انشغلت شاشات الدراما العربية في عرض المسلسلات التركية المترجمة والتي لقيت إقبال واسع من قبل الجمهور العربي لربما يرجع السبب في ذلك إلى رغبة المواطن العربي إلى التعرف على الثقافة التركية المجاورة لامتنا والتي احتلتنا لعقود طويلة, أو لان القنوات العربي أغلقت النوافذ أمام المسلسلات العربية لتتحكم بالمشاهد العربي كيفما تشاء؟؟!!!! فالتبادل الثقافي والحضاري بين الأمم هو شيء مهم وخصوصا بعدما أن أصبحت الطريق أمام الثقافات والعادات , أكثر يسرا وسهولة من العقود الماضية , فالعالم اليوم أصبح قرية صغيره تمكن الإنسان من التنقل بين هذه الثقافات المتعددة والمتنوعة بضغطة زر , والسؤال المطروح هنا و هو هل علينا أن نستورد كل الثقافات والعادات كما هي أم ننتقي منها ما يخدم امتنا ويطور من حياتنا ؟! إن إقحام القنوات العربية بيوت المواطنون العرب بالمسلسلات التركية لدينا عليها العديد من المأخذ التي تجعل الكثير من العادات والأمور التي لا تتوائم مع منهجنا وعاداتنا وتاريخنا تقرع علينا الأبواب والنوافذ لتدخلها وتؤثر في نفوس شبابنا الذين هم نصف الحاضر وكل المستقبل وبذلك تصبح هذه المسلسلات مناهج تغذية تعمل على رسم مستقبل المجتمع العربي وفق الأهداف التي تحملها في طياتها لتحقق بذلك ما لم تحققه الحملات العسكرية الغربية على امتنا على مدى العقود الطويلة الماضية. فبعد أن انهارت الإمبراطورية العثمانية على يد مصطفى كمال أتاتورك وإعلان الجمهورية التركية ومع مرور الزمن ومع مراودة الحلم لدى قادة المجتمع التركي في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بدأنا نشهد العديد من التحولات في حياة المجتمع التركي والتي تحاول مجارات الحياة الأوروبية تمهيدا لتحقيق ذلك الحلم المنشود , فربما وجدوا ببسط النفوذ بالمنطقة المحيطة العامل القوي الذي يعزز تحقيق تلك الرغبة وبالتالي تكون هذه المسلسلات الدرامية بوابة لدخول القلوب لتسكن فيما بعد في العقول ؟؟! ولا نريد هنا أن نكون مجحفين , فهناك بعض المسلسلات التي عرضت تحض على الأخلاق وعلى احترام الطرف الأخر لتكرس بذلك بعض من الأخلاق والحقوق الإنسانية , فهذا ما نقصده وهو وجوب أن ننتقي طبيعة الثقافات التي نستوردها وليست تلك الثقافات التي تحرض على العنف والقتل والتدمير بين أبناء الجلدة الواحدة والتي أصبحت للأسف تملئ القنوات العربية لأنها تعمل على استثارة المواطن لتجذب انتباهه وتحقق بذلك الربح المادي من خلال الإعلانات دون أن تفكر هذه المنابر بما تروج له من ثقافة غريبة تناقض عاداتنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا , لتهمل بذلك الرسالة الإعلامية التي تحملها مما يؤدي إلى الانعكاس السلبي على مجتمعنا. إن تكلفت المسلسل التركي تفوق في بعض الأحيان ضعف أو ضعفين تكلفت إنتاج المسلسل العربي من حيث شراء المسلسل وإعادة المونتاج و العمل على دبلجته وبذلك تتضاعف التكاليف الإنتاجية !!! والسؤال المطروح هنا لماذا لا ننقل الأشياء المحمودة والعادات الطيبة التي تصب بمصلحة أمتنا ضمن سلسلة دراما عربية مدروسة توجه أبناء الأمة لما فيه خير وصلاح لامتهم بدل من أن نستورد الثقافات الأخرى دون أن ننتقيها وبتكاليف باهظة لتنعكس على مجتمعنا ويصبح بعد برهة من الزمن يحذوا على نهج هذه الثقافة والتي تحمل في طياتها ما هو ضار أكثر من ما هو نافع لأنها ثقافة غير منتقاة ؟؟!!