شبكة ذي قار
عاجل










تعود  الأيام لتضيف سنة جديدة في تأريخ الحزب، ففي الفترة بين 4-7/4/1947 إلتقى جمع خير من أبناء هذه الأمة يتصدرهم الرفيقان أحمد يوسف عفلق وصلاح الدين البيطار في مقهى بغداد بدمشق، ونتيجة ما بحثوه وناقشوه في قضايا الأمة والهجمة العدوانية التي تواجهها، فقد أثمر ذلك اللقاء عن: الإعلان الشعبي عن تأسيس حزب البعث العربي الإشتراكي.   فما هو البعث؟ هي نظريته الفكرية؟ وما هي أهدافه وتوجهاته؟ وماهو برنامجه النضالي؟ وكيف كانت قرائته للواقع العربي؟ ولماذا هذه الشراسة الإمبريالية عليه كحزب رسالي؟   البعث ليس حزبا مضافا للأحزاب الموجودة في الساحة العربية، بل هو بتر جذري للتداعي، وإيقاف علمي للإنهيار القيمي، وتشخيص واع لمتناقضات الواقع وطبيعة وحجم الأخطار والتهديدات في ساحة الأمة، وإرتقاء نوعي لنضال الشعب العربي، عبر فهم إيماني عميق رسالة الأمة عبر رسالات السماء المنزلة لها وإستلهام القيم الأيمانية في تراث ودستور الأمة العظيم (القرآن)، نعم هناك بعثيين منظمين في خلايا تبدأ من مؤيدين وتتدرج فتكون خلايا الأنصار والمرشحين والأعضاء وللضرورات التنظيمية والجهادية شكلت لكل مجموعة خلايا للأعضاء، ويتدرج السلم التنظيمي للحزب لتتشكل قيادات الفرق الحزبية والشعب والفروع وقيادات الأقطار ثم قيادة الحزب القومية، لكن ذلك لا يعني أن فقط هؤلاء هم البعثيون، بل إن كل مواطن مخلص حريص على وحدة الوطن العربي وإستقلاله وكرامة الأمة ووحدتها وتحررها وحقوق المواطن وحريته وإطلاق مواهبه، ليؤدي دوره في الحياة ورسالته كخليفة لله في الأرض، وكإنسان يحمل قيما هي خلاصة التطور النوعي للتطور الإنساني للبشرية، كل هؤلاء بعثيون في سعيهم وجهادهم ونضالهم بكل أشكاله وإن لم ينتموا للبعث ويتنظموا في خلاياه.   من هذا يتضح أن البعث إيمان عميق مقرونا بعمل جهادي متواصل، هذا الإيمان فطري لم يوجده ويخلقه أحد، فهو بأعماق كل إنسان في أمتنا ووطننا الكبير. (وقد شاء قدر امتنا وتراثها وقيمها الروحية والإنسانية أن يعبر هذا الإيمان عن نفسه بين مجموعة من الشباب) أولئك هم الجمعهم مقهى بغداد ليتدارسوا وضع الأمة ويستلهموا من تاريخها العظيم وتراثها الثر دروس النضال فيعلنوا ولادة العملاق الكبير البعث العربي، كانوا أبعد ما يكونون عن السياسة ورخصهاكانوا قليلون بعيدون عن السياسة ورخصها بالمفهوم التقليدي المعروف عن السياسة وأهدافها، لم يكونوا طلاب سلطة ولا ساعين لمغنم، بل مدركين بأن الطريق الذي سلكوه صعب وشاق وسيضعهم بمواجهة كل قوى الضلال والبغي والجهل وقوى قد تكون وطنية وساعية لجوانب إيجابية ولكنها لم تجعل نضالها بمستوى ما فكر به هؤلاء الشباب وهو أن لا نسبية ووسطية بين الإيمان والكفر، ولا نسبية بالوطنية والتبعية، فهذه الأمور مطلقة، ولذلك عندما عرفت الأمة وكل أبناءها فكرهم ومنهجهم التفت حولهم وإحتضنتهم، فصاروا ضميرها ونموذجها وذراعها، مثلوا على بعض أجزاء الأرض العربية حقيقة النضال وقدسيته، بل مثلوا صورة مقدسة للنضال المؤمن (الجهاد)، فقد جسدوا التفاني والتجرد وإنكار الذات والتواضع أمام الفكرة وأمام صوت الحق وآلام الشعب، وهو ما تجلى بأبهى صوره رغم غزارة الدماء وجسامة التضحيات في العراق، فالبعث إيمان مقرون بالعمل قبل أي شيء آخر.   