تتراكض الأيام أمام أعين الجماهير منتظرة أي شيء يوحي بأن الحكومة جادة في الإصلاح والتغير وبناء مستقبل حقيقي بعيداً عن حكم الفرد أو مراكز القوى. إلا أن الحكومة لا تريد الإصلاح ولا تبتغيه نهجاً، ولم يكون الإصلاح إلا شعار يرفع وتنظم قصائد الغزل فيه دون وجود نشوة حقيقية تربط الحكومة مع الشعار. الحكومة تتفانى بالدفاع عن شعار الإصلاح وتهرب (خالد شاهين) الذي يملك ألف ذراع فاسد في العديد من المؤسسات الحكومية. ولجنة الحوار الوطني تقوم بجولات سياحية بدون هدف حقيقي سوى أنها تريد التعرف على محافظات الوطن مجاناً وعلى نفقة صندوق الإصلاح وتظهر في جولاتها مهاراتها بالخطب ونصوص التعبير التي لا ترتقي إلى مستوى الفهم الوطني، فهي ليست سوى تركيب كلمات ليخرجوا علينا بمعادلات لا نستوعبها ليس جهلاً أو عدم قدرة على الاستيعاب بل لأنهم أميون والأمية ليست بحفظ الحروف ترتيباً بل فهم احتياجات الوطن والمواطن. يغيب عن الحكومة الوضع الاقتصادي المتردي للمواطن والذي لا يجد قوت يومه. الحكومة بيقين مطلق لا تريد الإصلاح وغير منسجمة كفريق عمل وكان هذا واضحاً وجلياً من خلال التصريحات التي يتراشق بها الوزراء والمتناقضة مع ما يتخذ من قرارات . لا زيادة على الرواتب ولا إصلاحات حقيقية وبدل الحديث عن الإصلاح بجوهره بمحاربة الفساد بل محور الإصلاح حسب فهم الحكومة هو تعديل وتغير القوانين ليس إلا . ما حدث في الدول العربية من انقلابات شعبية ضد أنظمة حكم استمرت عقود من حكم التجويع والقهر والفساد والحكومة لا تتعلم مما يحدث، وردها دائماً بالوعود والأماني التي لا تخدم لا مسيرة الوطن ولا تحافظ على كرامة المواطن. عندما بدأت المظاهرات والاحتجاجات في الأردن لجئ سمير رفاعي إلى تقديم رشوة للمواطنين على أنها عمل إصلاحي و معروف البخيت وعد بالزيادة ثم تراجع مؤجلاً قراره إلى العام القادم بحجة عدم وجود مخصصات في موازنة الدولة ورفع من سقف الوعد ليكون خيالي. الفساد موجود وهو الذي نخر عظم الأردن حتى بات لا يقوى على الوقوف إلا بالمساعدات والقروض الحاليون والسابقون والمتلاحقون هم الذين أوصلونا إلى هذه المرحلة الحرجة ، فصار الأردن البلد المتسول بدون مشاريع إنتاجية تحفظ له كرامته، والكرامة الوطنية هي الحفاظ على سيادة الدولة وعدم المساس بها بأي شكل من الأشكال أو صورة من الصور فأي اتفاقية أو معاهدة من أي نوع تمس بالأمن الوطني هي مساس بالسيادة والتسول هو مس بالسيادة الوطنية والفساد كذلك مس بالسيادة الوطنية. يحتاج الوطن منا أن نصونه من خلال التصدي للفساد دون حسابات جهوية وعشائرية أو لمراكز القوى، نحتاج أن نضرب رأس الفساد لينعم الأردن بالأمن الوطني والسيادة الكاملة. 00962795528147Etehad_jo@yahoo.com