المصالحة لاقت ارتياحاً شعبياً عربي عام، فسنوات الانقسام والتراشق بالاتهامات والتخوين والتشكيك قد طويت صفحتها مؤقتاً. تأخرت المصالحة ولا شك أن الثورات العربية في مصر وسوريا تحديداً هي التي عجلت بالتوقيع وأجبرت حماس على الموافقة على الورقة المصرية التي كانت مرفوضة سابقاً، والخلافات الداخلية في حركة فتح والانقسام الحاصل بين أعضاء لجنتها المركزية حول التبعية المطلقة للكيان الصهيوني، وبالتأكيد أن الحراك الشعبي الداخلي أيضا كان له دور. ألف سبب وسبب منها الظاهر ومنها المخفي، المهم أن المصالحة أصبحت أمر واقع، الخطوة الثانية في طريق المصالحة هو إعلان الدولة كما يخطط لها أبو مازن والمرفوض من قبل دول إقليمية ودولية ولأسباب متعددة ومتناقضة أيضا. الأردن يرفض إعلان دولة أحادية الجانب حتى يتم الفصل بقضية اللاجئين والقدس وتؤيده بعض الدول العربية بهذا، وأمريكا ومعها الكثير ترفض إعلان الدولة حتى يتم نزع كل الأسلحة وإنهاء عقيدة فلسطين على كامل التراب الوطني من نفس كل مواطن عرب وهي التي تتبنى وجهة نظر الصهيوني بهذا. المسألة متداخلة ومعقدة وتحتاج للتوضيح من جميع الأطراف، حتى الجانب الأردني يعارض دولة أحادية الجانب كون دوره الإقليمي تم تهميشه من خلال طرفي المصالحة ، وكلنا يعلم أن طرفي المصالحة يرتبط بأجندات مختلفة فمنهم من تحالف مع إيران والأخر تحالف مع أمريكا. المصالحة تأتي على أبواب ذكرى احتلال فلسطين 15/أيار والدعوة بإشعال انتفاضة شعبية ضد الكيان الصهيوني ليس في فلسطين فحسب بل في معظم الدول العربية حسب الإعلانات والدعوات. وفي حال حدوث الانتفاضة ستكون المصالحة الفتيه هشة جداً لأنها الإعصار الذي سيزيل المساحيق عن الوجوه فتعود الأشياء لأصلها.ذكرى النكبة هي الاختبار الحقيقي للمصالحة وهي ستكشف هل هي سببا من مجموعة أسباب أم لا.والمصالحة غاية نبيلة لكننا لا نريدها أسفنجية تمتص ردة فعل شعبية أو أن تكون احتواء لموقف أو ثورة أو تغير في دول إقليمية . وبالحديث عن الانتفاضة الشعبية التي يعد لها اليوم ، تحتاج منا كل الدعم والتأيد والمؤازرة والتخطيط والغطاء الإعلامي الحقيقي لتكون انتفاضة شعبية حقيقية لا يتم الالتفاف عليها وتجريدها من معانياها السامية وأهدافها التحريرية كما حدث بالانتفاضتين السابقتين. فلسطين اليوم في حال نجاح الحراك الشعبي تكون قد خطت الخطوة الأولى في طريق التحرير الكامل وبخاصة حالت الوعي الشعبي لمخاطر ما يحدث أولا وثانياً الانتفاضات الشعبية العربية ذات الوعي السياسي والاجتماعي. 00962795528147Etehad_jo@yahoo.com