كان يشدني رؤية أعضاء البرلمانات في الدول المتطورة والتي كانت تملك زمام أمرها وحرية قرارها في أغناء المناقشات الخاصة بإقرار قانون أو تشريع ما فيه مصلحة الوطن والمواطن ، كنت أتمنى أن نصل في يوم من الأيام لهذا المستوى في التطور من الأداء الذي سيرتقي بمصلحة المواطن العراقي ويكون هم ممثليه في البرلمان أو الحكومة مصلحته وتأمين ؛حاجاته والوصول به إلى الترفيه الذي كان البسيط من هذا الشعب يَأمله أو لأقول يحلم به ، خصوصاً في زمن الديمقراطية التي جاءت محمولة على أكفان ألالاف الشهداء من العراقيين الوطنيين والتي فرضتها سرف دبابات الاحتلال وجنوده . وها هي السنوات تمر والدورات الانتخابية تمضي ولم يحصد الشعب ومواطنوه أي مكسب أو غنيمة .الذي حصل أن أعضاء البرلمان وموظفوه هم الذي استفادوا من الشعب وليس الشعب هو الذي استفاد من أعضاءه وممثليه في البرلمان . أليست هذه خيانة يا أيها السادة أعضاء البرلمان العراقي وممثلي الشعب العراقي الذي قدم التضحيات الجسام وخاطر بنفسه وأبناءه في الخروج ليصوت لكم ويضعكم على الكراسي التي كنتم تحلمون بها ومن ثم أجرى لكم السيل من المكاسب التي لم تكونوا بالحلم تحلمون بها . فأصبح جل همكم المكاسب المادية والمغانم التي تتقاتلون عليها في اليوم والليلة وبقي الشعب يعيش أحلام العصافير . سُميت لجان وخصص أعضاء في أسماء ومسميات تطرب ألأذن عند السماع ، وتشرح الصدر وتزرع الأمل في النفوس ، فها هي لجنان وهيئات ، الأمن والدفاع والتعليم والنزاهة وغيرها . في كل يوم يٌعلن عن فضيحة مالية أو خرق قانوني أو فساد أخلاقي في هذه الوزارة أو تلك ويُقرر أحالتها لهذه الهيئة أو تلك في البرلمان وينتظر الشعب المسكين القرارات التي ستصدر أو الإيضاحات التي يمكن أن يطلع عليها للمعرفة ليس ألا ، ولكن تمضي الأيام وتطول الأسابيع فلا من أمل في معرفة ولا خبر يطلع عليه . تتكرر الخيانات للأعضاء هذا البرلمان امتداداً من قبولهم العمل في ظل دولة يرعاها احتلال ( ولا بد من ألإشارة إلى أن ألأمريكان اعترفوا بأنفسهم أنهم محتلين واستصدروا قراراً أممياً بهذا الشأن ) ولكن السادة أعضاء البرلمان العراقي يتعامون عن هذا الأمر ويتناسونه . تزكم الأنوف الفضائح وتتعالى الصيحات في استشراء الفساد المالي والإداري والقانوني والأخلاقي والخروقات القانونية والدستورية لا تعد ولا تحصى ، فيقرر الشعب الذي أدلى بصوته وضحى بفلذات كبده وخرج للإدلاء بصوته وأتى بالسادة أعضاء البرلمان هذا قرر أن يعبر عن رأيه في قول كلمته التي ضمنها له الدستور الذي جاهد من اجله الحكام الجدد ووصفوه بالديمقراطي والمعبر عن رأي المواطن والضامن لمصالحة ، قرر هذا الكائن المسكين أن يقول قولته التي ضمنها له هذا الدستور في عدم أهلية هذه الحكومة التي لم تعر لمطالبة بالانتباه ولا لمصالحة بالتعبير ، فكان ردة أجهزة الحكومة الحديد والنار والاعتقال ومنع التظاهر السلمي وعدم تمكينه من قول رأيه وفرض منع التجوال وملاحقة المشاركين بالاعتقال واستخدام الرصاص الحي والضرب بالهراوات واستخدام الماء الحار الممزوج بالحامض المستخدم في بطاريات السيارات ( حامض الكبريتيك ، طبعاً هذه براءة اختراع يجب أن تسجل للحكومة العراقية وسبق في هذا ألاستخدام ) من عجلات كنت أتمنى رؤيتها ومشاهدتها في مراكز الدفاع المدني ووحدات الإطفاء التي غابت عنها هذا العجلات لتظهر في وحدات مكافحة الشغب كما أريد لها من تسمية . يزداد عدد نزلاء السجون وتظهر خروقات قانونية وأستخدم للقوة المفرطة بصورة جليه واضحة على وسائل الأعلام المرئي منها قبل المسموع وتتعالى أصوات الشجب والاستنكار لوسائل الردع هذه ، ولكن ممثلي الشعب في نومهم ماضون وسباتهم يتقلبون . في حين غفلة يظهر مشاغبون في مملكة البحرين بتحريك من دولة أجنبية ليقوموا بالحرق والتخريب للممتلكات العامة والقتل الطائفي والتخريب الممنهج ، فيصحا النائمون ، فهذا يشجب وذاك يستنكر وآخر يتبرع بالمال العام لنصرة شعب البحرين المسكين . كم هي الخيانات التي وقعتم بها أيها البرلمانيون العراقيون ، فقبولكم للعمل في ظل الاحتلال خيانة كبرى ما بعدها خيانة وتغاضيكم عن جرائمه الكبرى خيانة أخرى وسكوتكم على الجرائم والفساد الذي يتوالى يوميا على مرأى ومسمع منكم جرائم وليست جريمة ، وتتوالى جرائمكم ، ستحملكم الشعب بحلمه ولكن أحذركم من غضبة الحليم ...... فغضبه قادم ويومها لا ينفعكم جواز سفر دبلوماسي ولا حصانة برلمانية ولا حماية المرتزقة الموجودين معكم . السؤال الذي يفرض نفسه ، هل أن التظاهرات في البحرين شريفة وفي العراق عاهرة ؟أم كان هناك من غاية أخرى وهدف غير واضح في التأييد هناك والسكوت هنا .سأترك الجواب لكم سادتي الأفاضل والذوات الاكارم من مستلمي وقارئي هذه الرسالة البسيطة .