أما نظريته الفكرية: فقد إنطلق البعث العربي الأشتراكي مستلهما فكره ونظريته من مباديء وقيم الأمة العظيم، والتي حباها الله وفطرها عليه، وشرفها أن تكون حاملته ومبشرة الأمم به، فهي أمة إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم وسلم، وهي من نزلت الكتب المقدسة في أرضها وبلغتها، وخاصةَ القرآن المجيد، هذا الكتاب الذي تعهد الله تعالى بحفظه (إنا نزلنا الذكر وإنا اليه حافظون)، هذا الكتاب المقدس الذي يؤكد عروبة الإسلام وعروبة نبيه حبيبنا ومعلمنا وقدوتنا محمد الصادق الأمين، فلا فلسفة نتبعها إنما هو إستلهام ونهل من منبع غني لا ينضب، وفكر البعث قائم على الأيمان بالله وكتبه ورسله وأن الإنسان خليفة في الأرض وأن الله خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف ونتعاون ونتفاعل بالعمل الصالح، لا أن نتعارك ويبغي بعضنا على بعض بالفحشاء والمنكر، وإن الناس سواسية لا فضل لأحد منهم على الآخر إلا بالتقوى والعمل الصالح، وإن الأقربون أولى بالمعروف، ومن لا يورف ظله على قومه وأهله لا يمكن أن يكون نافعا للغير.   من هذا جاء برنامج  البعث العربي ومنهجه الأيماني القومي الحضاري ذو البعد الإنساني. ويؤكد البعثيون في بيان التأسيس أن: (هذا الإيمان لم يقلل من شأنه أن تكون تعبيراته لم تبلغ بعد درجة النضج والوضوح اللازمين له، فثمة فرق أساسي بين المبدأ كروح، وبين المبدأ كذهن. فمبادئ الحزب كتعبيرات ذهنية هي بحاجة إلى عمل طويل والى دراسة وبحث لكي ترتقي شيئا فشيئا وتفيد من دراسات الأمم الأخرى، ومن نتائج البحث العلمي والتجربة الذاتية وتجربة الآخرين). فالبعث وضع الثوابت الأساسية للنظرية القومية، ولم ينتظر التفاصيل، فالأجيال المتعاقبة من أبناء الأمة كفيلة بإغناء وتكامل التفاصيل، وقد أثبتت الأيام صحة وفراسة الطليعة المؤمنة.   ولكن ما أن باشر البعثيون عملهم الجماهيري بعد الإعلان عن تأسيس الحزب حتى بدأ الأعداء يتكالبوا عليه، لأن البعث العربي الاشتراكي كطليعة مؤمنة مناضلة من أجل الخير والسلام والتحرر والحق، ويعتمد فكر ايماني عميق، لأنه أدرك حقيقة الدين كله والإسلام بشكل خاص، وأعتمده كمرجع إستلهام فكري وجهادي وإجتماعي وسياسي، بعيدا عن كل التشويهات والبدع، التي لحقت بتطبيق أحكامه، والذي اعتبروه البغاة من الإمبرياليين العدو الأول والأخطر لهم، ولكون البعثيون هم المدافعين الحقيقيين عن الدين وشرائع السماء، لأنهم فهموها وأدركوا كنهها وأمر الله تعالى فيها للبشر، فهم المتدينين حقا وهم المؤمنون، هذا هو السبب الحقيقي لإستهداف البعث، وهذه أسباب صدور قانون اجتثاث البعث وإباحة قتل البعثيين في العراق بعد الاحتلال. وكذلك فهم معنى الإنتماء القومي وحقيقته الإنسانية الرافضة للبغي والعنصرية والتعصب والعدوانية والبغضاء، فقد أعتبر الغرب وقواه الباغية البعث يشكل أكبر تهديد فكري ونضالي لهم فحاربوه بأشكال متعددة:   1.     القتل المباشر لأعضائه، وأكبرها جريمة تصفية البعثيين في العراق. 2.  الحرب الإعلامية وإعتماد الكذب والفبركة والتزوير والتضليل ضده كفكر وكتجربة نضالية، وما جرى ضد الحزب وتجربته في العراق شاهد صارخ على ذلك. 3.     العمل على تفتيته وإستهداف وحدته التنظيمية، وتاريخ الحزب شاهد على ذلك. 4.     قانون الإجتثاث الذي يمثل عدوانا على حقوق الإنسان وحرية الفكر. 5.     تكوين أحزاب تحت أغطية دينية وأخرى طائفية وعنصرية لتكون بمواجهة البعث فكرا وعملا. 6.     وقد إنحدرت أحزاب وطنية ودينية حقيقية في ذلك المنزلق فكانت حليفة للإمبرياليين والصهاينة في عدائها للبعث.   وللأسف في سنوات النضال الأولى كانت كل الأحزاب اليسارية وحتى القومية وقفت مواقف خاطئة من البعث لأنها رأته منافس قوي بل مكتسح لها، ففكرت أنانية حزبية لا بانفتاح مبدئي ووطني، سامح الله المخطئين منهم وهدى الضالين.   اللهم إنا آمنا بك وعملنا وفق ما أمرتنا والناس عموما العمل الصالح فثبتنا على الإيمان.




الجمعة٠٤ ÌãÇÏí ÇáÇæá ١٤٣٢ ۞۞۞ ٠٨ / äíÓÇä / ٢٠١١


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق عبد الله سعد طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان