - لا هريسة ولا معمول حتى ترجع ليفربول ! يعني ان المظاهرات والاحتجاجات والغضب الشعبي قد انتقل ليظهر في مدن اخرى في بريطانيا ولم يتمثل ولا يختصر في مكان مقتل البريطاني ابن الشعب المسكين .. قلوبنا معهم هؤلاء المساكين الذين يرزخون تحت نير القمع البوليسي في بريطانيا ونحن في بلدان العالم الثالث يد بيد مع ثوارنا المطالبين باخراج المحتل بالقوة كما دخل والمطالبين بتغيير النظم العربية البالية والاستعلائية والقمعية المخابراتية نقف اليوم مع هذا الشعب الاحمر المظلوم ونؤيد حركته التحررية في قلب النظام , ننصحهم بتاليف لجان شعبية تقود التظاهرات وتسيير امور البلد بعد سقوط الطاغية في لندن ليجر معه كل اعضاء البرلمان المضحك ويخرجوا : مانشستر حرة حرة ... واليزابيث اطلعي برة. ايه يا دنيا بديتي تشفين غليلنا ونتشمت باعدائنا فشكرا لك يا دنيا , ولنرى ماذا يفعل حكام الانكليز وكيف سيسيطرون على شعبهم الغاضب والذي يعاني من الكساد الاقتصادي وسوء المعيشة ناهيك عن تزايد عدد القتلى والمصابين وعدد المسجونين , يبقى قبل ان نختم نسأل سؤال من الواقع: هل كل ما هو ممنوع على الحكام العرب واجهزتهم القمعية هو مسموح على دولة الديمقراطية البوليسية ام اننا يجب ان نعاني من ويلات هذه الزمر وحاشيتها العفنة مع الشعب البريطاني المسكين . اذن اين الاختلاف في نوع الحكم ؟! والشعب يريد اسقاط العجوز .. فلقد مل من هذه الملكة التي لا تموت !!