شبكة ذي قار
عاجل










في اليوم الذي أعلن فيه بصورة رمزية عن سقوط بغداد يوم التاسع من نيسان عام 2003 , كانت انطلاقة المقاومة العراقية في اليوم نفسه , عندما أعلن الشهيد صدام حسين عن بدء المقاومة ضد القوات الاميركيه الغازية ,وبذلك كانت أسرع مقاومة ضد محتل أجنبي في العالم . ولابد من التأكيد أن المقاومة التي نتحدث عنها, هي مقاومة حزب البعث في العراق ومن ثم اتسعت المقاومة ,وتعددت فصائل المقاومة التي مثلت الأطياف الوطنية العراقية ,وقد اندمجت هذه الفصائل تحت عنوان واحد . لقد عرف القاصي والداني أن الغزو الأمريكي للعراق لم يكن حسب المبررات والذرائع التي قدمتها الإدارة الأمريكية في عهد المحافظين الجدد بزعامة بوش الابن بل كان الهدف من الغزو والاحتلال السيطرة على نفط العراق , الذي يقدر الاحتياطي فيه 287 مليار برميل حسب رواية وزير الدفاع الفرنسي الأسبق شوفنمان ,وقد كان هذا الهدف واضحا منذ اليوم الأول للغزو , حيث أحيط مبنى وزارة النفط بالرعاية من قبل القوات الأمريكية , وتركت الوزارات الأخرى للنهب والحرق , إضافة إلى نهب تراث العراق الثقافي والحضاري . كان الهدف الأخر للغزو الأمريكي بناء نموذج ديمقراطي يشع على بلدان المنطقة ,نموذج الفدراليات العرقية والدينية والطائفية الذي يجب أن يعم ( الشرق الأوسط ) ,أما الذرائع الأخرى الواهية فقد تم كشف كذبها وتفنيدها خلال السنوات الماضية. إزاء هذه الأهداف الخطيرة التي تهدد كيان الأمة العربية والوطن العربي كله , فقد اضطلعت المقاومة العراقية بدور قومي نيابة عن الأمة كلها في إفشال هذا المخطط , وجعلت من العراق ساحة كفاح عربي مجيد للحفاظ على ما تبقى من الكيان العربي . ثمان سنوات قدمت المقاومة عشرات الألوف من الشهداء والجرحى , وبالمقابل نالت من جنود الاحتلال الكثير من القتلى والجرحى ومصابين بأمراض نفسية , إضافة إلى تحمل الخزينة الأميركية مئات المليارات الدولارات . ورغم ما قدمته المقاومة من تضحيات بشرية من إنقاذ العراق أولا وإنقاذ الأقطار التي كانت مرشحة إما للغزو أو التقسيم أو الفتنة الطائفية , رغم كل ذلك لم تنل المقاومة العناية المطلوبة من الإعلام العربي ومن الأحزاب العربية وبالذات الأحزاب القومية . بل بالعكس انساقت هذه الأطراف وراء دعاية أمريكية ـ صهيونية هدفها شيطنة الأحزاب القومية وبالذات حزب البعث , والإيحاء أنها اقرب إلى الإرهاب منها إلى الأحزاب الكفاحية صاحبة مشروع قومي تحرري نهوضي رائد . لقد بدأ المخطط الدعائي الأمريكي ـ الصهيوني بعد الاحتلال مباشرة ,حيث تبرعت بعض الفضائيات العربية التي نالت شهرة في الوسط العربي والعالمي , بالقيام بهذا الدور المعادي لأمال الأمة العربية في النهوض والتقدم ,فقد قدمت برامج غاية في السوء والشيطنة ,واستضافت تلك البرامج شخصيات ذات أصول غير عربية , صبت كل حقدها التاريخي على رموز العرب القوميين مثل جمال عبد الناصر وصدام حسين وياسر عرفات , وأظهروهم بأبشع الصور من خلال التركيز على تفصيلات شخصية , أو تصرفات المعاونين لهم . بات واضحا بعد ثماني سنوات أن قانون ( اجتثاث البعث ) هو فكرة فارسية تم إقناع احمد ألجلبي " لص بنك البتراء " بتبنيها وإصدارها في قانون لضرب الفكر القومي في العراق , وتمهيد الأجواء لتقسيمه إلى فيدراليات حسب أفكار جون بإيدن وبول بريمر . وتحت عباءة هذا القانون قتلت المليشيات الطائفية التابعة لإيران وأزلامها في المنطقة الخضراء أكثر من 140 ألف مناضل , معظمهم من الكفاءات العلمية من مهندسين وأطباء وعلماء ذرة وضباط في الجيش العراقي الباسل صاحب الأمجاد في معارك العرب القومية تشهد عليها مقابر الشهداء العراقيين في جنين والمفرق ودمشق. وعلاوة على ذلك فقد تم تهجير مئات الألوف منهم إلى دول الجوار العراقي حيث شغلوا مواقع مهمة في الجامعات العربية ومؤسسات البحث العلمي. ورغم ذلك فقد قام العبثيون العراقيون بدورهم الكفاحي المتميز ضد قوات الاحتلال الأمريكي ,الأمر الذي دفع باراك اوباما إلى اتخاذ قرار بسحب قواته خطوة ـ خطوة , من المفروض أن يتم الانسحاب نهاية العام الجاري 2011 , وما زيارة وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس إلى بغداد إلا محاولة لإبقاء 20 ألف جندي في العراق بعد الموعد المحدد نهاية هذا العام . إن مهمة المقاومة العراقية وبالذات الفصائل التي يقودها المجاهد عزت إبراهيم الدوري , إخراج القوات الأمريكية من العراق , وإخراج الاحتلال الإيراني أيضا لان العراق وقع تحت احتلالين بالتفاهم والتنسيق المباشر وغير المباشر , وقد تضمن التفاهم بين الطرفين تقاسم المغانم , فالنفط للولايات المتحدة , والنفوذ السياسي والديني الطائفي لإيران . وما التصادم الإعلامي بين الطرفين إلا مناورة تغذيها الصهيونية في الولايات المتحدة, لمنع إيران إكمال مشرعها النووي. المقاومة العراقية اقتربت من النصر المبين , ومن الواجب أن تنال العناية من الإعلام العربي والأحزاب العربية , لان المقاومة كانت وما زالت هي المحفز للانتفاضات العربية , وستظل مرتكز الجهاد للأجيال العربية المقبلة .




الثلاثاء٠٨ ÌãÇÏí ÇáÇæá ١٤٣٢ ۞۞۞ ١٢ / äíÓÇä / ٢٠١١


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق د . حسن طوالبة طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان