كنت مع من نقل لكم رأي يقول (بخلاصة) ان الاقتصاد الامريكي سينهار بسبب خسائرحربها ضد العراق وافغانستان وضحك معظم قارئيه !, لكننا لم نقل مثل هذا الكلام كما يشبه باحاديث تطلق على اناس يجلسون في مقهى ويشربون الشيشة او النركيلة كما نسميها بالعراق , وانما من دراسة توقعية للمستقبل وكان المستخفون بكلامنا يينون ارائهم الفذة هذه على اساس ان الدولار عبارة عن ورق وان امريكا تطبع ما تشاء ! وهذا مفهوم خاطىء نوعا ما فالدولار صحيح انه ورق مطبوع في امريكا ولا يغطيه الذهب منذ ان عمد نكسون عام 1971 بهذا الاجراء لكن الخزانة الامريكية تكون ملزمة بتغطية قيمته من خلال سندات الخزينة الامريكية التي بموجبها يكون البنك الامريكي المركزي ملزم بسداد الديون بالذهب او بالبترول او بالسيارات او باي بضاعة وصناعة تعتبرجزء من عصب الاقتصاد الامريكي التي تمثل الناتج القومي للأمة الامريكية ككل ولذلك فان الدولار يرتفع وينخفض نتيجة لمدى متانة وقوة الناتج القومي الامريكي .. ثم جاءت دراسة لتقول بعد انهيار امريكا اقتصاديا سينتهي الدولار ويلغى وستعم الفوضى والدمار الاقتصادي في العالم وفي امريكا بالذات وعليه فان احد التدابير التي وضعت سيناريوهاتها هي سيتم اصدار عملة جديدة اوربية اكثر منها الى الدولار واسمه اميرو( امريكا واوربا ) وستكون العملة العالمية الجديدة وستقسم امريكا الى ولايات فقيرة وغنية , اما كيف سينهار الاقتصاد الامريكي ( المصاحب لانهيارات اوربية ) فهو باعتقادي كما يلي : الان وافق الكونكرس الامريكي على زيادة سقف الدين الامريكي مما سيؤدي الى طبع اوراق اخرى ستضخ في البنوك في محاولة لتسديد ديون او تنشيط السوق والاقتصاد الامريكي للخروج من ازمة الديون .. ,لكن الموافقة هذه هي التي سترمي الاقتصاد الامريكي في الحضيض ذلك ان سقف الديون وصل الى ما يوازي الناتج القومي الامريكي ككل .. بكلام اخر يعني كل ما تنتج امريكا سيذهب لتسديد الديون ..!! وعليه فانها اذا ما استمرت في غيها بابقاء قواتها في العراق و افغانستان فان سقف الدين العام نتيجة استمرار المقاومة المسلحة في هذين البلدين سيؤدي الى ارتفاع سقف الدين على الناتج القومي لانها ستضطر لتعويض خسائرها البشرية والمادية . بتعبير مبسط اخر نفرض ان امريكا كانت مديونة بمبلغ 700 دولار وواردات انتاجها تعطيها مبلغ 1000 دولار فبعد رفع سقف الديون الى الف دولار فسيتعادل الوارد مع الديون اي ان امريكا لن يكون لها اي وارد مستقبلي ( تخيلوا مصنع يدفع كل ما ينتج الى البنوك لتسديد الديون فمن اين سيأتي براس مال تشغيلي اخر وكيف سيسدد رواتب العاملين لديه ؟!! ) ثم ايضا معنى ذلك فان امريكا لن تجد مبالغ اخرى كي تنهض باقتصادها الداخلي لان كل ناتجها القومي سيذهب لتسديد الديون ولن تجد اي دولة اخرى بالعالم تشتري سندات الخزانة الامريكية ( اي تداين امريكا بفائدة ) لانها ستصبح مكشوفة ولا يوجد ما يغطي قيمتها.. ناهيك عن ان زيادة فائدة القروض ستزداد نتيجة ضعف التصنيف الائتماني لامريكا و ستساعد في زيادة المديونية مقابل الكساد الاقتصادي مما يمكن ان يؤدي بان يعلن عن افلاس امريكا.. توجد محاولات لكنها يمكن ان تنجح اذا توقفت صرفيات امريكا عند حدها !