تشكل الجيش العراقي في 6 كانون ثان من عام 1921 وكان يحمل معه سر قوته بالبسالة التي كانت صفته والمهنية التي كانت عنوانه ، وخلال السنوات التي تلت هذا التاريخ استطاع هذا الجيش الفتي من استكمال قوته واثبات ذاته بالضباط الفرسان البواسل الذي كان جل همهم استكمال مواصفاته وإحكام حلقات قوته رغم القيود التي كانت مفروضة على ذلك من قبل الاحتلال البريطاني ومندوبه السامي ، فقد استطاعة قيادة هذا الجيش من تشكيل وحدات واستحداث صنوف ومحاولة تنويع أسلحته وزيادة قدرته القتالية باستحداث صنوف كالقوة الجوية وإرسال البعثات للضباط لغرض تدريبهم وعقد صفقات للأسلحة والمعدات التي كانت في وقتها حديثة من حيث مواكبة الزمان . لقد اتصف هذا الجيش بالبسالة والأصالة من حيث القيم التي كان يعتمدها والمهنية التي كان يسلكها . لقد كان لهذا الجيش وقفات لا يتمكن الزمان أن ينساها مهما طال به العهد ، وقفات ومواقف وطنية أستطاع أن يحفرها بذاكرة الزمان ويسطر حروفها بنور ونار . فرغم القيود التي كانت تكبل البلاد والمعاهدات التي كانت تربطه ببريطانيا أستطاع هذا الجيش الباسل أن يكون له حضور متميز جداً في حرب عام 1948 في فلسطين ، لا زال الشعب العربي الفلسطيني يتذكرها بفخر وفرح ولا يزال يتذكرها بشكل أكثر جديه الصهاينة المجرمين الذين كانت لهم مع الجيش العراقي ذكريات لا يمكن للزمان مهما طال أن تزال من ذاكرتهم وما حصدوه من خسائر في معاركهم بمواجهة القوات العراقية التي كانت متواجدة في فلسطين ، لازال قادة عصاباتهم يئنون من جراحهم السابقة لحد اللحظة ، وما تكالبهم على العراق ألان ماهو إلا محاولة لأخذ الثائر الذي هم يئنون من وطئته ، كما أن الأرض المقدسة الطاهرة لا زالت تحتفظ بين ظهرانيها بالرفات الطاهرة الشريفة للشهداء من بواسل الجيش العراقي ، كما أن حارات وقرى فلسطين لازالت تحمل أسماء قادة وشجعان كانوا يوماً هناك . وتمر ألأيام وتمضي السنوات وتتبدل الحكومات ويتغير السلطان ويبقى الجيش العراقي باسلاً بتشكيلاته وقادته وولاءه للوطن والأمة . وهنا لابد لنا من ألإشارة إلى موقفه على الجبهتين الشرقية وجبهة سيناء في حرب عام 1967 حيث ترك الصقور من طياري القوة الجوية العراقية عناوين بارزه من روايات البطولة والشجاعة التي يندر وجودها بجيش من جيوش العالم ولا زال يتداولها قادة الجيوش ومنتسبيها في الأردن ومصر لهذه اللحظة . وتمضي أيام وتأتي أخرى وتتبدل حكومة لتعقبها حكومة جديدة ، ومن خلال الإذاعة يطرق سمعها اشتعال حرب عام 1973 فتبادر بإصدار ألأوامر للمشاركة بهذه المعركة المهمة التي غيرت وجه التاريخ ، فتتحرك القوات بكافة صنوفها وأهمها الدبابات التي وصلة طلائعها إلى دمشق ولا زالت بقيتها تتلاحق في زحفها من بغداد ، لقد وصلت الدبابات على السرف ولم يتسع الوقت لنقلها بالناقلات ، كما أرسل سربي طائرات إلى الجبهة المصرية والتي كان لطياريها الدور الكبير والحاسم في تدمير القوات الصهيونية في سيناء والجبهة المصرية . يتذكر الجميع الإحداث هذه ويتشرف العديد من العراقيين ممن كان حصيلتهم شهيد أو جريح في معارك العز هذه ، وتبقى الأرض العربية في دمشق الشام تعتز أن فيها من الرفات الطاهرة لأولئك الرجال الأبطال بين ظهرانيها ، فكم من ابن يتذكر أباه وأم تتذكر فلذة كبدها وزوجة لا زالت تجتر الذكرى ، الكل يتذكر هؤلاء الرجال الذين غابوا عنا وعنهم ولكنهم أحياء عند ربهم يرزقون وفي الجنة يرفلون أن شاء الله تعالى . وتمضى سنوات هانئة طيبة سعيدة ، ولكن فجأة تدلهم السماء وتغيب الشمس لتعصف ريح صفراء قادمة من الشرق ، ولكن يتناخى النشامى من أبطال الجيش العراقي الباسل ليقفوا جداراً صلداً قوياً في وجهها ومنعها من التقدم للمساس بشرف ارض العراق ويتجرع قادة ألأعداء كأس السم والهزيمة والهوان . وما هي إلا سنوات قليلة تمضي حتى يتجمع الغربان وتخرج الأفاعي من جحورها لتحاول الغدر والخيانة بشعب العراق وأهلة ، ولكن