خلال الاعوام الستة الماضية كانت وزارة التربية بيد احد القيادات الايدلوجية لحزب الدعوة, هذا الرجل لم يترك فرصة ولم يضع وقتا في تنفيذ اجنتده الخاصة بتغيير النسيج التربوي والفكري لهذه الوزارة وكان بارعا في هذا,وكلنا نعلم الان النتائج الماساوية التي عليها حال مؤسستنا التربوية ونوع الكوادر القيادية التي تتولى المسؤولية فيها والية تغيير المناهج التي نفذت,اضافة الى عملية الاقصاء والتهميش المبرمجة التي انتهجها الوزير للكوادر العلمية التربوية واصحاب الكفاءات والخبرة الامر الذي ادى الى افراغ وزارة التربية منهم واصبحت تضم كما من الجهلة وانصاف المتعلمين ذوي المهارات الفردية في بعض الطقوس والطلاسم,,,وما ان اكمل هذا الوزير عمله حتى تمت ترقيته لمنصب اعلى تثمينا لجهوده واخلاصه في تنفيذ تلك الجريمة,,والان,,تسلم قيادي اخر من نفس الحزب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي,هذه الوزارة التي ظلت عقودا طويلة تمثل الزهو العلمي الذي وصل اليه العراق,تسلم امرها اليوم رجل تربى في احضان رجال عاشوا في القرون الوسطى ارضعوه الجهل وفكر الانتقام وفطموه على طقوس وطرهات غريبة عجيبة, وحتى يثبت انه لا يقل كفاءة واخلاصا عن زميله السابق شرع في تطبيق نفس الالية فقام بتغيير البنية العلمية والهيكلية النمطية للوزارة ونفذ خطة انتقامية من كل صاحب علم ونهج وخبرة في مجال تخصصه بسبب عقدة النقص التي يشعر بها كونه نصف متعلم يقود فيلقا من العلماء والاساتذة,,فافرغ الكليات من التخصصات العلمية التي لا تقدم فروض الطاعة له ولحزبه وهمش وابدل القيادات الادارية والعلمية لذات السبب,فكل من لا يصلي بحمده وحمد سيده لا مكان له في وزارة التعليم والويل كل الويل لمن يقول ان ساحات وباحات الجامعات والكليات هي للعلم والدراسة فقط . مخططه مستمر بشكل عمودي افقي لكل المؤسسات التعليمية وقد فرغ تقريبا من تطبيق الكثير من اجندته , والباقي لن يقل سوءا عما سبقه.   ووزارة التعليم ستتحول الى مرتع للافكار المظلمة الطوباوية مثل اختها التربية ولن يستطع اي منا اصلاحها لان التخريب مس البنى التحتية للعملية العلمية والتربوية ,,, فمتى ينتبه قادة العلم والراي ومراجع الفكر في بلدنا لما تخطط له قوى الشر ومراكز الظلام لعراقنا الجريح ؟