إن ميزة إنتفاضة الخامس عشر من نيسان عام 2005 عن بقية إنتفاضات وثورات شعبنا العربي الأحوازي ليس كونها إمتداداً طبيعياً لنضال وكفاح شعب مُحتل منذ العام 1925، بل أيضاً جاء هديرها المدوي زئيراً تصاعدياً تجلت فيه إرادة وقدرة الأحوازيين بمختلف مكوناتهم الاجتماعية وتنظيماتهم السياسية وفصائلهم المسلحة بالتمسك في الثوابت القائمة أصلاً على نيل الحرية وتحرير البلاد من طغمة الفرس الحاكمة بالحديد والنار والظلم والاستبداد. إن الاحتلال الفارسي الغاشم والغادر لأول بلد عربي يتم قطعه عنوة من أمته العربية ودغمه بنحو سافر لحدود إيران، قد جابهه وما يزال يجابهه بواسل وأبطال الأحواز الذين قدموا ومستمرين بتقديم الرعيل تلو الرعيل من الشهداء الأبرار. ناهيك بالكلام عن السجناء والمعتقلين سواء الذين إنقطعت أخبارهم تماماً، أو ممن يعانون أشد أنواع التعذيب الوحشي والهمجي في غياهب السجون والمعتقلات. إن نظام حُكم المُلالي الحالي في إيران الذي يتوارى خلف ستار الدين وينضح أمام الملاْ طائفيةً وعنصريةً لهو الأسوء والأقذر في تعامله المشين والإجرامي تجاه شعب الأحواز وحقوقه المشروعة سماوياً وأرضياً. ومع ذلك فقد تفاجأ هذا النظام البائس بصلابة الأحوازيين في إنتفاضتهم العارمة. كما وإن هذه الإنتفاضة الوطنية قد حركت الركود السياسي الذي ساد التنظيمات الأحوازية لاسيما بالخارج، وكذلك قد نبهت الساحة العربية على وطن عربي مغتصب يعاني أهله أقسى أنواع القهر والتعسف والاستعباد. وإذا كانت هناك المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية من قِبل الأحوازيين والعرب والأحرار من العالم في عواصم ومُدن عديدة، فإن ما شاهدناه يوم أمس في وسائل الإعلام العربي، وخصوصاً الفضائيات الإخبارية الرئيسية، التي تناولت في صدارة نشراتها إنتفاضة الأحواز المجيدة. فهذا يدل ويعني على إنتشار الوعي العربي لبلدهم السليب منذ عقود. وبالتالي من الواجب على العرب شعوباً وحكومات أن تدعم وتناصر قضية الأحواز لكي يحقق الشعب العربي الأحوازي هدفه التحرري المنشود. ونحن في اللجنة العربية لمناصرة الأحواز إذ نثمن هذه الإنتفاضة التاريخية الميمونة، ونقييم ذكرها السنوية المجيدة؛ فإننا نعاهد شعبنا وأهلنا في الأحواز بالدعم والمناصرة على قدر ما نستطيع بذله وتقديمه، والله ناصر المؤمنين ولو بعد حين.