اخترع العالم مع مرور عجلة التطور البشري علم التكنولوجيا، وبهذا العلم صنع الإنسان آلات متطورة ووسائل اتصال سمعية وبصرية هامة بقدر ما كان اتساع خيال الإنسان العالم .. ونتيجة لذلك وطبقا لما بات يعرف بالعولمة وجدت المعلوماتية والانترنت، وانبرى الهواة والمختصون في المشاركة في بناء هذه الشبكة العنكبوتية التي جعلت الاتصال واللقاء والتعارف والوصال أبسط مما يتصور أي كان! .. وليس موقع "فيس بوك" والذي يعتبر آخر ما جادت به قرائح المعلوماتيين؛ إلا إحدى أهم تلك الابتكارات وأكثرها تأثيرا في حياة الناس اليوم .. ولأن موضوعنا ليس في "الفيس بوك" وإنما هو في ظاهرة "إسلام بوك"، فسنرصد بعض ظواهر التطور الكبير الحاصل على صعيد "إسلام بوك" .. والذي من أهم تجلياته فتاوي القرضاوي، وأكاذيب قناة الجزيرة، ودعايات الإخوان المسلمين .. يأخذ اسم "إسلام بوك" معناه من تلك الحملة المضللة والمغرضة التي تتزعمها فضائية الجزيرة القطرية ويساعدها في توسيع مساحتها الشعبية أئمة الإخوان وعلى رأسهم يوسف القرضاوي. وقد بدأت ظاهرة "إسلام بوك" منذ فترة تظهر على السطح بعد أن نامت تحت الأقنعة طويلا! .. وكان أبرز ظهور لها مع بداية الهجمة الاستعمارية الصهيونية على النظام الوطني في العراق الجريح، حيث شاركت مجموعة "إسلام بوك" وقناتها ومشايخها، في الحملة الإعلامية الزائفة والكبيرة لتجريم العراق وشيطنة نظامه الوطني وقائده الشهيد صدام حسين رحمه الله! .. وتواصلت تلك الحملة خلال غزو العراق وحتى بعد احتلاله من خلال الترويج للذرائع الواهية التي كانت تطلق من عواصم الاستعمار وتروج لها الجزيرة ويبررها دينيا الإخوان المسلمون ومشايخهم! .. أليس القرضاوي من امتنع عن الإفتاء بوجوب الجهاد في العراق وأفغانستان خدمة لقطر وقواعد "المارينز" الأمريكية في السيلية والحديد؟ .. أليس القرضاوي من يحرض على الفتن في بلد عربي تستهدفه آمريكا وحلفائها لتسهيل مهمتهم في اختراق ذلك البلد وتدميره؟ .. ألم يأتي الإخوان وزعيمهم محسن عبد الحميد على دبابات الاحتلال إلى العراق، وعملوا تحت وصاية حكومة "ابريمر" وشاركوا فيها خدمة للاحتلال؟ .. ألم يقسم الإخوان كل مقسم في الوطن العربي، حتى فلسطين السليبة التي شق الإخوان صف الشعب المكافح فيها، خدمة لأطماع الفرس ومشاركة للصهاينة في تفكيك الشعب الفلسطيني؟ .. ألم يلتزم الإخوان المسلمون الصمت حيال الأنظمة الملكية والأميرية في الخليج العربي، تواطؤا معها، واستدرار لأموالها وهباتها وصدقات فاعلوا خير من الأمراء؟ .. ألم يقل خطيب الإخوان أخيرا في بنغازي أن تحالف الغرب الصهيوني على الشقيقة ليبيا بمثابة "حلف الفضول"؟ ويجرم نظاما مسلما ويكفره تحت حماية من طائرات فرنسا والولايات المتحدة الامريكية وأذيالهما؟!! .. ألم تلفق قناة الجزيرة وتروج لمئات الأكاذيب تحت عناوين عدة؛ شهاد عيان، مصادر للجزيرة، علمت الجزيرة! .. عن الوضع في ليبيا؟. في حين أن أي شريط مصور وحديث يصلها من ضربات المقاومة العراقية البطلة الموجهة إلى العدو الامبريالي الصهيوني المحتل تشكك في صدقيته قائلة: "لم ينسى للجزيرة التأكد من هذا الخبر"!!؟ أيها الشباب العربي إننا أمام ظاهرة جديدة تحتاج منا أن نتوقف عندها، ونفكر فيها، هي ظاهرة "إسلام بوك" التي لم يعد يخفى على أحد مدى افتضاحها وهي تقف مع كل احتلال لأرضنا، وكل نهب لثرواتنا، وكل مسخ لهويتنا، وكل تفرقة تمزق أشلاء الجسم العربي الممزق أصلا! .. ولنا حديث آخر ان شاء الله في "إسلام بوك" وقناة الجزيرة .. ولله الأمر من قبل ومن بعد.