ليس سرا ينكشف عند الحديث عن تردي وضع العراق وتدهور اقتصاده حيث تشير كل الإحصائيات إلى إن الجهاز الإداري العراقي بعد الغزو الأمريكي أصبح يتقدم دول العالم في عمليات الفساد الإداري ونهب المال العام ويترافق هذا مع تدني في كل الخدمات إبتداءا من التعليم في كافة مستوياته عموديا وأفقيا والصحة وانتشار الأمراض الوبائية ولا تنتهي القائمة عند الماء الصالح للشرب أو للزراعة وانعدام الكهرباء كمطلب حياتي لا بديل عنه واهم منها توفير مستلزمات البطاقة التموينية التي تعتمدها اغلب شرائح المجتمع في ديمومة معيشتها لانتشار البطالة وانعدام فرص العمل ولا تتوقف الفضائح عن حد معين ولا ينجو منها أي مفصل في حياة المواطن العراقي اليومية وفضائح حكومة الاحتلال المقززة للنفس تتكشف فتثير الدهشة والاستغراب لدى إي مطلع ، فكشف فضيحة معينة قبل أن تندمل جراح سابقتها يقابله صمت كامل من كل الجهات المعنية بما فيها عموم الشعب العراقي المغلوب على أمره والخاسر والمتضرر الوحيد باستثناء نداءات فردية تصدر من هذا الشخص أو تلك الجهة وهذه بدورها تبقى محدودة وغير مؤثرة وهي جزء من حرب التنافس على كراسي السلطة في حكومة الاحتلال فلا قضاء منصف يمكنه التدخل ولا رجل دين أو عالم ومرجع يطالب بإحقاق حق أقرته الشريعة السماوية إذا اتفقنا أن حكومة الاحتلال بكل أطرافها التشريعية والتنفيذية وحتى القضائية هي أداة ووسيلة هذا الفساد وهكذا بات حق الشعب العراقي ينتهك ويهضم في بطون عصابات ومليشيات وشبكات تتنافس في حجم ما تلتهم من قوت المواطن العراقي المنهك . من المؤكد أن هذا الفساد لم يأتي من فراغ بل هو حلقة في سلسلة طويلة بدأت مع الاعتداء الأمريكي على القطر بالتحالف مع الفرس والحركة الصهيونية وبمساهمة قسم من حكام الأقطار العربية كل حسب الدور الذي رسم له فقد وثقت الكثير من أشرطة الفيديو وروايات الشهود عمليات النهب المنظم الذي تعرضت له مؤسسات الدولة الوطنية العراقية وخصوصا المؤسسات الصناعية وكيف تم تهريب معامل عراقية مهمة كاملة كانت تشكل ركائز في دعم الاقتصاد الوطني العراقي إلى إيران وغيرها بأيادي عملاء الاحتلال ومليشيات الكتل التي تشكلت لتمزيق الشعب والعبث بمقدراته ومصيره وثرواته على مشهد من قوات الغزو القبيحة أعيد نصبها هناك وبدأت تصدر منتجاتها إلينا ولا زال النهب قائما إلى هذه اللحظة بعد إن اخذ أساليب أكثر حرفية وتطور وأصبح يدفع على شكل عمولات لعقود مع شركات وهمية أو استيراد سلع تالفة لا تصلح للاستهلاك البشري أو أن تصل القطر مواد لعقود لم تبرم ، وسرقات بمليارات الدولارات من أهم العوامل التي ساهمت بتكريسها وتفعيلها أسلوب المحاصصة الطائفية التي بنيت على أساسها حكومات الاحتلال المتوالية مع بداية الغزو واحتماء المفسدين بمليشيات كتلهم التي زج معظمها في أجهزة الدولة وتقاسم السرقات واحتماء السراق بجنسيات الدول الأجنبية التي يحملونها من طائلة المحاسبة القانونية والشعبية . تلك كانت صفحة واحد من صفحات العدوان على قطرنا تبعتها صفحات ساندة ومكملة في حقيقتها اخطر بكثير من عملية السرقة ذاتها , فالشعب العراقي الذي أقام المصنع أو استورده قادر على إنشاء أفضل منه في حالة توفر القيادة الوطنية المخلصة ولنا في ذلك تجربة استمرت لثلاثة عشر عام من الحصار الظالم الذي سبق الغزو الهمجي ومهد له ، لكن ما يحصل اليوم هو تسارع بخطى حثيثة في تدمير ولاء المواطن للبلد وإشغاله أما بمشاكله الخاصة الناتجة عن عدم إمكانية سد متطلباته العائلة أو بمشاريع جانبية وهمية وإشاعات كاذبة أو زجه بقوة في الممارسات الطائفية أو وإقامة فواصل تمنع المواطن العراقي من المواجهة مع عصابات السرقة تحت تأثيرات لا تتوقف عن الولاء للطائفة والخوف من قادة المليشيات المنتشرين في عموم القطر وأجهزة سلطة الاحتلال . أننا اليوم أمام مرحلة تاريخية مهمة في حياة شعبنا تتعدد صور المجابهة فيها مع المحتل وحكومته فإقصاء واجتثاث القوى والشخصيات الوطنية وإبعادها عن مسرح الأحداث وتغييب الصوت المطالب بحق الشعب وتصفيته والممارسات القسرية في تجهيل المواطن العراقي والعودة به إلى سنوات التخلف لما قبل الحكم الوطني التي تعمل عليها كثير من الأجهزة الإعلامية ومؤسسات أعدت لهذا الغرض منها ما يتستر بالدين والطائفية ومنها ما يستخدم أساليب ملتوية في الغش والخداع وحرف الحقائق في الإقناع وتبرير الإخفاقات وتعليقها في غير مكاناتها الطبيعية وتعليلها بغير مسبباتها تشترك جميعها في خدمة عمليات الفساد وتخدير المواطن ومنعه من النهوض والثورة على الظلم والفساد ، لذلك فالعراق بحاجة إلى ثورة حقيقية يشارك فيها كل مخلص وغيور كل من موقعه تسير بالتوازي مع الخط الجهادي الذي يواصل الطرق بقوة وثبات فوق رأس المحتل وحكومته ، فلم يعد واقع الحال يحتمل السكوت عن حقنا في الحياة الحرة الكريمة أو الاكتفاء بالإشارة إلى عمليات الإبادة والقتل المنظم ونهب ثرواتنا ، نحن اليوم نتطلع إلى ثورة شعبية لا تبقي من أعداء شعبنا أحدا ، فهذا جزء من إيماننا بحتمية انتصارنا القريب بإذن الله . Iraq_almutery@yahoo.com alqadsiten@yahoo.com