تناولت في الحلقة الأولى مفهوم الأمن الوطني والقومي وشيوع استخدامه ومدلوله في إطار المدارس الفكرية المعاصرة وركائزه وما ينبغي توفره ، وواقع الأمن الوطني والقومي العربي والرؤية السائدة وفي هذه الحلقة أتطرق الى الرسالة الإعلامية كمهمة جليلة لأنها تتعلق بالواقع العربي وأداة التغيير فيه الإنسان وهي النافذة التي يطل من خلالها الفرد على حقيقة الصراع الذي تخوضه ألامه مع أعدائها التقليدين والمستحدثين ، بل هو الوسيلة التي يكتشف من خلالها المواطن صدق وزيف الشعارات و المواقف التي تتخذها الأنظمة أو الهيئات المدنية أو الأحزاب ، وإنها المجال الذي يمكن أن يكون الرأي العام الوطني والقومي الضاغط على الأنظمة العربية وقوى العدوان واستقطاب الرأي العام العالمي لمناصرة القضايا الوطنية والقومية ومنع العدوان من خلال إيصال الحقيقة والمكاشفة والخبر الصادق والتحليل الموضوعي المرتكز على الحقائق والإخفاقات التي ترتكبها مؤسسات الحكومات العربية ونتائجها الإضرار بالجماهير وحرمانهم من الخدمات الإنسانية ذات الصلة بكرامة الفرد وحقوقه ، ومن هنا نرى إن قوى العدوان والهيمنة عملت بكل قواها من اجل اختراق هذه المهنة وإيجاد مواطئ القدم فيها لتحقيق أهدافها ونواياها الآنية والمستقبلية ، فظهرت على السطح المؤسسات الإعلامية التي تسوق بضاعة العدوان وتشرعن له أحقية المهام والواجبات التي تطرحها مؤسساته تحت يافطة حماية الإنسان العربي من حكوماته وإشاعة الديمقراطية وتقويض الفردية والنظام الشمولي العربي وغيرها من المصطلحات والمسميات التي يخرجها دهليز المخابرات الامبريا صهيونية وحليفهم الذي لا يقل تحمسا وشوقا الى تقسيم المقسم وقتل كل ولادة ايجابيه في الوطن العربي إيران الحقد والكراهية الصفوية ، وبهذا تمكنت قوى الشر أن تحول الصراع العربي مع الأعداء من صراع وجودي مع قوى الامبريالية والاستعمار والصهيونية ومن تحالف معهم إلى صراع من أجل الديمقراطية على الطريقة الأمريكية وحسبما بشــــــــر به باراك أبوما حسين الرئيس الأمريكي بخطابه الموجه الى العرب خاصة والمســـــــلمين عامه مســــــاء الخميــــــس الموافق 19 /5 /2011 ، فغيرت وجهة شحنة العداء الفطرية في نفوس أبناء الشعب العربي ضد كل ما هو طامع بالأرض والثروات العربية وجهها الأنظمة العميلة التي وضعتها قوى الامبريالية وجعلت مسألة وجودها لغم ينفجر متى ما أرادت قوى البغي العالمي تمزيق عُرى الوطنية في الوطن العربي الواحد أو في ذات القطر العربي المستهدف ، فهذه الفتنة التي نعيشها الآن في أكثر من قُطر عربي هي اخطر فتنة تعصف بالأمة العربية ولا توجد غرابه إن قلت إنها الأخطر التي تمر بها ألامه منذ فتنة استشهاد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وما تلاها من فتن الغرض منها اختراق البناء العربي الإسلامي من خلال الملل والطوائف التي تم إنضاج رؤاها بأفعال وممارسات ارتقت الى التعارض المباشر مع الخلافة العربية الإسلامية والتي توجت باســــــــــتشــــــــهاد الإمام الحســين بن علي عليهما السلام في واقعة ألطف ، ووقفتي هذه ورؤيتي التي أبديتها تكمن في خطورة هذه الفتنة التي تعصف بأكثر من قطر عربي والتي ستؤدي إلى انقسام رهيب في المجتمعات العربية حتى على مستوى البيت الواحد ، لأنها تعتمد على أمور دقيقة ومختلطة يصعب على الكثير فهم ما ستؤول إليه الأمور لاحقا وتجعل الجميع ينجر لصراعات وثارات لا نهاية لها ، وعن مكمن خطورة هذه الفتنة هو الكثير من الأنظمة سواء كانت عميلة أم لا ، أجبرت على الدخول في سياسات اقتصادية فرضتها الدول الكبرى ترتب على تلك السياسات إفقار متعمد للشعب العربي ، رافقه انتشار للفساد والمفسدين في كافة مناحي الحياة ملازم ورفيق للفقر والجهل الذي أريد أن يكون لأمة العرب ، لذلك تكونت قاعدة عريضة من الشباب العربي أليائس بنتيجة الانهيار الأمني العربي والإخفاقات في الدفاع عن حقوق الشعب العربي في الحياة الحرة الكريمة وللفشل الذر يع الذي أصاب الواقع السياسي العربي جراء الترهل في الأحزاب والتيارات والحركات السياسية العربية أو التي تم زرعها في الوطن العربي والتي هي الأخرى استسلمت للأمر الواقع وأخذت التوجه نحو استعطاف الأنظمة والحصول على منة الترخيص لها بالعمل العلني ، يقابل ذالك الطوق العدائي المحكم الذي مارسته الأنظمة العربية القائمة وأسيادها من عدوانيين وشعوبيين على الفكر المعبر عن جوهر قضية الأمة العربية والمعالجات العلمية للواقع العربي من خلال ترجمة الأيديولوجية العربية الثورية التي طرحها البعث الخالد منذ منتصف الثلاثينات من القرن المنصرم ، وحين ترى دوائر الصهيونية والامبريالية بأن الوقت أصبح مناسبا لتنفيذ المرحلة الثانية من سايكس بيكو والتي عبرت عنها الاداره الأمريكية المنهزمة بالشرق الأوسط الجديد واليوم إدارة اوباما تطلق عليها الثورة الربيعية العربية والتي تعتبرها نتاج التكنولوجيا وعلوم الغرب في الانترنيت والفكس بوك لتقوم تلك الدوائر بسحب البساط من تحت تلك الأنظمة وتوجه الآلة الإعلامية الضخمة ومنها قنوات الجزيرة والعربية التي أُهلت سابقا للعب هذا الدور لشيطنة تلك الأنظمة والمطالبة بإسقاطها لاحتواء اليقظة الشبابية العربية وحرفها عن مسارها الصحيح يتبع في الحلقة الثالثة الاخيره