من المقرر وصول صالحي وزير خارجية إيران للعراق بزيارة رسمية و كما أعلن فأن أهدافها هو مناقشة موضوع منظمة مجاهدي خلق و تواجد القوات الأمريكية في العراق .. و بالتأكيد فأن هذين الموضوعين هما شأن داخلي عراقي من المعيب و المخجل على الساسة العراقيون السماح لصالحي و غير الصالحي أن يناقشوه معهم و خاصة إذا علمنا بأن الصالحي لم يأتي لإبداء الرأي أو النصيحة و أنما سيقوم بفرض املآءات إيرانية تفرض على الحكومة العراقية حتى لو كانت هذه الآراء أو النصائح كما سيسمونها تتعارض و مصالح العراق العليا . الحكومة العراقية و أحزابها ترحب بهذه الزيارة و لكن السواد الأعظم من شعبنا يرفضها و اعتبار ألصالحي شخصا غير مرحب أو مرغوب فيه ، و يستهجنها كل أبناء شعبنا و يعتبرونها تدخلا فاضحا في الشأن العراقي و يأتي هذا الرفض بسبب وقوف إيران وراء الجرائم التي ترتكبها المليشيات و العصابات التابعة لها من قتل القتل حوادث التفجير التي يشهدها الشارع العراقي منذ يوم الاحتلال و حتى هذه اللحظة و التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من خيرة أبناء العراق . و في كل زيارة قام بها أحد المسؤولين الإيرانيين تتبعها أحداث دامية في الشارع العراقي و هذا ما يحدث أيضا عندما يقوم رموز الحكومة و الأحزاب الحاكمة بزيارة طهران و نتوقع أن تكون نتائجها هو تكريس لواقع الهيمنة الإيرانية على القرار العراقي و فرض مزيد من الأملاءات التي ستضطر الحكومة تنفيذها بكل دقة نتيجة لولاء الأحزاب الحاكمة المطلق لنظام الولي الفقيه لتخفيف الأزمة الداخلية التي يعيشها هذا النظام و غليان الشارع الإيراني و رفضه لساسته و سياساتهم التي جلبت الويل و الثبور على دول المنطقة من خلال محاولة هذا النظام زعزعة الأمن و الاستقرار في منطقة الخليج و الدول العربية الأخرى و ادعاءاتها المستمرة بعائديه دول الخليج العربي لإيران و إثارة الفتن و الاقتتال الداخلي في العديد من مدن الدول و هذا ما حدث في البحرين و اليمن و السعودية و الكويت و في لبنان و مناطق أخرى .. لهذا السبب فأن من بين أهم المواضيع التي سيناقشها صالحي مع الجانب العراقي هو توبيخهم لعدم استطاعة عملائهم تصفية منظمة مجاهدي خلق في العراق و التي تتخذ من مدينة أشرف ملاذا لها و التي لم تستطع الحكومة العراقية تنفيذ أوامر إيرانية سابقة بهذا الخصوص بسبب شرعية تواجد هذه المنظمة في العراق و أنها خاضعة لأحكام قوانين دولية تحميها من بطش النظام الإيراني و عملائه في العراق و غير العراق ، كما أنها منظمة ترفض الإرهاب بكل إشكاله و هي لأتملك من السلاح ما تدافع به عن نفسها حيث جرى تسليم أسلحتها للقوات المحتلة و حسب اتفاق مبرم معهم و تعهد الجانب الأمريكي الإشراف على تنفيذ اتفاقيات جنيف لحمايتها و رفعت معظم دول العالم صفة الإرهاب عنها لدورها السلمي و تبنيها النهج السياسي في نضالها من أجل إسقاط نظام الحكم في طهران و رفضها استخدام القوة في خلاف المجموعة الدولية مع هذا النظام بشأن النشاطات النووية . و بالرغم من هذا كله تعرضت هذه المنظمة إلى اعتداءات ممنهجة و مستمرة منذ مطلع عام 2009 و لحد ألان تمثلت بسقوط أعداد كبيرة من القتلى و الجرحى بين صفوف سكان أشرف و أخرها سقوط 35 شهيدا و أكثر من 300 جريح خلال هجوم قوات الأمن العراقية على هذه المدينة بتاريخ 8 نيسان 2011 و إلى حد هذا اليوم لم تسمح القوات العراقية لآعظاء المنظمة من دفن موتاهم و يعانون من صعوبة تضميد جرحاهم للنقص الكبير في الأدوية العلاجية لمثل هذه الحالات ، و تعرضهم إلى حصار قذر الهدف منه إبادة سكان هذه المدينة ولا زالوا مهددين بمذابح جديدة لا لشيء إلا تنفيذا لرغبات طهران و نظامها الفاشي . أما بالنسبة لمصير قوات الاحتلال بالعراق فأن هذا الأمر يعني العراق و شعبه و الشعب العراقي هو الكفيل بالتعامل مع قوات الاحتلال بالطريقة التي يراها مناسبة له مثلما تعامل معه خلال سنوات الاحتلال الماضية و الجميع يعرف صمود و شجاعة هذا الشعب و مدى الخسائر التي ألحقها بالمحتل و كذلك استعداده لتقديم التضحيات في سبيل العراق و عزته ، و في نفس الوقت فأن الشعب العراقي سوف لن يسمح بأن يكون العراق قاعدة تنطلق منها الجيوش الأمريكية المحتل في نزاعها مع أية دولة حتى لو كانت إيران تحت حكم نظامها الحالي الفاشي الوحشي المجرم لأن ذلك هو خارج أعراف و مبادئ و أخلاقيات شعب العراق . و أخيرا نقول لهذا ألصالحي الغير صالح أننا لا يمكن أن نستقبل شخصا يداه و يدا نظامه ملطخة بدماء الأبرياء من أبناء شعبنا و لن نسمح له و لغيره مهما كان من التدخل في شأننا العراقي و الشعب العراقي يسعى الى أجبار نظام طهران على دفع كل التعويضات عن الخسائر المادية و البشرية و الاعتبارية التي تكبدها شعبنا من جراء اعتداءاته المتلاحقة على بلدنا العزيز و مهما طال الزمن.