و ممكن حينها تنقذ امريكا نفسها من هذه الورطة لكن الصراع بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي من خلال محاولة الجمهوريين اسقاط اوباما لن ياخذ البلاد الى سفح النجاة وانما الى حافة الهاوية ومن هذه الخطوات انسحاب الجيش من العراق وافغانستان وتسريح اكثر من نصف الجيش وبذلك ستوفر مصروفاته الكبيرة وتقليل الانفاق العسكري لكنها فعلت ذلك اي قننت مصروفات الجيش بنسبة 30 % حتى يتعادل الدين العام مع الناتج العام لكنه سيزيد البطالة فيها وعليه فربما تعمد لالغاءات كبيرة في تكلفة المساعدات الاجتماعية ,كذلك قد تعمد امريكا على تخفيض سعر البترول الى خمسين دولار وبذلك ستوفر طاقة رخيصة ترفع سقف الناتج عن الديون وبمصاحبة نخفيض الدولار فان بضائع امريكا ستكون رخيصة وستبيع اكثر, ولكن السؤال هنا هل باستطاعة امريكا القيام بذلك .. اعتقد احتمال قول نعم وارد فدول الخليج مطية امريكا ما دامت مرتبطة عملاتها بالدولار ناهيك عن بعبع ايران الذي اوجدته امريكا حين شارك جميع المغفلين بتدمير العراق , بيد ان امريكا الان تمر بمرحلة حرجة ذلك لاضطرار وكالات التصنيف الائتماني ان تخفض درجة امريكا الائتمانية لاول مرة بالتاريخ بسبب مخاوف سياسية امام رهانات العجز في الميزانية .يصاحب ذلك ارتفاع معدل البطالة والانفاق الاستهلاكي المتدني وتكمن أهمية الحصول على تصنيف ائتماني أعلى في مستوى الفائدة التي يتوجب على مصدر الديون دفعها، فكلما ارتفع التصنيف الائتماني كلما انخفض مستوى الفائدة، وكلما انخفض التصنيف الائتماني كلما زاد سعر الفائدة التي يتطلب دفعها من قبل امريكيا. فخفض التصنيف لوحده سيرفع كلفة الاقراض 100 مليار دولار سنويا مما سيؤدي الى ضعف الناتج القومي تجاه الديون السيادية . لذا من المتوقع ان نرى من جهة محاولات امركية لتخفيض الدولار من جهة وتخفيض سعر البترول من جهة اخرى وتوريط او اجبار الدول الغنية المسخ لشراء عقود باهضة الثمن من امريكا في محاولة منها لتغيير ميزان المدفوعات لصالح الناتج القومي ..ربما سيساعدها في ذلك الصين واليابان وحتى دول اوربا لانهم يخشون من كارثة الانهيار الاقتصادي الامريكي فالصين على سبيل المثال تعتبر من اكبر دائني امريكا ولديها تقريبا اكثر من 10% من سندات الخزينة الامريكية بدأت تحثو بخطوات واضحة في محاولة التخلص قدر الامكان من العملة الامريكية من خلال استبدالها بشراء كميات ضخمة من الذهب الذي اصبح هدفه المعلن من قبل رجال البورصة هو 2300 دولار , هذا من جهة اما من جهة المقاومة المسلحة في العراق وافغانستان فاعتقد ان ازدياد الضربات الماحقة المؤثرة في اليات العدو وتجهيزاته العسكرية هو هدفها المستقبلي وضرب تجمعات اقتصادية كبيرة للعدو وعليه فانها ستميز عملياتها العسكرية باهداف نوعية مثل الطائرات او السمتيات والمدرعات الغالية الثمن كي تقصم ظهر الاقتصاد الامريكي وتجعله يون تحت كاهل الاقتصاد المنهار وانا لذلك لمتمنون ومتطلعون لان بلدنا واقع تحت ظلم فارسي وامريكي لا يوصف و لا مبرر له. فالله الله يا مقاومتنا المسلحة .