عندما تعكس الصورة ويتم النظر إلى مسودتها فأنك ستشاهد اللون الأبيض فيها مسودا واللون القاتم فيها سيكون أكثر بياضا . ولعل الأمور الآن تأخذ على حساب مسوداتها . فالبطل الذي يتفانى في الدفاع عن أرضه ووطنه ضد المحتل وعملائه يتعامل معه على انه إرهابيا يجوّز اعتقاله وقتله وحسب القانون وعلى العكس الذي يخدم المحتل ويعمل على بقاء احتلالهم لأرض العراق ويخدم مصالحهم حتى ولو كان على حساب دماء أبنائه وشعبه يعتبر بطلا قوميا ويطلق عليه مسميات (كأسد وذئب) للعراق وتعلق له الصور . فأي صورة مقلوبة هذه وأي عالم هذا الذي يتعامل مع الأمور على حساب مسوداتها . فلا عجب والحال هذا أن تطالب الولايات المتحدة الأمريكية بتعويضات نفسية لما عانوه جنودها من أضرار نفسية نتيجة تدمير وتخريب العراق في العام 1991م ولأن أي شريف في العالم يكوّن تصوره للأمور بأن العراق قد اعتدى على الأمريكان بقصفه لمدنهم وتخريبها ولذلك حق لهم أن يطالبوننا بتعويضات عما عانوه من أضرار نفسية نتيجة (غزونا لهم) ولكن هذا يحدث عندما ننظر إلى مسودة الصورة وهي مقلوبة . وإلا فبأي قياس يعوض الذئب لأكله حملا وديعا ليس له من ذنب سوى أن الله انعم قد أنعم عليه بلحم طيب يسيل له لعاب الطامعين وبأي حق يعوض القاتل المجرم على سفكه دماء بريئة ليس لهم سوى أنهم قد انعم الله عليهم بالخيرات الكثيرة ولكن نقول لهم (إن لم تستحي فافعل ما شئت ) وهذا الذي تفعله الولايات المتحدة الأمريكية فأغوتها قوتها لتتجبر في الأرض . بعد أن نست أن الله جبار على كل متجبر وسيأتي اليوم الذي تعوض فيه ملايين الأرامل واليتامى والذين عانوا فعلا مما ارتكبته أياديهم الآثمة من قتل وتخريب للعباد والبلاد في ارض العراق ( ولكم في الحياة قصاص يا أولي الألباب ) . كل هذا الذي حدث في العراق حدث من قبل قوات غازية حاقدة على هذا البلد وعلا أهله فهم محتلون وغاصبون وطبيعيا أن يتصرفوا بهذه الطريقة الوحشية ولكن ما بالك بمن يدعي بأنه ممثل عن الشعب وقد أنتخبهم الشعب ليحموا حقوقه ويحافظوا على أموال بلدهم فيوافقوا على التعويضات الأمريكية وهم بذلك لم يقوموا بتبذير أموال البلد وإعطائها هدية لمن ضربوا بلدنا وانتهكوا حرماتنا فحسب بل هم بذلك أعطوا شرعية لما ارتكبوا من جرائم بحق هذا البلد الأصيل وهذا سوف يفتح الباب لتعويضات كثيرة أخرى سوف يطالبوننا بها لاحقا . فبموافقة ممثلي الشعب أصبح الأمريكان أصحاب حق بغزوهم لبلدنا وتخريبه ونهب خيراته وان الشعب من خلال ممثليه يشهدون بذلك هذا إن كانوا فعلا هم ممثلين للشعب ولكن رحم الله معروف الرصافي حين قال (علم ودستور ومجلس أمة كل عن المعنى الصحيح محرف ) وهم فعلا أناس قد انحرفوا عن طريق الحق والصواب وبدلا أن يكونوا سندا لشعبهم أصبحوا سيوفا بتارة بيد المستعمر على رقاب شعوبهم حكومتا وبرلمانيون ولكن فاتهم بأن الشعب لا يسكت على ظلم ولا حيف وسيأتي اليوم الذي سينتصر فيه كل مظلوم وكل صاحب حق ويسحق الغزاة والعملاء ويرمى بهم إلى مزبلة التاريخ وان للظالم جولة وان الصورة يجب أن تكون صحيحة ويجب أن ينظر إلى مبيضتها لا إلى مسودتها وأن التعويضات المادية والنفسية يجب أن تكون للشعب العراقي المظلوم الذي دمرت بلاده وقتل مواطنيه بغير وجه حق وانتهكت الأعراض لا لشيء سوى أنه قال للجبابرة الظالمين لا اكبر لا عرفتها البشرية لا للاحتلال ولا للظلم ولا للعبودية ولا لأمريكا المستعمرة فهم فقط يستحقوا التعويضات أما المستعمرون والغزاة وعلى رأسهم أمريكا فيستحقوا العقاب ودفع التعويضات وبقرارات من الأمم المتحدة والتي من المفترض أن ترعى حقوق الشعوب وخيراتها ولا تقف مع المتجبرين والأقوياء بالباطل ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) والله اكبر .   الرفيق أبو الو قاص القيسياللجنة الثقافية لقيادة فرع نينوى العسكري