لمن لايعرف كيف قفز نوري وحزبه الاجرامي الى السلطة , نوضح بأنه جاء ضمن صفقة أبرمتها ايران ومشيخة الكويت مع المحتل الامريكي . جاء فيها ان ايران ومشيخة الكويت تقدمان كل التسهيلات اللوجستية لهذا المحتل , نظير ان لايتدخل المحتل في شكل الحكومة القائدة للعراق بالمرة. ففيما فتحت المشيخة اراضيها منطلقا لدخول القوات الغازية . فتحت ايران هي الاخرى اراضيها على مصراعيها , لدخول الميليشيات المسلحة التي تدربت فوق اراضيها سنوات طويلة ونهلت من الفكر الصفوي الحاقد , على كل ماهو عراقي وطني مخلص. أمراء الحرب الشيعة الصفوية المندفعون بكل حماسة , هم مخلصون لأيران بلا تردد او تخاذل . وقد سبرت ايران غورهم ووضعتهم على المحك ايام الليالي الايرانية . ولطالما رددت في كل مقالاتي , حب وحرص أيران على هذه الكوكبة من أمراء الحرب الشيعة الصفوية. وقلت بأنها لن ولن تفرط بواحد منهم . ولا تساهم في قتلهم البتة . بل تتركهم يستفحلون ويستأسدون فيما بينهم . ولاغضاضة ان يصفي بعضهم البعض. وهذا ما شاهدناه في الايام الاولى من اغتيالات جرت في النجف, لكثير من الرموز التي لاخلاف على ولائها لأيران. ولم يوجه اصبع الاتهام طوال السنوات الثماني من الاحتلال الانجلو امريكي ايراني , الى تورط ايران بأغتيال اي أمير منهم . فقد عملت ايران بمبدأ " بأسهم بينهم " . وبعد تجربة علاوي المحدودة , لم ترض به ايران ولا المشيخة والاسباب معروفة للجميع . جاءت تجربة "الرزوخاني" الجعفري فوجدته ايران بأنه " ثرثار كبير ". اشعل الفتنة الطائفية فترة حكمه القصيرة. ولاينفعها لتنفيذ الاجندات اللاحقة . فكان الخيار قد وقع على نوري وكان خيارا "موفقا" لكل من ايران والمشيخة وحتى اسرائيل . الا ان الراعي المحتل ظل متحفظا على أدائه المفضوح في خدمة ايران. ونجح في الاختبار طوال السنوات الاربع بالاضافة " الى سنة خاوه " , ليعود الى التحكم بمقدرات العراق لسنوات اربع لاحقات رغم أنف علاوي ومقتدى الصدر والشاب عمار الحكيم . ترى ما هذه الصفقة التي كان فيها نوري امينا على تنفيذها لحسابات الخبثاء الثلاثة ايران واسرائيل ومشيخة الكويت؟. أذكرالقارئ العزيز, بصفقة استيراد الرؤوس الخاصة بمولدات الطاقة الكهربائية , التي أتضح لعمال ميناء ام قصر عند فتح الصناديق, أنها لم تكن ألا لعب اطفال تصل قيمتها الى 300 الف دولار فقط . فيما الصفقة التي ابرمتها حكومة المالكي على انها رؤوس للطاقة الكهربائية كانت بــ 55 مليون دولارا. تم " لفط " 8 ملايين دولارا مسبقا من قبل شيخ الحرامية نوري ورهطه من حرامية حزب الدعوة. هذه السرقة توضح وبعد مسيرة عصابة الحرامي نوري , انها الصفقة التي ابرمتها ايران مع المحتل , واختارت نوري لتنقيذها بكل امانة . لأنها وجدت بنوري وحزبه الفاسد الأمناء على أبقاء العراق سنوات لاحقة على ما هو عليه من تأخر عن ركب كل ماهو حضاري . وطبعا كان لنوري الشرط "المقبول" من كل الاطراف , بأطلاق يده وأيادي اعضاء حزبه, لنهب ما يتم نهبه بكل حرية ودون تدخل البتة . ففقدان الكهرباء على مدى سنوات الاحتلال يؤشر نجاح الخبثاء الثلاثة , على أبقاء العراق كسيحا ضعيفا لاخوف منه اليوم وغدا ولربما لسنوات ستطول وستطول . فالكهرباء بمقدور اي دولة فقيرة أن تنجزه بفترة لاتزيد عن سنة اوسنتين , فما بالنا بعراق عوائده النفطية تصل سنويا الى مئات المليارات من الدولار. وبمقدور اي حكومة عراقية شريفة, أن تلجأ الى دولة مثل المانيا بشركاتها العملاقة لتعيد للعراق محطاته الكهربائية بسنة واحدة فقط , العراق الذي كان يوما يبيع الكهرباء الى السعودية . يتركه نوري وعصابته طويلا بلا كهرباء ؟.. أي بلا طاقة التي هي اساس تحرك كل مرافق الحياة اليومية. ألا يفسر ماطرحته يؤكد ان "نوري" يعد أكبر حاكم مخرب مر بالعراق ؟ .ولمن يطالب برئيس وزراء يحل محله بعد طرده , أقول من أين نأتي به ؟ .فعراق اليوم دولة طوائف. والشرفاء كل الشرفاء ليس بمقدورهم البتة أن يتقدموا الصفوف بالسهولة . فالراعي الامريكي المحتل الامين على طلبات الخبثاء الثلاثة . فاذا نجح الشعب بطرد نوري اليوم ستأتي ايران بأمير من الاحتياطي المضمون عندها . سيكون اوسخ واشرس من نوري. talalmn@yahoo.com