ونحن نستذكر يوم النصر في 8-8- 1988 وذكرى العدوان الإيراني الغاشم على العراق العظيم الذي يصادف بعد أيام لابد ان نؤكد على الحقائق والعبر المستخلصةبعد ان أكد العدوان الإيراني على العراق منذ بدايته في 4 / 9 / 1980 حتى نهايته في 8 / 8 / 1988 حقائق كثيرة من أهمها الحقائق الأساسية الآتية : 1- إن الأطماع الإيرانية في العراق أطماع تاريخية مستمرة على مر العصور ، وعلى اختلاف طبيعة الدول التي نشأت في الهضبة الإيرانية ، واختلاف طبيعة الحكومات التي حكمت إيران · وهذه الأطماع باقية ومتجددة برغم اختلاف طرق التعبير عنها والأقنعة التي ترتديها · 2-- إن الفرس يكنون للعرب عامة وللعراقيين منهم خاصة ، حقداً تاريخياً دفيناً ، لأنهم يعدونهم المسؤولون عن انهيار الإمبراطورية الفارسية ، وينظرون إليهم باستعلاء وتعصب ، ولم يمح هذا الحق من صدورهم حتى بعد اعتناقهم الإسلام · 3- إن زمرة الملا لي التي سرقت ثورة الشعوب الإيرانية على نظام الشاه واستحوذت على السلطة ابعد ما تكون عن قيم الإسلام ومبادئه الإنسانية العظيمة ، وإنها خدعت الشعوب الإيرانية بشعاراتها الزائفة ، وحاولت تضليل الشعوب الإسلامية خارج إيران بهذه الشعارات · ذلك إنها ادعت الوصاية على الإسلام وحاولت زرع الفتن بين المسلمين ، وتوجهت بعدائها المباشر الى العرب الذين كان رسول الله محمد (ص) منهم ، والذين نزل القران الكريم بلغتهم ، وكانوا هم مادة الإسلام وحملة لوائه ، والمبشرين برسالته ، والمجاهدين في سبيلها · وقد ادعت هذه الزمرة إنها ضد الاستعمار الأميركي ، وأطلقت على أميركا اسم ( الشيطان الأكبر ) ولكن الأحداث برهنت على زيف هذا الادعاء من خلال مشاركتهم الشيطان الأكبر باحتلال العراق وتقديم التسهيلات للقوات الأمريكية ألمحتله وتدخلهم المباشر بإرسال زمرهم الإجرامية إلى العراق لتتسلط على رقاب الشعب العراقي الجريح وتدخلهم المباشر بشؤون حكام المنطقة الخضراء من خلال سفيرهم كاظمي وألان حسن فر دنائي وما زيارة احمدي نجاد إلى العراق المحتل وتحت حماية الدبابات الأمريكية وقوات المارنيز في المنطقة الخضراء إلا دليل على زيف ادعاءاتهم الباطلة · وادعت هذه الزمرة كذلك إنها ضد الصهيونية ، وإنها حريصة على تحرير فلسطين ، ولكن الأحداث كشفت العلاقات السرية القائمة بينها وبين الكيان الصهيوني ، والتي أفضت إلى التنسيق بينهما على قصف مفاعل تموز العراقي عام 1981 ، والى عقد صفقات تسليحية كبيرة بينهما وما فضيحة إيران كيت إلى دليل دامغ على كذبهم ودجلهم. وظهر زيف ادعاءاتها الدينية في تعاملها مع الأسرى العراقيين خلافاً لقيم الإسلام ومبادئه · فقد قتل جلادوها العديد من الأسرى ، وأخضعوهم لأقسى أنواع التعذيب النفسي والجسدي ، وحاولوا شراء ضمائرهم وإرغامهم على خيانة وطنهم ، واحتجزوهم سنوات طويلة دونما مبرر ، خلافاً لقيم الدين الإسلامي ، وللاتفاقيات الدولية الخاصة بالأسرى ومن تعامل مع الأسرى بوحشية ونذالة بعضهم ذهب إلى جهنم وباس المصير وآخرين لازالوا خداما لتنفيذ الأجندة الأمريكية والإيرانية في عراقنا المحتل كجواسيس أراذل وسراق فاسدين مختبئين تحت عمامة الدين ولحى المتدينين . وبعد وعلى الرغم من ضرورة بناء علاقات طبيعية مستقرة مع إيران على أسس من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، فأن تطبيع العلاقات معها الآن أو في المستقبل ، يجب ألا ينسينا الحقائق الآتية : 1- إن إيران ذات أطماع تاريخية في العراق ، كانت تتجدد عبر العصور ، على اختلاف الأنظمة التي تحكم إيران وما تدخلها المباشر في الشؤون العراقية وارسال مخابراتها وما يسمى بفيلق القدس الإيراني للقيام بأعمال الاغتيالات للكفاءات العلمية والعسكرية وخاصة المشتركين منهم في قادسية صدام المجيدة إضافة إلى اعتداءاتها المتكررة على الأراضي العراقية من خلال القصف اليومي للناس الآمنين في شمالنا الحبيب أو من خلال احتلالها ا بار النفط في الفكه وقيامها بقطع مياه الأنهر التي تصب في شط العرب أو في نهر الوند وانهر بدره وجصان وغيرها . 2- لقد برهنت الأحداث إن إيران لا تحترم المواثيق والعهود وإنها مستعدة للغدر بالعراق متى ما وجدت الفرصة ملائمة لها ، وهذا ما أكدته صفحة الغدر والخيانة وما تؤكده الحقائق اليوم · 3- وبناء على ذلك فان العراق يجب أن يكون على يقظة تامة ودائمة تجاه الأخطار القادمة من إيران ، حتى في ظروف السلم ، وتطبيع العلاقات · 4- إن اليقظة وحدها لا تكفي بل لا بد من بناء قوة رادعة كافية تجعل إيران ودولة الاحتلال ومن سار في ركبها ، وأية جهة تريد إذلال العراق تفكر ألف مرة قبل ان تقوم بعدوانها عليه وان هذه القوة هي المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية والتفاف كل أطياف شعبنا العراقي العظيم معها · 5-- إن الحفاظ على توحد العراقيين في ما بينهم ، وتوحدهم مع مقاومتهم المجاهدة في مواجهة العدوان ، عامل حاسم في التصدي لأطماع الطامعين ومواجهة المعتدين وتحقيق الانتصار عليهم ، سواء أكانوا إيرانيين أم غير إيرانيين ولذا ينبغي التصدي بقوة وحزم لكل دعوة مشبوهة تحاول تفريق شمل العراقيين أو تفصل بينهم من خلال ما يروج له بعض العملاء بطرح موضوع الأقاليم · إذ لا هدف من مثل هذه الدعوة غير إضعاف العراق ، وصرف أنظار العراقيين عن مصدر الخطر الحقيقي الاحتلاليين الأمريكي والإيراني وأذنابهما. 6-- وأخيرا فان انتصار العراق على المعتدين الإيرانيين لم يتحقق بسهولة كما إن طرد وهزيمة المحتل الأمريكي الغاشم لاتتحقق بسهولة ، بل بتضحيات بشرية ومادية جسيمة ، تحقق بقوافل كبيرة من الشهداء الأبرار الذين دافعوا عن وطنهم وأمتهم وضحوا بأرواحهم من اجل أن يبقى العراق حراً مستقلاً عزيزاً و قدوة وأنموذجا نهضوياً للأمة العربية · وقوافل الشهداء هذه تكفي وحدها في الأقل للتمسك بالدروس والعبر المستخلصة من معركة قادسية صدام المجيدة وان تعطي الدروس والعبر للتخلص من الاحتلالين الأمريكي والإيراني.