تسابقت الصحف والوسائل الإعلامية بكافة أشكالها التقليدية و المحوسبة لتنشر خبر مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في عملية للجيش الأمريكي بالتعاون مع القوات الباكستانية لا استهدافه واغتياله , فالخبر كان طبيعياً لمن لم يعول على أسامة بن لادن وكان ينظر إليه بمنظور مخالف لما روج له الإعلام , وكان في ذات الوقت صدمة لمن كان ينظر إليه بأنه الأسطورة والمحرر , ومنهم من كان يشكل له هذا الخبر مدعاة للفرح والسرور لتخلصه من رعب عاشه لسنوات , ولكن يجدر بنا أن نتوقف هنا على سؤال مهم وجوهري ألا وهو هل مقتل أسامة بن لادن خبر حقيقي أم صنيعة هلوديه أمريكية كما اعتدنا دوماً ؟؟؟ فهذه ليست هي المرة الأولى التي يعلن بها الغرب عن مقتل هذا الرجل أو عن محاولة استهدافه , فما الذي حدث الآن لكي يستطيع الغرب وبعد سنوات طويلة من ملاحقته أن يتوصل إليه ؟؟؟ لقد شهدت المدن الأوروبية والأمريكية والغربية احتفالات وتبادلات حارة بالتهاني عندما و صل إليها الخبر الذي أعلنه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما , والسؤال الذي يطرح نفسه الآن سواء كان هذا الرجل قتل أم لم يقتل فما هي النتائج التي تترتب على هذا الخبر ومن سيجنيها ؟؟ ففي قراءة بسيطة للحدث من مواطن عربي بسيط انهالت عليه العديد من الأسئلة التي وقف عليها وتدبرها ليجد أن المستفيد أولا وأخيرا من ذلك هو الغرب وذلك لعدت أسباب : أولا : لقد كان أسامة بن لادن وتنظيمه ذريعة للولايات المتحدة وحلفائها ليعززوا من مكانتهم العسكرية بالشرق الأوسط ويبسطون بذلك نفوذهم ويدمرون العديد من البلدان والأقطار التي تعارضهم بحجة ملاحقتهم إياه وتنظيمه ,,,, و بعد أن تكبد الغرب العديد من الخسائر المادية والبشرية والمعنوية نتيجة المقاومة العنيفة التي يشهدها من سكان أي منطقة يحل بها , فكان هذا الخبر بمثابة تكليلاً لأعمالهم ومبررا لهجومهم العسكري والهمجي أمام شعوبهم ولتخرج حكوماتهم وقادتهم الذين وقفوا خلف الهجوم على العراق و أفغانستان و كأنهم الأبطال . ثانياً : إذا لم يكن هذا الخبر صحيح سيخرج علينا بعد فتره أو برهة من الزمن خطاب صوتي لأسامة بن لادن ليرفع به من حالة الخوف والتأهب لدى الغرب وتخمد بذلك صيحات الرائي العالمي أمام حكوماته بمطالبتهم سحب قواتهم من تلك البلدان التي احتلتها وبذلك تكون ورقة قوية تطرح على الطاولة أمام الشعوب الغربية بان قواتهم موجودة في البلدان الأخرى لملاحقة الإرهاب في موطنه الأصلي لتحول من وصوله إليهم , وبذلك تكسب هذه الحكومات المزيد من الدعم المادي للقطاع العسكري الذي كل يوم يخسر ملاين الدولارات في العراق وأفغانستان , و أيضا لتستغل هذه الورقة في الحملات الانتخابية أو لتصعيد الرصيد الجماهيري لهذا الحاكم أو ذاك وبذلك تكون منفذا لبعض القادة الغربيين الذين وقفوا وراء الحرب على العراق و أفغانستان من مسائلة الشعب لهم عن ما هي الانجازات التي حققوها أمام سيل وكم كبير من الخسائر التي تكبدوها في عدوانهم على هذين البلدين , بالإضافة إلى ذلك لقد كانت هذه العملية محاولة بائسة للرفع من قيمة الدولار العالمية بعدما أخذت بالفترة الأخيرة بالتراجع ولكي لا تواجه الولايات المتحدة