هنا لا أريد تناول صناعة بن لادن والدوافع والبواعث التي دعت الغرب وخاصة أمريكا من القيام بمهمتها التي كلفتها لاحقا خصوصيتها وهيبتها التي انتصرت لها بفعل طائش وعدواني استهدف الشخصية الدولية والإقليمية لدولتين ذات سيادة وعضوين في الأمم المتحدة اجتيحت أراضيهما بعمل عسكري مدبر واحتلالهما تحت ذريعة الحرب على الإرهاب وحماية الأمن الدولي . تمكن الإعلام الغربي من فرض ألأمر الواقع على العالم بان خلايا إرهابية تعمل لتقويض الأمن الدولي وتدمير كل معالم الحضارة والتقدم الإنساني والعمل على إرجاع الشعوب الى حقب تاريخية مظلمة والذين يقفون وراء هذا الجهد هم دعاة إسلاميون متطرفون موطنهم الأرض العربية ودول إسلامية وخلاياهم منتشرة في بقاء العالم ومن اجل الحياة الحرة لابد من مقاتلة الإرهاب في عقر داره وتجريده من كل القدرات والإمكانات التي يمتلكها إن كانت موارد مادية أو بشريه ، ولتمرير هذه الأجندة لابد من صناعة الرمز والقيادة وإظهارها بمظهر المتعطش للقتل والتدمير وخاصة في حاضرة التطور العلمي والإنساني أوربا وأمريكا ، وأخذت آلة الإعلام الغربي تسويق الواقعة تلو الأخرى وبإخراج متميز كي يتيقن المتلقون من مصداقية الحدث وضرورة الفعل المعاكس له كي يبقى العالم الحر بقدراته وإمكاناته ، فأرعب من أرعب وظهر ابن لادن بأنه خصم أمريكا والمهووس بتدمير أمريكا وانه لا يتوانى من الحصول على السلاح النووي كي يهزم أمريكا ولكن الشيخ يبقى متسترا ويظهر بين الفينة والأخرى بخطاب أو رسالة من خلال قناة الجزيرة التي تفردت بنقل رسائل ابن لادن والظواهري وتهديداتهما دون أن نسمع من أمريكا وحلفائها في الحرب على الإرهاب أي موقف عن علاقة قناة الجزيرة والدولة الراعية لها والاميرها بابن لادن وكيف تصل أفلامه وأقراصه إليها والتي تعد وبدون أية تردد بأنها على صلة برائد العمل الإرهابي ووسيلة من وسائل اتصاله بالآخرين لا يصال أفكاره وبرامجه ، بالرغم من الجهد العسكري والمخابراتي الذي اتخذ ويتخذ للقضاء على رأس الإرهاب وعملياته طوال عشرة سنوات كانت الحصيلة السكوت المطبق عن بن لادن وخلاياه النائمة والمتيقضه ما عدى خبر هنا وتحذير هناك لتحريك مؤسساتهم وتحقيق المنافع التي يعملون من اجلها ، وفجأة يخرج العم اوباما معلنا" ابن لادن قتل بطلقة في رأسه من قبل قوة أمريكية منتخبه لتنفيذ هذا الفعل وبدون خسائر ما عدى تدمير طائره هيلكوبتر تعرضت لخلل وتم إنقاذ طاقمها بالكامل ومن كان فيها ، وان العملية المنفذة لم تكن بعلم الحكومة الباكستانية خشية تسريبها الخبر الى بن لادن والخبر المقتضب رافقه إعلام مرتبك ومتناقض فيما بين الدولة التي أعلن تواجد بن لادن فيها وعلى مقربه من أهم قاعدة عسكريه ومقر استخباراتي والدولة المنفذة لعملية القتل والحقيقة الإعدام ، وكالعادة تم إضافة بعض العبارات على الخبر الغرض منها إعطاء القيمة لابن لادن انه قاوم واستمرت العملية أربعون دقيقه وفي تصريح لطرف من الحكومة الامريكيه بان ابن لادن اختبأ خلف زوجته واتخذها درع بشري ويأتي أخر ليقول إن ابن لادن لم يقاوم مباشره ووجدت أموال وأوراق مخيطه في قميصه وغيرها من هكذا تسريبات إعلامية الأهم في الموضوع إن ابن لادن انتهى الاكسباير له وما تم الإعلان عنه ما هو الى غلق للملف وإعطاء سبب حيوي لتخفيض القوات الأمريكية في أفغانستان من اجل تغيير اللعبة الانتخابية التي بدأ الديمقراطيين يقلقون على مستقبلهم السياسي وخشية عدم تمكنهم من تجديد الولاية لمرشحهم الرئيس اوباما وإلا ما هو تفسير الفبركة الإعلامية والتخبط الذي لا يرسوا على رأي موحد في ذات الاداره ، والأمر المهم الأخر الذي لابد من الوقوف عنده لماذا حددت الاداره الأمريكية دفنه في شمال بحر العرب ، هل يريدون التأكيد على إن موطن الإرهاب الأرض العربية ؟؟ ، أم أنهم وخاصة الرئيس اوباما يريد البرهنة على انه يحترم الإسلام والمسلمين ولهذا قرر دفن بن لادن على مقربه من الأرض التي ولد فيها والتي تعود لها أصول عائلته ومن هنا لابد أن تعصف رياح التغيير بها وخاصة ضمن الربيع العربي ، والأمر الأخر الذي تسجل فيه الاداره الأمريكية سابقه لم نسمع أو نرى أي موقف من مشايخ الثورة الربيعية في الوطن العربي أمثال القرضاوي والبدعة التي ابتدعها اوباما الدفن بالبحر ووفق الشريعة الإسلامية ، فهل تم حفر القبر لابن لادن في قاع البحر أم تم رميه لسمك القرش والحيتان أم وضع في صندوق حديدي ليستقر في قاع البحر ومن هم الذين قاموا بغسله وتكفينه وإقامة صلاة الميت على الجنازة هذه أسئلة لابد للقرضاوي أن يجيب عليها لأنه في قعر دار من كان يغذي إعلام بن لادن ولم تكن لأمريكا حكاية معه ، وهنا يراود البعض رأي أن القرضاوي نقل الى مكان تواجد جثمان بن لادن شمال بحر العرب ليقوم بالمهام والواجبات التي تحتمها عليه سننه الثورية الربيعية التي لا يمر يوم إلا وله قول وحركة من يديه المرتعشة ، وأخر قولنا لله في خلقه شؤون ألله أكبر ألله أكبر ألله أكبروليخسأ الخاسئون