بتنفيذ من قبل المملكة الثعبان "الحيّة" التي تلدغ كعادتها وتخبّئ رأسها ، أعني بها مملكة آل سعود ، وبتخطيط غربي كالعادة أعدّ منذ سنوات ، تم أخيراً فصل جنوب السودان عن جسد الأمّة وبمساعدة عرب الخيانة من مشايخ الخليج وحزب أخوان السودان و"المعتدلون" ومنهم مصر "الثورة" وبقيّة الأحزاب الاسلامويّة وبإرادة غربيّة سارية المفعول حتّى بلوغ مرحلة "تفصيص" الأنظمة العربيّة تفصيصاً كاملاً لتتواصل مع حمّى هذا المستعمر الغربي لتقطيع أوصال جغرافية الوطن العربي قطعةً إثر قطعة بعد أنّ كان قد أتمّ الغرب الصهيوني ـ الاستعماري المرحلة الأولى من تشظيته مجتمعاته تحت مختلف العناوين الطائفيّة والعرقيّة والمذهبيّة والاثنيّة حين أشعل فتيلها قبل عقود تحت مسمّى "الصحوة الدينيّة" ، وكانت مرحلة التشظية والتقسيمات الاجتماعيّة هي أخطر المراحل التي سعى أوّلاً لزرعها وتنميتها في المجتمعات العربيّة ، ونجح في مسعاه ، بعد أن تربّع ببريق لمعان حضارته المخادعة وسط عقول وضمائر غالبيّة شرائح الطبقة العربيّة المثقفة حين تعامل مع هذه الطبقة قبل قرن ونصف القرن من السنين عبر موصلاته التثقيفيّة معهم المتعدّدة الأشكال والمتنوّعة الأغراض والأهداف وها هو يقسّم جغرافية هذه المجتمعات بسهولة وبيسر تحت تصفيق وتأييد العرب أنفسهم ووسط أفراحهم وزغاريدهم تتقدّم احتفالاتهم تلاوة من آي الذكر الحكيم ! لتسارع لاهثةً جميع الدول الغربيّة "دعبلوا أمامهم أوّلاً أنظمة الخيانة العربيّة ليقولوا للعالم هم العرب راضون قبل أن نرضى نحن كما رغبوا هم أوّلاً من قبل بتدمير ليبيا" بالاعتراف بهذا الكيان السوداني المقطوع عنوةً عن الجسد السوداني والمفصول بالتالي عن مساحة الوطن العربي هذه المساحة التي كانت يوماً ما مترامية الأطراف باتت مهدّدة بالتلاشي تماماً وبالانقراض الحتمي مع كلّ مطالبة غربيّة "بتقرير مصير" مكوّن اجتماعي ما ، وما أكثر مكوّنات المجتمعات المتنوّعة المتناثرة في كل شبر راسخ بين ملايين الكيلومترات من أرض الوطن العربي التي بات جسدها يعاني من داء الغرغرينا والمخطّط لها أن تصبح أثراً بعد عين ( إن ) لم يسارع الشعب العربي من أقصاه إلى أقصاه ليحزّز من مختلف مقتطعاته الاجتماعيّة مجاميع "كتائب" عسكريّة تلتحم بالمجاميع المقاومة في العراق لتتّصل بكتائب الجيش الليبي والجيش السوري واليمني و"الفلسطيني واللبناني لتتمدّد على سائر مساحة أرض جغرافيا الوطن من أقصاه إلى أقصاه تكون قادرة على الالتحام مع إيّ إنزال أو تجوقل غربي استعماري عسكري لابدّ وقادم إلى أرضنا وتتعامل معه حتّى بالأسلحة النوويّة التكتيكيّة أو الكيميائيّة إن تطلّب الأمر وسعى الغرب لذلك ، وذلك عبر كتائب عسكريّة سرّيّة تعد لمثل هذا النوع من الاشتباك ... مبروك لمصر نهر النيل الذي سيدخل أراضيها بشروط مضافة ليس أقلّها سدود تشيّد على أراضي الانفصال مموّلة عربيّاً تقف "الكويت" على رأسها .. علم ونشيد وفرق رياضيّة "وتفاهمات" إقليميّة وأمميّة وزيارات رسميّة ومشاكل حدوديّة وتهريب بضائع وعمالة رسميّة وغير رسميّة واتفاقيات مع المحيط ومشاركات دوليّة واقتصاديّات وبرامج عسكريّة "قواعد عسكريّة غربيّة" وانتربول وضوابط أمنيّة معاهدات مشتركة ثنائية وثلاثية ورباعيّة ومؤتمرات ومشاركات وتدهور علاقات وتصالح واتهامات وشكوك "ومخاوف" وقطع مياه وبحيرات متنازع عليها وحيوانات "متجاوزة" ورعاة "اجتازوا" ... الخ كلّها ستشكّل عبئ على كاهل السودان "الأمّ" من جارتها الوليدة النفطيّة البريئة براءة الكويت من دماء العراقيين ومن احتلال العراق ... إضافةً إلى أنّ هذا الجنوب سيكون بمثابة برج مراقبة لعموم السودان وامتداد طبيعي للدولة الصهيونيّة وذراعاً عدوانيّاً لها يساهم في تهشيم ما هو تحت الهدف ...