عزيزي المناضل عبد الستار الراوي ذات يوم كنا معا ونبح علينا , وعلى مشروعنا الوطني العملاق , أحدهم , وحينما غضبت وفارت فورتك , ذكرت لك قول العزيز المنتقم الجبار "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" ومضينا نشرب القهوة بصحبة رفقة طيبة ونستلذ بسيجار كوبي في أمسية تشرينية جميلة , لذا لن التفت لهذا التافه الذي نوهت عنه. لكنني اليوم اكتب اليك لأحييك اولا ولأقول لك انها خاتمة العمر الأجمل , أن يكون تحرير العراق والامة عنوانها , فأنا أدرك جيدا ان عينا عبدالستار الراوي , هكذا بلا ألقاب وأنت أستاذي وصديقي , لم تحيدا عن الهدف الوطني والقومي النبيل , مذ صدحت حنجرته الغضة بأول هتاف باسم العروبة في شوارع الكرخ , ومذ شرع في كتابة أول حرف على لافتة قماشية في أزقتها التي أنجبت المناضلين , ومنهم , بكل فخر , أهلي. أخي وأستاذي وصديقي برغم كل مصاعب ومصائب الحياة كنت أرى في جمرة عينيك , كلما التقينا , ذلك الحلم النبيل وذلك العزم الأكيد وتلك الثقة المبصرة بقدرة الأمة على النهوض والتحرر والانعتاق , وحين اتصلت بك أهنئك بسقوط الفرعون الجاسوس , كنت كما أعرفك , وكما انت منذ نحو 55 عاما تتدفق عنفوانا واستبشارا وثقة بأن الأمة وجناحاها , في العراق ومصر , ستحلق من جديد في الأعالي. أمد الله في عمرك وأقر عينيك بنصر الأمة في العراق وفلسطين. ولك محبتي أبدا