أولاً أريد أن أعتذر من أهل البحرين ومن أهل أي دولة عربية يتدخل حكام المنطقة الخضراء بشؤونها، فالتظاهرات التي خرجت في بغداد للمطالبة بما سموه ''سحب القوات السعودية المحتلة من البحرين''، هي تظاهرات صفيقة لا تمثل شعب العراق، ولو كانت تمثل مطاليب عراقية حقيقية لواجهتها السلطات، المرتبطة بالاحتلال الأمريكي، بالرصاص الحي ومختلف الأسلحة. التظاهرات الوحيدة التي تمثل العراقيين ومطاليبهم المشروعة هي تلك التي تجري في ساحة التحرير في بغداد والاعتصامات الجارية في ساحة الأحرار في الموصل وساحة التحرير في تكريت وكذلك في محافظة الأنبار والتي ستجري في جميع مدن العراق.. تلك التظاهرات والاعتصامات العملاقة التي يواجهها أقزام المحتل بالتضييق والاعتقالات والرصاص والهراوات ورش الماء الساخن والبارد على المشاركين فيها، لأنها تطالب برحيل الغزاة الأمريكان من العراق وإلغاء العملية السياسية المخابراتية التي فرضوها على العراقيين. وحقيقة أنا لا أستغرب أن يقود إبراهيم الجعفري وأحمد الجلبي والمالكي وعمار الحكيم ومدرسي الإيراني الذي آوته البحرين فعض يدها الممدودة إليه بالخير وغيرهم، حملات ضد البحرين ويتدخلون بفجاجة في شؤونها وهي بلد عربي مستقل.. كما لا أستغرب أن يحتذي بهم الصبي المسمى مقتدى الصدر حذو النعل للنعل، فيدعو الذين مازالوا مخدوعين به إلى تظاهرة في بغداد ضد البحرين، لأن ذلك بالدقة هو الدور المرسوم لهم. وقيل إن الصدر وزع مبالغ من المال على كل فرد خرج في هذه التظاهرة الشاذة، وهذه المبالغ تحتاج إلى إمكانية دولة محرضة، والدولة المحرضة موجودة وهي إيران التي لم تستطع احتلال العراق يوم كان معافى فاحتلته وهو مريض بالاحتلال الأمريكي. ويتردد أن إيران تسعى إلى تصدير ثورتها إلى العرب، رداً لجميلهم يوم أخرجهم العرب المسلمون من عبادة النار إلى عبادة الله الواحد الأحد، ومن الظلمات إلى النور من دون أن يذكر لنا التاريخ أن العرب المسلمين ارتكبوا مجازر عند فتحهم بلاد فارس، والذين قتلوا من الفرس، إنما قتلوا وجهاً لوجه في ساحات المعارك، بينما ''ثورتهم''كلفت العراقيين، فقط، لحد الآن ملايين الشهداء والمشردين والأيتام والأرامل والمعوقين والمهجرين والتدمير والتخريب، في سعي مقصود لتشويه كلمة (ثورة)، فهي إذن ليست تصدير ثورة، وإنما تصدير طائفية مقيتة وقف العراقيون سداً بوجهها، ومازالوا يقارعونها ويقارعون الاحتلال الأمريكي الذي مكّن إيران من بلادهم من دون ناصر ولا معين، وإنما اعتماداً على إيمانهم بأنهم يجب أن يعيشوا أسياداً على أرضهم. ويا سبحان الله، قوات درع الجزيرة التي مهمتها حماية الخليج العربي صارت قوات محتلة في المنطق الإسلاموي الإيراني، على الرغم من أن الحكومة الشرعية في البحرين استدعتها للوقوف بوجه الخطر الإيراني، بينما القوات الأمريكية مازالوا، إلى الآن، يسمونها قوات صديقة وقوات تحرير.. إلخ.. فأي دين هذا؟ ولا أستبعد أبداً أن ما يجري في منطقتنا العربية الآن هو مقدمات حرب طائفية تقودها إيران بدهاء فارسي وخبث كبير، لكن هذا الدهاء والخبث يقصران أحياناً فتبدو الخديعة الإيرانية من خلال هذا القصور واضحة للعيان. إيران بفجاجة تتدخل في شؤون البحرين، ولكن ليس عن طريقها فقط، وإنما عن طريق ناعقين آخرين أيضاً تعتمدهم، مثل حكومة الاحتلال في العراق، التي تردد كالببغاء ما يقول سيدها في طهران، وتقلد مثلما القرد حركات سيدها في إيران. انظروا إلى ما يفعل الأقزام في المنطقة الخضراء في العراق: انتفض إبراهيم الجعفري، وهو باكستاني الأصل، وأرعد وأزبد في ما يسمى البرلمان العراقي منادياً: ''يالثارات البحرين''.. ووقف أحمد الجلبي مطالباً بالتبرع لشعب البحرين بمبلغ خمسة ملايين دينار من أموال الشعب العراقي الجائع المبتلى، وذهب إلى أكثر من ذلك عندما وزع استمارات على شباب صغار مغرر بهم للتطوع للقتال في البحرين، وكأن البحرين ضيعة لا سياج لها ولا رجال يحمونها.. وذلك الصبي الآخر عمار الحكيم الذي له أبراج في البحرين اشتراها من أموال المسلمين من الأخماس والزكوات يهدد البحرين، وهو الذي كان إلى ما قبل شهور عندما يأتي لمتابعة أملاكه في البحرين يُستقبل كمسؤول رفيع. وذلك الآخر المدعو هادي العامري يقود مظاهرات ضد البحرين وهو معروف بأنه ليس من بني عامر وإنما من بني خامنئي، ذلك الولي السفيه، وإيران من هذا تهدف إلى زرع الفوضى في المنطقة، وأقزامها في بغداد يريدون تصدير أزمتهم إلى البحرين بعد أن فشلوا في خداع العراقيين أنهم يعملون من أجل العراق، كما يريدون إفشال الغضبة العراقية ضد وجود القوات الأمريكية وضدهم، والمتمثلة بالتظاهرات والاعتصامات العارمة، كما يهدفون إلى تنفيذ المخطط الإيراني الساعي إلى نشر الطائفية المقيتة وضرب ديننا الإسلامي في الصميم. وسأرفض بشدة إذا قال أحد إن هؤلاء شيعة، فالتشيع مذهب ديني عربي صافية أهدافه لا طائفية فيه ولا عداوة له لبقية المذاهب ولا بغضاء لها أو لصحابة النبي محمد (ص)، وهؤلاء من مذهب سياسي لا ديني يرى سيادة الفرس على العالم، وأدخل إلى هذا المذهب النبيل، منذ قرون، شتى البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، وإذا تتبعت أصولها ستجدها زرادشتية تحتفل بالنيروز الذي نهى الإسلام عن الاحتفال به.. ذهب الرئيس الراحل صدام حسين إلى لقاء ربه بعد اغتياله في يوم مبارك عظيم هو عيد أضحى على أيدي هؤلاء الطائفيين أنفسهم، ولكنه كان قد أمر خلال الحرب العراقية الإيرانية بنصب لوحة على الحدود العراقية الإيرانية كتب عليها ما معناه ابقوا عيونكم مفتوحة على الشرق فالخطر يأتيكم منه، ونصب على شط العرب في البصرة تماثيل لقادة عراقيين استشهدوا في الحرب العراقية الإيرانية، وجوههم شطر إيران ويشيرون بأصابعهم نحوها في دلالة واضحة إلى أن إيران لن تكف عن التآمر على العرب دوماً. فيا أبناء أمتنا العربية ابقوا عيونكم مفتوحة على إيران دائماً فالخطر منها يأتيكم والتآمر الخبيث بيدهم يصنعونه لكم بصبر دونه الصبر الذي تحتاج إليه صناعة السجاد التي يمارسونها.. وماذا في "العراق" من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء