السلفيون ينشطون متى ما كان النظام السياسي ضعيفا . ويلازمون جحورهم متى ما كان النظام السياسي قويا ومتسلطا . في مصر الثورة .. ثورة الشباب الواعي والمبدع , شعر السلفيون بأنهم قد فقدوا مواقعهم , كفقدان اخوان مصر لمواقع الصدارة. وهذا يعني لو قدر لثورة يناير أن تشق طريق النجاح. وتفلت من أزماتها المحيطة بها حاليا . سيخسر دعاة السلفية والاخوان كثيرا. وسيعلو صوت الديمقراطية التي تفزعهم ايما فزع .في مصر الثورة .. شق السلفيون المجتمع المصري الى مجتمع مسلم وآخر قبطي . أي ولاول مرة يقسم المجتمع المصري الى قوميتين . كما لو ان المسلمين هم عرب دخلاء على هذا المجتمع . وان الاقباط هم سكان الارض الاصليين المغلوب على أمرهم . وهذه الدعوة ترجع الى ايام انور السادات . واستفحلت ايام الرئيس المخلوع حسني مبارك . الذي لطالما ردد اسطوانة الاقباط , كما لو أنهم اولي أمر مسيحيي عموم مصر . بينما الحقيقة هناك من يدين بالمسيحية بكثرة كالارمن . ومواطنون مصريون تمتد جذورهم الى يونانيين واوروبيين سكنوا سنوات طوال خاصة في الاسكندرية . وما الاقباط الا صعايدة فيهم المسيحي وفيهم المسلم . ويشتركون بكثير من قيم الصعايدة الاصيلة. من لهجة مشتركة وبشرة واحدة واخلاق تسمو على اخلاق اهل المدن المصرية. ولا يكاد المرء ان يفرق بين المسيحي والمسلم . ونادرا ما تجد بينهم مسحة جمالية لا بين الرجال ولا بين النساء . عكس ما نراه في مسيحيي بلاد الشام والعراق , من خصال وطباع يتباينون بها عن مسلمي المشرق العربي . ناهيك عن نسبة الجمال المرتفعة بين صفوفهم . والبشرة البيضاء الصافية . أذن في مصر الثورة اليوم .. عبث من قبل السلفيين بالمجتمع المصري . وبمواصلة أعتداءاتهم المتكررة على المسيحيين المصريين , أنما يدعون لشق الصف الوطني المصري. ويؤلبون البسطاء من الصعايدة والفلاحين على المسيحيين بحجج واهية يبتكرونها في الفينة بعد الاخرى. ويناصرون دعاة الرأي القائل ان نظام مبارك هو النظام الامثل لفرض الامن والهدوء. لابل يسوقون بالفعل لهذا الرأي . ويشاركون " البلطجية " في تخريب منجزات ثورة يناير البطلة. مصر الثورة .. كم بحاجة اليوم لزعيم من طراز عبدالناصر. فالدكتور عصام شرف أستاذ اكاديمي . مهادن . ودود . لابل " معيرفش يجمع كلمة واحد " . فالثورة الشبابية البطلة باتت تحت رحمة ومؤامرات فلول نظام مبارك المخلوع . وجماعات السلفيين الذين خرجوا من جحورهم مساندين هذه الفلول . الى جانب ملايين الجياع والحرامية والبلطجية الذين هم بالأساس ضحية النظام البائد. أدعو الجيش المصري البطل الى فض الاشتباك . والسيطرة على مقاليد الحكم مباشرة . وحكم البلاد سنة كاملة حكما عسكريا يؤدب فيها كل هذه الفلول . أقول الجيش المصري لا المجلس العسكري الذي نصبه مبارك . وألا سيؤول حال مصر الى ما وصل اليه حال العراق اليوم . أنذاك سيكون الطريق سالكة لزحف ايراني شعوبي صفوي الى كامل منطقتنا العربية. talalmn@yahoo.com