الأمريكية أزمة اقتصادية جديدة تهز كيانها , ولا ننسى كذلك بأن الولايات المتحدة وحلفائها يسعون الآن إلى إعادة ترتيب أمورهم من جديد بالساحة الشرق أوسطيه بعدما قامت الثورات العربية بإسقاط العديد من مرتكزاتهم بالمنطقة وبذلك ستشهد الأيام المقبلة تسليط المزيد من الأضواء على أطراف أخرى جديدة توجدها الولايات المتحدة على أنها أطرف معادي لها ولو بشكل صوري وكارتوني لكي توجه بذلك الشعوب الثائرة إلى تأيد تلك الأطراف وبذلك تبقى الولايات المتحدة وحلفائها هم المستفيدون . فبعد أن جلس المراقبون يرقبون الأحداث المتتالية والمواقف الصادرة من هنا وهناك تعقيبا على هذا الخبر وينتظرون بفارغ الصبر إعلان المزيد من التفاصيل حول عملية الاغتيال وعرض الجثة أمام وسائل الإعلام أو تسلميها لأهله وذويه ليدفن في مكان مقتله أو في مسقط رأسه , فبدلا من ذلك كله خرج علينا البيت الأبيض وبكذبة جديدة وهي بأنه قام بدفن جثمان أسامة بن لادن في البحر وحسب قواعد الشريعة الإسلامية دون أن يحدد البحر أو حتى يكلف نفسه بعرض فلم تصويري يؤكد لنا ذلك , فعند سماعي لتلك الرواية و التي تستخف بعقولنا طبعا , تذكرت قصة جدتي عندما حدثتني ذات يوما في طفلتي عن قصة الأمير الذي سقط خاتمه في عرض البحر و الذي أخذ طويلاً في البحث عنه ولم يجده وفي وذات يوم من الأيام خرج في رحلة لصيد السمك وإذا به يصطاد سمكة يوجد بداخلها الخاتم , فلربما تصبح هذه القصة حقيقية ويخرج علينا بعد فترة من الزمن تصوير أو تسجيل لأسامة بن لادن من بطن أحد الحيتان لأنه لم يجد له متسع في بطن السمكة !!!!! أو لربما يخرج رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في رحلة لصيد الحيتان ليجد فيما بعد أسامة بن لادن في أحد بطون تلك الحيتان التي اصطادها!!!!! فهذه التوقعات مشروعه وقابله لأن تصدقها عقولنا إذا قامت فعلاً بتصديق الرواية الأمريكية. فكل ما عرضه البيت الأبيض هو حديث كلامي دون أي دليل ملموس يقدمه والصورة التي عرضها من السهل جداً أن يمنتج منها الملاين وبأشكال مختلفة باستخدام برامج معالجات الصور فهي بذلك ليست دليلا مادياً ملموس يؤكد لنا صحة الخبر, فالبيت الأبيض وعلى مدى سنوات طويلة و أمام شعوب العالم اجمع اثبت أنه وكر للكذب والخداع والإجرام الذي راح ضحيته الملاين من الأبرياء كما حدث بالعراق مثلاً عندما أقدم على غزوه وانتهك سيادته وقتل فيه ما لا يقل عن مليون ونصف المليون شهيد وهجر ما لا يقل عن خمسة ملاين لاجئ عدا عن تدمير البنية التحتية للعراق بحجة انه يمتلك أسلحة الدمار الشامل والتي عاد البيت الأبيض وبعد سنوات من احتلال العراق وتدميره ليؤكد بأن العراق لم يكن لديه أسلحة دمار شامل , والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو لو كان مقتل أسامة بن لادن حقيقة وليست فبركة أمريكية فلماذا لا تكشف الولايات المتحدة الأمريكية عن تفاصيل اغتياله بدل من التعتيم الإعلامي والتكتم عليها , ولماذا استكفت بنشر صورة والتي من الممكن أن تكون مفبركة بدل من أن تظهر لنا الجثة ؟؟؟!!!!! ولماذا تكتم تنظيم القاعدة وقياداته حتى هذه اللحظة عن تأكيد أو نفي صحة ذلك الخبر؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!