ما ان اطلت السنة الجارية بدأت معها حركات نستطيع ان نسميها حركات ثورية واخرى غير ثورية انطلقت في عدة دول عربية ابتداءاً بتونس مروراً بمصر وليبيا واليمن وربما تأتي دول عربية اخرى . بطبيعة الحال نحن مع الشعوب العربية في تطلعاتها . من حق كل شعب ان تكون له ممارسة ديمقراطية . والحرية تكتسب لا ان يهبها احد . لقد بدأت الثورة في تونس وكانت ثورة شعبية تغيرية وكنا معهم حتى سقط نظام بن علي وحين اتت رياح التغيير لم يستطع بن علــي ان يقف امامها لايام قليلة حتى ولى هارباً مذعوراً من تونس يلوذ بتلك الدولة او تلك حتى صار به المقام في المملكة العربية السعودية وكذا الحال بنسبة لمصر ولو ان حسني مبارك طاول وقاوم اكثر من زميله بن علي الا انه لم يستطع ان يجاري المد الشعبي لثورة مصر حتى تنازل عن كرسي الحكم مرغماً . ثم جاءت حركات في دول عربية والى الان تقوم بالمظاهرات لاجل التغيير وصمود حكامها في تلك الثورات . لكن السؤال لماذا هذه الثورات فقط في الدول العربية هل ان انظمة الحكم العربية هي فقط استبدادية ودكتاتورية الجواب لا لان هناك في مناطق اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية انظمة حكم استبدادية جاءت من خلال الانقلابات العسكرية لكن لم نرى فيها رياح التغيير على الرغم ان في هذه الدول قد قامت مظاهرات كبيرة راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى وعلى سبيل المثال ايران التي تدعم حكومتها المظاهرات التي حدثت في الدول العربية في حين تقوم بقمع المظاهرات التي قامت عندهم فأي مفارقة هذه لكن لم نرى دعماً خارجيا او حتى تشجيعاً من امريكا او اوربا للمتظاهرين في ايران على العكس من ذلك نرى ان هناك اصابع خارجية لدعم تلك الثورات وتغذيتها في الدول العربية وما يحصل في ليبيا لهو خير دليل حتى ان قادة الثورة في ليبيا استنجدوا بامريكا واوربا لتخليصهم من نظام القذافي كما فعل ما يسمى بالمعارضة العراقية قبل الاحتلال باستقدام قوات الاحتلال للعراق لاحتلاله واستباحة دم شعبه وارضه وخيراته من حق اخوتنا الاعزاء في ليبيا ان يغيروا ما يروه مناسب لهم لكن بدون الاستعانة بقوات دولية وهي الان تقوم بتدمير ليبيا وتدمير ما بناه الشعب الليبي الشقيق خلال عقود طويلة في لحظاتً نعم ان نظام القذافي قد قام بقصف المدن وتدميرها على رؤوس ابنائها لكن هذا لا يعطي مبرر ان تقوم دول الغرب بالتدخل بحجة تخليص الشعب الليبي من نظامه الدموي كما يزعمون كان على الليبيين ان يعوا ذلك وكان امامه افضل مثال للتدخل الغربي الا وهو العراق عليه ان يرجع بذاكرته الى اوراء قليلاً ( اي الشعب الليبي ) ويتذكر ما حصل في العراق حين جاء المحتل بحجة ان العراق لديه اسلحة دمار شامل ثم غيروا تلك الحجة بحجة اخرى انه يدعم الارهاب وغيروها باخرى ايضا ان النظام العراقي يدعم الارهاب وجاءوا بحجة ثالثة ان نظام صدام حسين دكتاتوري . نسي الامريكان ان هناك دول كثيرة لديها اسلحة دمار شامل والعراق لم يملكه وان دول اخرى تدعم الارهاب وثبت ان العراق لم يدعم اي منظمة ارهابية اما اذا كان نظام صدام حسين دموي حسب زعمهم فأغلب دول العالم هي انظمة دموية بما فيها امريكا نفسها التي قامت على الدم اي دماء الامريكيين الحقيقيين ( الهنود الحمر ) . فأين ذهبت عقول قادة الثورا في ليبيا من تلك الاحداث الذين هم معاصرون لها عليهم ان يرجعوا الى عقولهم قبل فوات الاوان اي قبل تدمير ليبيا كلياً من قبل حلفاء الشر وحينها لا ينفع الندم وسوف تلحقكم لعنة الشعب الليبي الى الابد وفي نفس الوقت على النظام الليبي ان يهدء الاوضاع وعليه ان لا ينسى ان الشعب الليبي شعب ابي وهو الذي رضي ان يكون القذافي قائدا له طيلة الـ 42 عاماً التي مضت وعليه ان يحقق مطالب ابناء شعبه . المثال الاخر في التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية ما حصل في البحرين . ان ما حصل في البحرين لم تكن ثورة بل هي حركة طائفية شعوبية مجرمة . لقد رأينا من خلال شاشات الفضائيات كيف يقوم هؤلاء الناس بدهس افراد الشرطة وكيف يركلون احد افراد الشرطة المقتول الذي تعرض الى حالة دهس متعمد بالسيارة بعد ان فارق الحياة . كم من حقد يحمل هؤلاء البشر . نحن مع حكومة البحرين بضرب عملاء ايران بيد من حديد حتى تقطع دابرهم . ومع ايضاً دخول قوات درع الجزيرة الى البحرين الشقيقة لتخليصها من الطائفيين اذناب ايران في البحرين . ان يد ايران واضحة جداً في البحرين واليمن فأرادت ان تبتلع البحرين كما يتخيل لها انها ابتلعت العراق وتريد ان تضع يدها على اليمن كي تسيطر على البحر الاحمر وبحر العرب وخليج عمان والخليج العربي لكن وبالتالي ابتلاع دول الخايج العربي بالكامل وما ان دخلت قوات درع الجزيرة حتى ذهب مخططها ادراج الرياح . لو ان ما حصل في البحرين كمظاهرات سلمية ومطالب معقولة لوجدوا كل الشعب العربي معه ولو انهم اردوا مكاسب سياسية اضافية لقلنا لهم الحق في ذلك لكن ان تكون حركتهم طائفية فأنهم لن يجدوا من يؤيد مطالبهم من اي دولة عربية لانه بان للناس ما هي اهدافهم واتجاههم الا فاليخسؤا . اما ما يحصل في اليمن الشقيقة فهي منقسمة الى عدة اتجاهات فمنها انفصالية اي ان ابناء جنوب اليمن ( اليمن الجنوبية قبل توحيد اليمنيتين ) يريدون الانفصال عن اليمن ككل . لكن نقول لهؤلاء اين الوحدة العربية التي يطالب بها الشعب العربي لماذا تطالبون بتجزئة البلد الواحد الى اثنتين لماذا تريدون اعادة نظام حكم الاستعمار الذي جزء الامة العربية الى دول الم يكن توحيد شطري اليمن الى بلد واحد هو مطلب شعبي البلدين . اتقوا الله فيما تفعلون اذا كان نظام علي عبد الله صالح استبدادي انتظروا الى ان تأتي الانتخابات القادمة عسى ان يأتي رئيساً جديداً يحقق لكم ما تريدونه من مكاسب سياسية اخرى غير الانفصال بالطبع . الحركة الثانية وهم الحوثيون وقد عرف الشعب العربي من هم هؤلاء والى من يتبعون في اتجاهاتهم المذهبية وقد انكشف خبثهم من خلال خيوطهم المتصلة بطهران وان هؤلاء القوم طائفيون قتلة ومجرمون كأخوانهم في البحرين خيب الله ظنهم وقاتلهم الله . اما الحركة الثالثة فهي القاعدة التي لم يعرف احد ما تريده القاعدة من اليمن وما هي اتجاهاتهم فهم تارة يقفون مع الحراك الجنوبي الانفصالي وتارة يقفون مع الحوثيين وكان الله في عون الجيش اليمني الذي يقاتل في عدة اتجاهات . أخيراً نقول لكل الشعب العربي المتطلع للتغيير والحرية عليه ان لا يعتمد على الخارج فأن المساعدة الخارجية لن تأتي وان اتت فلا تأبه بكم ولا بتطلعاتكم بل تريد الحفاظ على مصالحها فقط عليكم ان يساند بعضكم البعض فوالله ان الغرب لا يريد الخير لنا عاشت الامة العربية عاش الشعب العربي .