شبكة ذي قار
عاجل










منذ أن إنطلقت ثورة شباب العراق السلمية والحضارية في الخامس والعشرين من شهر شباط/فبراير الماضي، بدأت تظهر في الشارع السياسي العراقي قوى شبابية آخذة بالتبلور التدريجي ضمن تشكيلات وطنية لا ترتبط بحزب أو حركة أو جهة بعينها؛ بقدر إنتمائها وولائها لمرجعها العراق بغية طرد المحتل الأمريكي ومجابهة التسلط الإيراني والوقوف ضد حكومة الإمعات في المنطقة الخضراء. إن هذه التكوينات أو التشكيلات الوطنية الشبابية المتمثلة في: الثورة العراقية الكبرى، الحركة الوطنية الشعبية، شباب نصب الحرية، منظمة طلبة وشباب العراق الحر، الحركة الشعبية لإنقاذ العراق، حركة تحرير الجنوب، جبهة إنقاذ كركوك، وغيرها الكثير المتوزع في عموم العراق، والمدعومة وطنياً ومعنوياً وروحياً من قوى شبابية داخل وخارج العراق. فرغم إنها أصبحت رافداً جماهيرياً ثالثاً يلتقي مع الرافدين التقليديين: فصائل المقاومة المسلحة والقوى المدنية المناهضة للإحتلال؛ إلا أن تشكيلات الشباب والشابات المتنامية سيكون جُلَّ ثقلها منفصلاً عن ثقل ذلكم الرافدين. بمعنى، أن القوى المدنية الممانعة للإحتلال ولكل ما تمخض عن الاحتلال من دستور وقوانين وعملية سياسية الخ. فإنها إمتداد طبيعي ومنطقي لموقف المقاومة الوطنية المسلحة منذ وهجتها الأولى في الجهاد. بيد أن الولوج في السنة التاسعة من الاحتلال الذي تأخر فيه كثيراً قادة المقاومة العراقية من الإصطفاف في عمل جبهوي موحد تُجسد فيه وحدة الهدف المشترك في التحرير من جهة. ومن جهة أخرى عدم تأثير هذه القوى الممانعة على ظهور هكذا وحدة جبهوية التي هي مطلب وطني وواجب شرعي وضرورة جهادية لازمة. فإن تصاعد هذه التشكيلات الشبابية سينجم عنه ثقلاً وطنياً قد يختط لنفسه منهجاً من فلسفة "المقاومة السلمية". حيث لا يحتاج إلى إرتباط تابع لرؤية المقاومة المسلحة. إذ أن كسر حاجز الخوف وتقديم التضحيات والإستمرار بالإقدام على التظاهر السلمي المدعوم من رجال ونساء العراق الوطنيين في الداخل والخارج. فكل ذلك سيخلق وضعاً له ثقله في المشهد السياسي العراقي. وربما، وهذا ما نخشاه، أن تلتفت الإدارة الأمريكية لهذه القوى الشبابية الصاعدة والمتأثرة بمحيطها العربي الثائر سلمياً، فتعمل على كسب ودّ هذه القوى القليلة الخبرة من أجل توظيفها لصالح العملية السياسية بعد إجراءات إصلاحية أو تغييرية ملموسة ينتهي فيها تطلعات الشباب. أن هذا الاستنباط لهو الأقرب إلى الواقع من الإنتظار في إنبثاق وحدة المقاومة التي أشار إليها الشيخ المجاهد حارث الضاري بصعوبة تحقيقها تحت الظرف الأمني الراهن. نعم أن خطاب المجاهد عزت الدوري في 2-11-2009 دعى بكل وضوح لوحدة المقاومة، وكذلك ما كتبه الدكتور عمر صلاح الدين علي في مجلة كتائب ثورة العشرين (العددين:41-42، 2010) عن رؤيته لوحدة فصائل المقاومة. بيد أن الأقوال دون الأفعال ستجعل من الكتلة الشبابية المتصاعدة أن تكون في فجوة، نخشى أن تتعمق مع قادم الأيام، ويكون للشباب رؤيتهم على الساحة الجهادية في العراق. فالذي ينزل للشارع وهو عرضة للموت أو الاعتقال، بل حتى الذين تم تعذيبهم ولصق التهمة إليهم، لم يتراجعوا قيد أنملة ومازالوا يجابهون عنف السطة وبطشها الوحشي بصدور عارية وأجساد أنهكها التعب والحاجة لكل شيء وعلى رأسها الحرية والكرامة لهم ولوطنهم المحتل. وبذا فإن هذا الشاب الأعزل لا يختلف عن المقاوم المسلح إلا بنوعية العمل. ومن هنا نكرر دعوتنا لقادة المقاومة بأن يلحظوا هذا الأمر. فالزمن يتقدم والمستجدات تكثر، والمعطيات منذ الخامس والعشرين من شباط الماضي لا يكفي بالإبقاء على الإجماع في بيان واحد أشتركت فيه عمالقة المقاومة بكل مكوناتها وأطيافها. فالأحداث تتسارع وعنفوان الشباب يتسابق في نموه وصموده وصعوده في الشارع السياسي العراقي. أن هؤلاء الشباب يصنعون حدثاً تاريخياً يقترن بأفعالهم الوقائعية. كما وأن مفكروا الاجتماع والسياسة الغربيين يدرسون ما يجري في العراق وبلدان العالم العربي الثائرة. وعليه من الواجب أيضاً على قادة المقاومة أن يتدبروا أمرهم حيال هذه القوى الشبابية، ويعملوا على كسبها عبر عمل جبهوي موحد يمنحون فيه قوة عليا دافعة وفعالة للمتظاهرين من شباب وشابات العراق ومن يقف معهم ويساندهم من الرجال والنساء في الداخل والخارج.   وإلا فإن هذه القوى الشبابية التي تبني خبراتها رويداً رويدا عبر مواجهاتها المتواصلة ضد الاحتلال وحكوماته ستجعلهم قوة مستقبلية إذا ما تعنقدت في حركة ما، نتوقع لها أن تتجاوز مرحلة التكلس التدريجي الذي بدأ يدب في جبهات المقاومة التي أخذت تقتصر بالوقوف عند حدود هياكلها دون الإمتداد في عمل جبهوي شامل لجميع مكونات المقاومة العراقية.




الاثنين١١ ÑÌÜÜÜÈ ١٤٣٢ ۞۞۞ ١٣ / ÍÜÜÒíÜÜÑÇä / ٢٠١١


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق د. عماد الدين الجبوري طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان