على دول الخليج أن تتماسك بصلابة .. الأمين العام للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية : إيران تريد التهام الوطن العربي لإقامة الإمبراطورية الفارسية كتب - سلام الشماع : استنكر المفكر والمحلل السياسي العراقي الأمين العام للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية نزار السامرائي تصريحات رئيس الأركان الإيراني بأن ''الخليج ملك لإيران''. وقال في تصريح لـ''الوطن'': إن رئيس الأركان الإيراني إذ يعلن سقف الأطماع الإيرانية في منطقة الخليج العربي فإنه، في واقع الحال، لم يأت بجديد فيما يتصل بالنوايا الإيرانية وإن كل ما جرى هو الكشف عن صفحة من صفحاتها المتعددة، مؤكداً أن إيران تريد التهام الوطن العربي وضمه لممتلكاتها وخاصة منطقة الخليج العربي الغنية بالثروات.وأضاف أن إيران إذا واجهت موقفاً صلباً سرعان ما تتراجع وتنكفئ إلى داخل حدودها، ولذلك على دول الخليج العربي أن تتماسك في موقف صلب واحد فإيران لا تفقه إلا هذه اللغة.واعتبر السامرائي أحداث البحرين والكويت ''مهارشة''بصوت عال للولي الفقيه في هذه الساحة لأنه يعي جيداً أن خروج العراق من معادلة الصراع وإضافة ثقله إلى جانب إمكانات إيران في الزحف الطويل سيعجل من تحقيق أهداف إقامة الإمبراطورية الفارسية التي يراد لها أن تنشر أجنحتها على الوطن العربي كله مزودة بأحقاد تاريخية وإحساس بالتضاؤل أمام زحف العرب الذين قوضوا أركان الإمبراطورية الفارسية الساسانية فأراد الفرس إعادة الكرة على العرب بتوظيف دين العرب لقهرهم في أرضهم وإذلالهم في وطنهم كما يحصل مع عرب الأحواز السليب. وتساءل السامرائي : لست أدري من أين جاء رئيس الأركان بهذه التلفيقات، وهل إنه يريد صرف الانتباه عن الصراع الخفي في طهران والمتعدد المحاور حتى داخل المؤسسة الحاكمة، أم أنه يريد أن يمهد لعدوان على البحرين التي مارست حقها في طلب الدعم والمساندة من أشقائها في مجلس التعاون الخليجي استناداً إلى اتفاقية تأسيس المجلس واتفاقية تشكيل قوات الجزيرة، ظناً منه أن تهديداته سترعب المملكة العربية السعودية وتسحب قوات درع الجزيرة وتترك بوابتها مفتوحة أمام الحوت الفارسي النهم. وأعاد السامرائي إلى الأذهان ما رواه المؤرخون عن رضا خان عندما قال لابنه شاه إيران محمد رضا بهلوي: (لقد تم احتلال الضفة الشرقية للخليج وما عليك إلا أن تستكمل الأمر مع الضفة الغربية له)، مشيراً إلى أن هذه الوصية تؤكد أمرين في غاية الأهمية: الأول أن الخليج العربي منذ أن وجد لم يكن فارسياً على الإطلاق، والثاني يؤكد حقيقة الأطماع الفارسية فيه. وقال: للأسف الشديد لم ينتبه أهل الخليج العربي أنفسهم إلى هذا الخطر على الرغم من كثرة التنبيهات العراقية لعقود طويلة، بل إن بعضهم تحالف مع نظام الشاه ضد الحكم الوطني في العراق، وبعد سقوط الشاه محمد رضا بهلوي تحول الشعار من طابع قومي معلن إلى طابع أكثر شوفينية على يد نظام خميني الذي ألبسه أردية إسلامية، وحاول تسويق فكرة الولي الفقيه ليفرض على العرب الطاعة العمياء لما تقرره طهران عليهم بعد أن كان العراق يؤكد أن إيران تطمع بالمنطقة كلها أرضاً وثروات، ولكن بعضهم حاول أن يسوق لفكرة ساذجة هي أن خلافات العراق مع إيران في عهدي الشاه بالقبعة الأمريكية أو الشاه الجديد بالعمامة الدينية هي التي تدفعه للحديث المستمر عن تلك الأطماع، التي قالوا إنها لا وجود لها إلا في خيال العراقيين، ولكن حينما وصل السكين إلى الرقبة العربية ليس في الخليج العربي، وإنما من المحيط الأطلسي حتى جبال زاكروس شرقاً أعرب الكثيرون عن الأسف لعدم قبولهم لتحذيرات العراقيين المجانية. وجواباً عن سؤال لـ''الوطن'': ماذا تريد إيران من العرب؟.. قال السامرائي : إن إيران تريد قضم الوطن العربي لقمة بعد أخرى، وضمه إلى الإمبراطورية الفارسية الجديدة، ولكن، هذه المرة، بشعارات إسلامية وتحت سلطة الولي الفقيه، ويمكن الاستدلال على ذلك من خطاب قديم لحسن نصر الله حينما أكد أن حزبه لا يسعى لإقامة جمهورية لبنانية إسلامية، بل يريد وضع لبنان تحت خيمة الولي الفقيه، وكان المشروع الإيراني يصطدم بجدار عال هو العراق الذي ألحق أكبر هزيمة عسكرية ونفسية في حرب الثماني السنوات ستبقى عالقة في الذاكرة الجمعية الإيرانية، وكما اعترف الخميني في رسالته التي قال فيها إنه يوافق على قرار مجلس الأمن المرقم 598 والقاضي بوقف إطلاق النار كما يتجرع كأس السم، قال لأتباعه اختزنوا حقدكم المقدس في صدوركم، وحينما تضافرت جهود أمريكية مع تحالف قوى الشر ضد العراق وكان لإيران القسط الأوفر في احتلال العراق، خرجت النوايا من الصدور إلى الألسن وتحولت سياسة القضم التدريجي إلى سياسة الالتهام دفعة واحدة، وانتقلت الاستراتيجية الإيرانية إلى مرحلة جديدة هي عدم إخفاء أطماعها في الوطن العربي، وفي الوقت نفسه أصدرت توجيهاتها إلى وكلائها المحليين والذين ظلوا يعملون من وراء ستار أن الوقت قد حان لإعلان ارتباطهم بالمشروع الإيراني التوسعي، فانتقل أولئك من دائرة نفي الارتباط بالمخطط الإيراني إلى دائرة التفاخر بالعمل تحت خيمته والسعي لتنفيذ صفحاته التي بدأت خطوتها الأولى بعد احتلال العراق والذي أريد أن يكون رأس جسر للقفز إلى منطقة الخليج العربي كي تكون ساحة الاختبار الأولى لرد الفعل العربي والدولي.