في خطابه أمام الكونكرس الأمريكي ، بتاريخ 24/5/2011 ، كان نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، واضحا جدا ومباشرا، في تحديد موقفه، من الصراع العربي الصهيوني، وما يسمى بعملية السلام في الشرق الأوسط.فقد قرر بشكل قاطع : * انه لاعودة إلى حدود عام 1967.* قضية اللاجئين تخضع للتفاوض خارج حدود الدولة اليهودية.* الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح.* الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل.* القدس الموحدة عاصمة إسرائيل.* حق إسرائيل في الدفاع عن النفس وضمان أمنها على طول الخط.* رفض المصالحة الفلسطينية، باعتبار حماس نسخة فلسطينية للقاعدة. وواضح انه لم يبق أمام الفلسطينيين والعرب،بعد هذه المعطيات من الشروط التعجيزية،أي خيار يتفاوضون عليه مع الطرف الآخر،سوى الإذعان إلى تلك الاملاءات. وبهذه الاملاءات الفجة، أصبح واضحا تماما، أن نتانياهو، وبدعم من اللوبي الصهيوني، المتمثل في لجنة الشؤون الخارجية الأمريكية_ الإسرائيلية (الايباك)،لا يريد السلام، إلا على طريقته الخاصة، التي حدد مبادءها وشروطها بشكل واضح،لا يقبل اللبس والاجتهاد أبدا.ولقد حظي طرحه للتصور الإسرائيلي،لواقع حال الصراع العربي الصهيوني، بتأييد حار، من أعضاء الكونكرس، حيث صفقوا له وقوفا عدة مرات، وبحماس ملفت للنظر. وفي واقع عربي منهك، تلعق فيه بعض الأقطار العربية جراحها، من اضطرابات حادة في أوضاعها الداخلية،التي تعصف بها انتفاضات التغيير، والفوضى الخلاقة،في حين يقف البعض الآخر منها على شفير حرب أهلية مدمرة،فان النظام السياسي العربي الراهن مشلول القدرات، وهو يمر في قعر حالات الضعف والنكوص، وربما لا يكون في وارده اليوم، الوقوف بحزم، أمام الاملاءات المتغطرسة، ولا يتجرأ على رفضها،لاسيما وأنها مدعومة من اللوبي الصهيوني، والإدارة الأمريكية، بل وحتى من الاتحاد الأوربي. والسؤال المطروح الآن: ما هو المطلوب عمله، من الفلسطينيين والعرب، في الخطوة القادمة إذن؟ لعل المطلوب الآن، هو رص وحدة الصف الفلسطيني بالدرجة الأولى ، والتشبث المطلق بالثوابت الوطنية الفلسطينية، وعدم التفريط بأي حق ثبتته المواثيق الدولية والأمم المتحدة، وعدم التنازل عن أي حق منها، تحت أية ضغوط ،قد تفرزها إرهاصات الظرف الراهن، والمبادرة إلى دعوة لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، لاجتماع عاجل، لبحث الأمر بجدية، واتخاذ موقف عربي موحد،على ركة الحال، برفض هذه الأملاءات،ومن ثم الإصرار على التوجه إلى الأمم المتحدة في أيلول القادم، لاستحصال اعتراف منها بالدولة الفلسطينية المستقلة.على أن توظيف البعد الديموغرافي العربي،في قرار الرفض العربي لتلك الاملاءات، من خلال تحريك الجماهير العربية، التي تظاهرت في ذكرى يوم النكبة،ودعوتها لمعاودة التظاهر عند الحاجة،لتوفر عمقا شعبيا،يستحضر الاحتياطي المضموم لطاقة الأمة في الفعل الجمعي لها،يبقى الأداة الأهم في يد العرب، في دعم القرار الرسمي العربي والفلسطيني، والشد من أزرهما في مواجهة الغطرسة الصهيونية،والدعم الأمريكي السافر لها،وإرغامهما في مرحلة ما، على الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني،وتنفيذها على أكمل وجه.