التصدي الشجاع وعون الله يفشل هؤلاء ويندحروا . لقد كانت صفة الجيش العراقي طوال هذه السنوات والأزمنة المهنية في العمل والبسالة في السلوك والبطولة في الأداء ، فكان قادته من الكفاءة والمهنية التي يشهد لها القاصي قبل الداني ومنتسبة طيف الشعب كله ، لا فرق ولا تفرقه بين منتسب وآخر ، وكانت مؤسساته زاخرة بالعلم والعلماء الذين يشهد لهم قادة وعناوين الجيوش العربية ، فكان يتدرب في كليات ومؤسسات الجيش العراقي طلبة عرب من عدة دول وأقطار ، وكانت تنفذ مفردات تدريبها وفق أعلى المستويات في الكفاءة والأداء ، ويشهد لها الأعداء قبل الأصدقاء . هذا الأمر برمته أدى لان يتحالف الشر كله ضد العراق وشعبة وحكومة والذي أدى لان تتصدر أمريكا الشر والعدوان في تحالفها الغادر ألاثم للتصدر في حربها ضد العراق الأمر الذي آل لإسقاط الحكم الوطني في العراق بغياب الشرعية الدولية وتحكم القوى الغاشمة . لقد كان من أهم القرارات التي تلت الاحتلال مباشرةً هو حل الجيش العراقي ، وكان هذا الأمر مخططاً له وبدافع من قوى وكيانات محلية وإقليمية تعرف الهدف وتقصد المعنى من هذا الإجراء الذي كان مطلباً أساسيا من مطالبها في التعاون مع المحتل. توقف الزمن بهذه الجريمة الكبرى وتبدأ جرائم لا عد لها ولا حصر بحق الإنسانية وليس بحق العراق والعراقيين فقط .تبدأ مرحلة جديدة من تاريخ العراق مكتوب بمداد أسود وتشهد إراقة أنهار من الدماء الزكية الطاهرة من أبناء شعبه وقياداته الوطنية الصادقة ، ويباشر بتأسيس جيش أريد له أن يكون بديلاً للجيش العراقي الوطني ، ولكن ... مع شديد الأسى والأسف كانت المقاييس والأسس التي اعتمدت فيه هي : الطائفية المقيتة والولاء ألاثني والانتماء الحزبي المتعدد المسميات والو لاءات والابتعاد عن الأسس المهنية والعلمية وطغيان الجهل والأمية في صفوف قادته ومنتسبيه ( لاعتماد آلية الدمج فيه ، من أولئك الذين كانوا في قوات غدر أو حمايات الكيانات الطائفية وقادة الأحزاب الخائنة التي جاءت أو تشكلت في ظل الاحتلال ) كما سيطرت المليشيات الطائفية على الحلقات القيادية ومفاصل القرار في هذا الجيش الجديد . أصبح الجيش الجديد متعدد الولاءات والاتجاهات والغايات والأهداف وغابت فيه الستراتيجيه المطلوبة والعقيدة المعتمدة وتفشى فيه الفساد المالي والإداري ، في صفقات أسلحة قديمة أو من مناشيء غير معتمدة وقمسيونات لعناوين ومناصب قيادية كبيره فيه ، وأصبح تداول الرشوة علنياً لا خجل فيها ولا رادع . والأدهى وألا مر أستخدم هذا الجيش في مهام وغايات غير المطلوب له أدائها . لقد بدلت مهمة الجيش من الدفاع عن سور الوطن إلى أداة قمع داخلي للشعب وأهله ، فلم يعد له فارق عن قوى الأمن الداخلي فتداخلت مهامه وضاعت ستراتيجيته وفقد غايته ومهامه . غيب واجبه وانتهى دوره وحول هدفه وطمست عقيدته ، فها هي حدود العراق الخارجية ومخافره الحدودية مرتع للغربان ومساكن للجرذان وآبار نفطه تم الاستيلاء عليها جهاراً نهاراً لتصبح جزءاً من التعويضات للأحبة والخلان . لقد جرت أنهار من دم زكية وضحى أبطال أشاوس بحياتهم في كل بقعة من تلك البقاع الطاهرة التي يسرح فيها ألان من جيران السوء ودنسوها بوجودهم .فأي جيش هذا الذي تتكلمون عنه يا قادة العراق الجديد ، لقد خنتم الأرض والعرض ورضيتم الركون للأعداء والتصالح مع الشيطان . لقد أسأتم لهذا التاريخ العريق ومرغتم الوجه الناصع في وحل الذل والهوان ، أساءكم الله ومرغ وجوهكم في وحل الذل والهوان ونقم منكم شر انتقام .سيحاسبكم الشعب قريباً قبل الله تعالى ، فعليكم لعنة الله واللاعنين إلى يوم الدين .ستزولون ويبقى العراق ويرجع جيشه العظيم الأبي الباسل . الموت الزؤام للمحتل الغاشم من أمريكان وفرس مجوس ومن أتى بهم ومعهم عاش العراق العظيم وجيشه الحقيقي الوطني الباسلالله اكبر الله أكبر الله أكبر أصبروا وصابروا رفاق العقيدة والسلاح فالنصر صبر ساعة أن شاء اللهوما النصر ألا من عند الله